توقيت القاهرة المحلي 15:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيمن أنور والعوامات.. ومؤامرة الخارج

  مصر اليوم -

أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج

بقلم: عماد الدين حسين

هل يجب على المسئولين المصريين فى مختلف مواقعهم الرد على استفسارات وسائل الإعلام الأجنبية فيما يتعلق بالقضايا والشئون المصرية، أم يتجاهلون اتصالاتهم لأن هذه الوسائل الأجنبية كما يقول البعض متآمرة، ولا تريد الخير لمصر، بل تحاول تشويه صورتها بكل الصور؟!
أطرح هذا السؤال ــ الذى آراه مهما جدا ــ بعد أن استمعت إلى مداخلة أيمن أنور رئيس الإدارة المركزية لحماية نهر النيل مع الإعلامى المعروف نشأت الديهى مساء السبت فى برنامجه «بالورقة والقلم» على قناة تن، وذلك فيما يتعلق بقرار وزارة الرى بإزالة العوامات الموجودة فى نهر النيل بمنطقة العجوزة والكيت كات.
أيمن أنور قال كلاما كثيرا من بينه: «لقد رفضت الرد على وسائل الإعلام الأجنبية، وحبينا نكشفهم أمام أنفسهم وأمام العالم، هم مغرضون وإحنا عارفين غرضهم».
ظنى أن هذا المنطق الذى استخدمه هذا المسئول الحكومى الرفيع غريب وصادم ويورد البلاد بأكملها موارد التهلكة، وإذا طبقه كل مسئول فى مجاله فسوف نواجه أزمات عالمية متالية أقلها استمرار تشويه صورتنا فى الخارج.
أعتقد أن وظيفة المسئول ــ كل فى موقعه ــ أن يشرح موقف وزارته ومؤسسته، لوسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، بل يسعى إلى هذه الوسائل إذا لم تحضر إليه.
هل بعض وسائل الإعلام الأجنبية مغرضة ولها موقف من النظام والدولة المصرية؟. أظن أن الإجابة هى نعم، لكن هل العلاج هو أن نتجاهلها أم نشرح وجهة نظرنا ونحاول قدر ما نستطيع تغيير هذه المواقف المنحازة؟!
الإجابة المنطقية هى أن نسعى وراء هذه الوسائل ونشرح وجهة نظرنا، لأنها ومهما بلغ حجم تحيزها ضدنا، فسوف تضطر إلى وضع وجهة النظر الحكومية فى تغطياتها للأخبار والقضايا المصرية. أما منطق أنها منحازة، وينبغى أن نتجاهلها فهو أسوأ خيار ممكن، لأنه سيجعل الوسائل تعرض وجهة نظر واحدة فقط، ووقتها سوف تتعزز وجهة النظر الأخرى التى تشوه صورة الدولة والحكومة، فى حين أن المسئول كان أمامه أن يشرح لوسائل الإعلام الأجنبية أن قرار الحكومة بإزالة العوامات النيلية يرجع لأسباب محددة ومنها انتهاء التراخيص والمخالفات البيئية.
لماذا لم يرد أنور على وسائل الإعلام الأجنبية، ويقول لهم ما قاله لنشأت الديهى ومختلف وسائل الإعلام المحلية فى الأيام الأخيرة بأن هناك ٢٠٨ آلاف مخالفة على نهر النيل، وتم إزالة ١٦٠ ألف مخالفة، وأنه يستغرب التركيز الإعلامى على إزالة ٣٢ عائمة نيلية فقط؟!.
لماذا لم يقل أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية أن رئيس الجمهورية اجتمع بكبار المسئولين قبل أيام، وطالبهم بتطبيق القانون لكن مع مراعاة الأبعاد الاجتماعية المختلفة لأصحاب العوامات، وأن هناك لجنة يرأسها وزير العدل مهمتها دراسة وبحث هذه الحالات؟!.
ولماذا لم يقل السيد أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية إن الهدف الأساسى من قرار وإزالة العوامات هو تطبيق القانون والحد من التلوث البيئى كما قال لنشأت الديهى؟!. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تم ترك هذه العوامات تلوث مياه النيل منذ نشأتها وحتى هذه اللحظة؟!
لماذا لم يقل أيمن أنور لوسائل الإعلام الأجنبية إن أحد أسباب إزالة العوامات هو المظهر الحضارى، ولماذا لم يكرر لهم ما قاله للإعلام المصرى بأنهم يخالفون القانون ولم يسددوا الرسوم المطلوبة؟
ولماذا لم يقل للإعلام الأجنبى بأن هذه العوامات ليست بغرض السكن، وأن هناك محاضر شرطة وقرارات إزالة صادرة منذ شهور للعديد من هذه العوامات منذ فترة طويلة؟!.
اليوم لا أستطيع الحكم هل قرار إزالة هذه العوامات صحيح أم لا، لكن أعلق فقط على المنطق الغريب لأيمن أنور.
هو منطق شديد الخطورة ويكرره مسئولون آخرون فى مواقع مختلفة، خلاصته أن الخارج يتآمر علينا. وسنفترض أن هذا صحيح، فما هى أفضل طريقة لمواجهة هذه المؤامرة؟! أظن أنه يمكننا أن نتجاهلهم فقط إذا لم نكن فى حاجة إليهم كما تفعل الصين وروسيا وأحيانا إيران وكوريا الشمالية، لكن إذا كنا نحتاجهم فى مواقع كثيرة مثل المنح والمساعدات والاتفاقيات فمطلوب منا أن نرد عليهم ونفضح تآمر بعضهم.
لكن بالمنطق الذى استخدمه أيمن أنور، فهو لن يؤدى إلا لتشويه صورتنا فى الغرب أكثر مما هى مشوهة.. فهل هذا ما نريده بالفعل؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج أيمن أنور والعوامات ومؤامرة الخارج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon