توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

  مصر اليوم -

لماذا نترك الفرصة للمتربصين

بقلم: عماد الدين حسين

 الكلمات التالية ليست تعليقًا على حدث معين وقع فى الأيام الماضية، لكن ربما تكون انعكاسًا لنمط معين من ردود الفعل ينبغى أن نتوقف عنده مطولًا، ونبحث عن أفضل طريقة للتعامل مع مثل هذا النوع من الأخبار أو الشائعات أو القضايا.

ومن خلال التدقيق والتأمل يمكن القول إنه بين الحين والآخر، نلحظ وجود خبر أو حدث أو قضية يتم اكتشافها أو تسريبها أو تفجيرها فى وجه الدولة المصرية، بحيث تبدو أنها فى قفص الاتهام، وحينما يحدث ذلك يتحول الأمر إلى فرصة للتنشين على الدولة من قبل قوى مختلفة محلية وإقليمية ودولية. هل الكلمات السابقة محاولة لإلقاء اللوم على شماعة المؤامرة الخارجية فقط كما يبدو الأمر للبعض؟!

الإجابة هى لا بصورة قاطعة، لأننا فى بعض الأحيان نرتكب بعض الأخطاء المجانية بصورة واضحة، ومن دون أى داعٍ، وهو أمر يبدو محيرًا للكثيرين. فقد يكون مقبولًا أن تدفع ثمنًا نظير تقصير أو أخطاء، لكن أن تدفع ثمنًا مجانيًا ومن دون أى داعٍ ومن دون أى مكسب فهو أمر شديد الغرابة.

ينسى بعضنا أن السوشيال ميديا قد فرضت قواعد جديدة لم يعد من الممكن إنكارها أو تجاوزها أو القفز عليها.

ماذا يعنى ذلك؟!

يعنى أنه فى اللحظة التى يظهر فيها خبر أو قضية أو شائعة أو حدث يخص الدولة المصرية، فالمفترض أن تكون هناك ردود واضحة وسريعة ومقنعة حتى تقطع الطريق على المتربصين والمتشككين والشامتين والمتآمرين، لأن التأخر فى الرد يجعل بعض المواطنين العاديين يصدق الشائعة أو الخبر المشوه، ويتعامل معه باعتباره حقيقة.

فى الماضى وقبل تغول وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى كان يمكن لأى دولة أن تصمت أو «تطنش»، فيما يتعلق ببعض الأخبار أو الأحداث أو الشائعات.

الآن لم يعد ذلك ممكنًا، وبالتالى فإن الصمت يسمح بتحويل الشائعة إلى حقيقة لدى كثيرين.

النقطة الثانية والمهمة هى أن عددًا كبيرًا من الناس من الممكن أن يصدق الشائعة إذا لم يجد تصحيحًا أو توضيحًا لها.

النقطة الثالثة أنه لا يوجد هناك أى مبرر للصبر والصمت والسكوت على أى خبر، من المهم أن يكون الرد سريعًا وواضحًا، لأنه إذا ردد البعض خبرًا أو شائعة سيجد أمامه الرد أو التوضيح الرسمى موجودًا ومتاحًا.

كل ما سبق يتعلق بدور الحكومة وضرورة ردها على أى حدث أو شائعة، لكن هناك أيضًا دورًا مهمًا للمواطنين، وهو ضرورة التريث قدر الإمكان قبل أن يصدق أى خبر أو شائعة، وعليه أن يحكم بعقله خصوصًا إذا كانت الشائعات تبدو غير منطقية بالمرة.

طبعًا الخطورة هنا أن فقدان الثقة بين المواطن والحكومة سيجعل بعض المواطنين يصدقون ما هو غير قابل للتصديق، حتى لو كان مصدره إيدى كوهين!

النقطة الأخيرة التى يفترض أن نضعها جميعًا أمام أعيننا أنه وفى منطقتنا التى تشهد صراعًا إقليميًا واضحًا، وعدوانًا إسرائيليًا أقرب ما يكون إلى الإبادة الجماعية، فلماذا نستبعد أن تسعى إسرائيل بكل الطرق إلى تشويه سمعة الدولة المصرية أو أى دولة عربية ترفض عدوانها؟ هل نسينا الآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة وهل نسينا الدعم الإعلامى الغربى غير المحدود؟

سألت أحد الخبراء والمختصين عن تفسيره لهذه الظاهرة، فقال: لماذا نستبعد أن الدولة المصرية تفضل أحيانًا الصمت على شائعات وأخبار غير صحيحة بالمرة من أجل عدم إعلان أخبار أكثر أهمية؟

فى كل الأحوال هناك مسئولية كبيرة تقع على الحكومة فى ضرورة المسارعة بتوضيح كل شىء حتى لا تترك فرصة للمتربصين بما يترك كثيرًا من المواطنين فريسة لهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نترك الفرصة للمتربصين لماذا نترك الفرصة للمتربصين



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon