توقيت القاهرة المحلي 10:17:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

  مصر اليوم -

لماذا نترك الفرصة للمتربصين

بقلم: عماد الدين حسين

 الكلمات التالية ليست تعليقًا على حدث معين وقع فى الأيام الماضية، لكن ربما تكون انعكاسًا لنمط معين من ردود الفعل ينبغى أن نتوقف عنده مطولًا، ونبحث عن أفضل طريقة للتعامل مع مثل هذا النوع من الأخبار أو الشائعات أو القضايا.

ومن خلال التدقيق والتأمل يمكن القول إنه بين الحين والآخر، نلحظ وجود خبر أو حدث أو قضية يتم اكتشافها أو تسريبها أو تفجيرها فى وجه الدولة المصرية، بحيث تبدو أنها فى قفص الاتهام، وحينما يحدث ذلك يتحول الأمر إلى فرصة للتنشين على الدولة من قبل قوى مختلفة محلية وإقليمية ودولية. هل الكلمات السابقة محاولة لإلقاء اللوم على شماعة المؤامرة الخارجية فقط كما يبدو الأمر للبعض؟!

الإجابة هى لا بصورة قاطعة، لأننا فى بعض الأحيان نرتكب بعض الأخطاء المجانية بصورة واضحة، ومن دون أى داعٍ، وهو أمر يبدو محيرًا للكثيرين. فقد يكون مقبولًا أن تدفع ثمنًا نظير تقصير أو أخطاء، لكن أن تدفع ثمنًا مجانيًا ومن دون أى داعٍ ومن دون أى مكسب فهو أمر شديد الغرابة.

ينسى بعضنا أن السوشيال ميديا قد فرضت قواعد جديدة لم يعد من الممكن إنكارها أو تجاوزها أو القفز عليها.

ماذا يعنى ذلك؟!

يعنى أنه فى اللحظة التى يظهر فيها خبر أو قضية أو شائعة أو حدث يخص الدولة المصرية، فالمفترض أن تكون هناك ردود واضحة وسريعة ومقنعة حتى تقطع الطريق على المتربصين والمتشككين والشامتين والمتآمرين، لأن التأخر فى الرد يجعل بعض المواطنين العاديين يصدق الشائعة أو الخبر المشوه، ويتعامل معه باعتباره حقيقة.

فى الماضى وقبل تغول وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى كان يمكن لأى دولة أن تصمت أو «تطنش»، فيما يتعلق ببعض الأخبار أو الأحداث أو الشائعات.

الآن لم يعد ذلك ممكنًا، وبالتالى فإن الصمت يسمح بتحويل الشائعة إلى حقيقة لدى كثيرين.

النقطة الثانية والمهمة هى أن عددًا كبيرًا من الناس من الممكن أن يصدق الشائعة إذا لم يجد تصحيحًا أو توضيحًا لها.

النقطة الثالثة أنه لا يوجد هناك أى مبرر للصبر والصمت والسكوت على أى خبر، من المهم أن يكون الرد سريعًا وواضحًا، لأنه إذا ردد البعض خبرًا أو شائعة سيجد أمامه الرد أو التوضيح الرسمى موجودًا ومتاحًا.

كل ما سبق يتعلق بدور الحكومة وضرورة ردها على أى حدث أو شائعة، لكن هناك أيضًا دورًا مهمًا للمواطنين، وهو ضرورة التريث قدر الإمكان قبل أن يصدق أى خبر أو شائعة، وعليه أن يحكم بعقله خصوصًا إذا كانت الشائعات تبدو غير منطقية بالمرة.

طبعًا الخطورة هنا أن فقدان الثقة بين المواطن والحكومة سيجعل بعض المواطنين يصدقون ما هو غير قابل للتصديق، حتى لو كان مصدره إيدى كوهين!

النقطة الأخيرة التى يفترض أن نضعها جميعًا أمام أعيننا أنه وفى منطقتنا التى تشهد صراعًا إقليميًا واضحًا، وعدوانًا إسرائيليًا أقرب ما يكون إلى الإبادة الجماعية، فلماذا نستبعد أن تسعى إسرائيل بكل الطرق إلى تشويه سمعة الدولة المصرية أو أى دولة عربية ترفض عدوانها؟ هل نسينا الآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة وهل نسينا الدعم الإعلامى الغربى غير المحدود؟

سألت أحد الخبراء والمختصين عن تفسيره لهذه الظاهرة، فقال: لماذا نستبعد أن الدولة المصرية تفضل أحيانًا الصمت على شائعات وأخبار غير صحيحة بالمرة من أجل عدم إعلان أخبار أكثر أهمية؟

فى كل الأحوال هناك مسئولية كبيرة تقع على الحكومة فى ضرورة المسارعة بتوضيح كل شىء حتى لا تترك فرصة للمتربصين بما يترك كثيرًا من المواطنين فريسة لهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نترك الفرصة للمتربصين لماذا نترك الفرصة للمتربصين



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon