توقيت القاهرة المحلي 13:05:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«صفقة رأس الحكمة» كيف تحل الأزمة الاقتصادية؟

  مصر اليوم -

«صفقة رأس الحكمة» كيف تحل الأزمة الاقتصادية

بقلم - عماد الدين حسين

أكبر صفقة استثمار أجنبى فى تاريخ مصر بقيمة ٣٥ مليار دولار مع دولة الإمارات العربية المتحدة، هل يمكن أن تساهم فى حل الأزمة الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها مصر؟.
الإجابة هى نعم بكل تأكيد، لكن بشروط جوهرية أهمها أن نحسن توظيف هذه الأموال وألا نكرر الأخطاء التى وقعنا فيها الفترة الماضية.
للتذكرة فإن الصفقة التى تم توقيعها عصر يوم الجمعة الماضى بين البلدين وأعلن عن تفاصيلها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء يمكن أن نسميها صفقة القرن.
ولمن لم يتابع الموضوع فإن وزير الإسكان المصرى عاصم الجزار ووزير الاستثمار الإماراتى محمد السويدى وقعا على اتفاق لتنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالى بمحافظة مطروح، عبر تأسيس شركة قابضة طبقا للقانون المصرى.
ويتضمن المشروع إقامة فنادق وخدمات مختلفة ومدن سكنية ومشروعات ترفيهية ومنطقة مال وأعمال ومطار دولى. ماليا فإن مصر سوف تحصل على ٣٥ مليار دولار خلال شهرين من الآن، منها ٢٤ مليارا نقدا كعملة أجنبية بالدولار و١١ مليارا مقابل الوديعة المالية للإمارات فى البنك المركزى وبذلك يتم إسقاطها من قيمة الديون المصرية ويتم تحويلها إلى جنيه مصرى للمساهمة فى المشروع.
الدكتور مدبولى قال إن الإمارات ستضخ طوال فترة تنفيذ المشروع حوالى ١٥٠ مليار دولار، كما أن مصر ستحصل على ٣٥٪ من أرباح المشروع طوال مدة تنفيذه. وأن المشروع شراكة استثمارية بين البلدين وليس بيعا للأصول كما يروج البعض.
هذه هى المعلومات الأساسية للصفقة التى شغلت الكثيرين طوال الأسابيع الماضية.
نعود إلى السؤال الذى بدأنا به ونكرر أن هذه الصفقة يمكنها أن تضع مصر على الطريق الاقتصادى الصحيح إذا عالجت الحكومة والمجموعة الاقتصادية الأمور بالشكل الصحيح.
صار معلوما للكثيرين أنه ومنذ بداية الأزمة الاقتصادية عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فقد خرج ٢٢ مليار دولار من الأموال الساخنة فى الأسابيع التالية للأزمة.
كان عدد كبير من الخبراء والمسئولين يقولون إن مصر فى حاجة إلى ٢٠ مليار دولار على الأقل لسد الفجوة الدولارية الناتجة عن خروج هذه الأموال الساخنة، وهى الفجوة التى تزايدت فى الشهور الأخيرة وقادت إلى ارتفاع سعر الدولار ووصوله فى السوق الموازية إلى أكثر من ٧٠ جنيها بعد أن كان سعره ١٥ جنيها قبل عامين وما يزال سعره الرسمى ٣١ جنيها فقط.
إذن فإن الـ ٢٤ مليار دولار من صفقة رأس الحكمة مضافا إليها ٦ مليارات دولار على الأقل من صندوق النقد الدولى خلال الشهرين المقبلين وربما بضعة مليارات من الاتحاد الأوروبى وتمويلات أخرى من «شركاء التنمية» يمكن لكل هذه المبالغ أن تعوض الفجوة الدولارية بصورة لم يكن يتخيلها أشد الخبراء الاقتصاديين تفاؤلا قبل أسابيع.
تستحق الحكومة وجميع أجهزة الدولة لتقدير دورها فى إتمام هذه الصفقة، وقد عرفت من بعض المصادر أن هذه الصفقة تعرضت لمعوقات بيروقراطية عديدة، وكان يفترض إنجازها منذ شهور طويلة لولا هذه التعقيدات و«الأيدى المرتعشة» التى عطلت التوقيع تحت ذرائع كثيرة حسب تعبير بعض المسئولين. لكن فى النهاية تكلل الجهد بالنجاح خصوصا فى الوصول بسعر متر الأرض إلى أعلى رقم ممكن مقوما بالدولار وهو أمر استغرق وقتا ومناقشات مطولة.
وإذا كنا قد شكرنا كل من أدى دورا فى إنجاز هذه الصفقة، فمن المهم التأكيد على الحكومة أن تحسن استغلال هذه الأموال، وأن يتم توجيهها إلى المصادر العاجلة والأكثر إلحاحا لحل الأزمة الراهنة، وليس لأى مشروعات عادية مهما كانت، خصوصا المشروعات التى يمكن تأجيلها.
نريد استغلالا أمثل يحل أزمة نقص العملة الأجنبية والأهم وضع سياسات تضمن استدامة تدفق النقد الأجنبى من مصادر طبيعية وشبه مضمونة، لا نريد تكرار ما حدث سابقا أى ترحيل الأزمة لشهور أو لعام أو عامين، ثم نتفاجأ بعد ذلك بانفجار الأزمة من جديد فى وجوهنا.
السؤال المهم: ما الذى سوف يستفيده المواطن العادى من هذه الصفقة؟!
الإجابة لاحقا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صفقة رأس الحكمة» كيف تحل الأزمة الاقتصادية «صفقة رأس الحكمة» كيف تحل الأزمة الاقتصادية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon