توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انقطاع الكهرباء.. صورة شبه واقعية

  مصر اليوم -

انقطاع الكهرباء صورة شبه واقعية

بقلم:عماد الدين حسين

من المسئول عن أزمة انقطاع الكهرباء الحالية، هل هى الحكومة وسياساتها، أم غضب الطبيعة والتغييرات المناخية التى تضرب العالم بأكمله، أم سلوكيات المواطنين والمجتمع التى لا تعرف قواعد الترشيد أم خليط من كل ذلك؟
هذا السؤال لن تجد له إجابة واحدة، وكل شخص سيقدم الإجابة حسب موقعه ومصالحه والمعلومات والبيانات الأساسية الموجودة لديه، ووسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعى التى يتعرض لها.
فى هذه السطور سأحاول عرض وجهات نظر مختلفة فربما نفهم الصورة بطريقة أفضل.
الحكومة تقول إن درجة الحرارة ارتفعت فى العالم بما فيه نصف الكرة الشمالى لدرجة أشعلت الحرائق فى العديد من المدن والمنتجعات كما حدث فى اليونان مثلا، أو وصولها إلى ٥٢ درجة كما حدث فى إحدى المدن الصينية. هذا الارتفاع فى درجة الحرارة جعل استهلاك المواطنين من الكهرباء يرتفع بسبب تشغيل المزيد من أجهزة التكييف وغيرها، وبدلا من استهلاك المصريين لـ٢٧ ألف ميجاوات كما كان الحال عليه قبل الأزمة صاروا يستهلكون ما بين ٣٧ ــ ٣٨ ألف ميجاوات وهو رقم غير مسبوق على الإطلاق.
سيقول البعض وما المشكلة أن ننتج ٣٨ ألف ميجاوات طالما أن الحكومة تقول إن لدينا محطات قادرة على إنتاج حتى ٤٥ ألف ميجاوات؟
الإجابة ببساطة أن الحكومة فعلا استثمرت كثيرا فى بناء العديد من المحطات الجديدة وطورت المحطات والشبكات القائمة وتكلف ذلك مليارات الدولارات واليوروهات خصوصا مع شركة سيمنز الألمانية، لكن إقامة المحطات وتطوير الشبكات لا يكفى فقط، فالأهم هو توافر الغاز والمازوت اللازم لتشغيل هذه المحطات.
سيسأل سائل آخر: وما هى المشكلة فى توفير الغاز طالما أن الحكومة تقول إن إنتاجنا منه يكفى، بدلا من تصديره للخارج خصوصا إسرائيل، وهل يصح أن نصدر لإسرائيل والخارج ونحن نحتاجه، ألا يصح أن نطبق المثل القائل: «ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع»؟!.
لسان حال الحكومة يقول إنها فوجئت مثل دول كثيرة بارتفاع درجات الحرارة لهذا المستوى غير المسبوق، وأن خطتها مبنية على متوسط استهلاك معين من الغاز والمازوت اللازم لتشغيل المحطات عند مستوى ٣٤ ألف ميجاوات، تضيف أيضا أنها لا تصدر الغاز لإسرائيل، وأن ذلك توقف منذ سنوات، بل إنها تستورد الغاز الخام من إسرائيل، ودول أخرى لإسالته فى محطتى إدكو ودمياط ثم تعيد تصديره بأسعار أعلى للعديد من الدول.
والأهم أنه لا يمكنها أن تلغى هذه الاتفاقات مع العالم الخارجى لأنه سيكلفها الكثير من سمعتها بل وستضطر لدفع تعويضات قد تصل إلى المليارات كما حدث مع دول وشركات أخرى من بينها إسرائيل نفسها، حينما تم وقف تصدير الغاز إليها قبل سنوات بفعل تعرض خط الغاز فى سيناء لعدة عمليات تخريب من الإرهابيين.
النقطة الأخرى هى أنه وطبقا لمصادر كثيرة ومنها فضائية «بلومبيرج الشرق» فى تقرير مساء الإثنين الماضى فإن وزارة البترول المصرية تزود وزارة الكهرباء يوميا بـ١٣٥ مليون متر مكعب من الغاز، وعشرة آلاف طن من المازوت، وهذه الكمية تسمح بتوليد ٣٢ ألف ميجاوات من الكهرباء، وبالتالى حينما يزيد الاستهلاك عن هذا الحد فنحن فى حاجة إلى دولارات أكثر لتوفير الغاز والمازوت لتوليد خمسة آلاف ميجاوات إضافية.
ويعلم كثيرون أن هناك مشكلة حقيقية فى توفير العملات الأجنبية ليس فقط لاستيراد هذه المواد، ولكن للعديد من السلع والخدمات الأخرى مثل القمح والزيوت والأدوية ومستلزمات الإنتاج الأساسية.
هذا هو لسان حال الحكومة، لكن البعض يرد ويقول إنها هى التى تحكم وتدير ومسئوليتها ألا نتفاجأ بالمشكلات، بل المطلوب أن يكون لديها بدائل لكل الأزمات، وليس ذنب المواطن أن يعانى. وقرأت منشورا للدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق مساء الإثنين الماضى على صفحته على الفيسبوك يقول: «هل الإعلان عن جداول ساعات قطع الكهرباء للمصريين لن يضر بالاستثمار والسياحة؟ نعم هو فيه درجة احترام للمصريين، ولكن الثمن غال، أم كان من الأفضل شراء المازوت المطلوب حتى يتم حل مشكلة الغاز؟».
طبعا الإجابة على هذا السؤال قد تتضمن احتمالات كثيرة منها أن الحكومة ستقول أنها خصصت من ٢٥٠ ــ ٣٠٠ مليون دولار لشراء المازوت طوال شهر أغسطس الحالى. لكن فى كل الأحوال فإن غضب وضيق الناس من هذه الأزمة الصعبة لا يجعلهم يتقبلون أى حجج أو تبريرات حتى لو كانت منطقية أو بفعل الطبيعة وليس كلها من صنع الحكومة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقطاع الكهرباء صورة شبه واقعية انقطاع الكهرباء صورة شبه واقعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon