توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليتوانيا التي لا نعرفها كثيرا

  مصر اليوم -

ليتوانيا التي لا نعرفها كثيرا

بقلم:عماد الدين حسين

يوم الأحد قبل الماضى وصلت إلى مدينة فيلينوس، وإذا سألت كثيرين عنها فقد لا يعرفون أين تقع، وإذا سألتهم عن ليتوانيا فإن الإجابة قد تكون مشابهة، وربما يخلط البعض بين ليتوانيا وتايوان التى انفصلت عن الصين عام ١٩٤٩، وتصر الصين على عودتها للسيادة رغم المعارضة الأمريكية.
أما ليتوانيا فقد كانت تابعة للاتحاد السوفييتى حتى استقلت عنه فى ١١ مارس ١٩٩٠، وعاصمتها هى فيلينوس، التى انعقدت فيها قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» يومى 11و12 يوليو الماضيين.
ليتوانيا دولة أوروبية وهى إحدى دول بحر البلطيق الثلاثة شمال القارة الأوروبية مع إستونيا ولاتفيا، ومساحتها ٦٥٫٣ ألف كيلو متر مربع ولغتها الرسمية هى الليتوانية، وسكانها أقل قليلا من ٣ ملايين نسمة. هى تقع على طول الساحل الجنوبى الشرقى لبحر البلطيق وإلى الشرق من السويد والدانمارك، وتجاورها لاتفيا من الشمال وبيلاروسيا من الشرق والجنوب، وبولندا من الجنوب، وكالينجراد من الجنوب الغربى، والأخيرة مقاطعة يتحدث أهلها اللغة الروسية ويطلق عليها «الجيب الروسى».
الليتوانيون هم شعب البلطيق ولعدة قرون كانت الشواطئ الجنوبية الشرقية لبحر البلطيق تسكنها قبائل البلطيق المختلفة. وفى عام ١٢٣٠ميلادية تم توحيد أراضى ليتوانيا وفى ٦ يوليو ١٢٥٣ تم إنشاء مملكة ليتوانيا على يد ميندوغاس. وفى القرن الرابع عشر كانت دوقية ليتوانيا الكبرى أكبر دولة فى أوروبا وشملت ليتوانيا الحالية وبيلاروسيا وأوكرانيا وأجزاء من بولندا وأجزاء من روسيا، ثم تحالفت ليتوانيا مع بولندا لمدة قرنين. وقبل نهاية الحرب العالمية الأولى ضمت الإمبراطورية الروسية معظم أراضى ليتوانيا، لكن تم إعلان استقلالها فى ١٦ فبراير ١٩١٨. وفى الحرب العالمية الثانية قام الاتحاد السوفييتى باحتلال ليتوانيا ثم احتلتها ألمانيا النازية، ثم احتلها الاتحاد السوفييتى مرة ثانية بعد عام 1945.
وظلت ليتوانيا فى إطار الاتحاد السوفييتى حتى أعلنت استقلالها فى ١١ مارس ١٩٩٠، وبذلك تكون أول دولة تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفييتى حتى قبل تفككه رسميا فى العام التالى.
اقتصاديا تعد ليتوانيا دولة متقدمة إلى حد ما، ويتمتع سكانها بدخل مرتفع نسبيا، وتحتل مراكز متقدمة فى مؤشر التنمية البشرية، ومستوى المعيشة وقياسات مستويات الحريات المدنية وحرية التعبير والصحافة والإنترنت والحكم الديمقراطى.
الحكم فى ليتوانيا برلمانى والاقتصاد مفتوح وتمثل الخدمات ٦٨٪ والصناعة ٢٨٪ والزراعة ٣٫٣٪.
هى انضمت إلى حلف شمال الأطلنطى عام ٢٠٠٤، وإلى الاتحاد الأوروبى وإلى اتفاقية شنجن للتنقل داخل القارة فى نفس العام وإلى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية عام ٢٠١٨. وفى ١ يناير ٢٠١٥ صار اليورو العملة الوطنية بديلا لـ«الليتاس» وبسبب نهضتها الاقتصادية أطلق عليها البعض «نمر البلطيق».
ويصنف تقرير التنافسية العالمية ليتوانيا فى المرتبة ٤١ من بين ١٣٧ دولة، و٩٥٪ من الاستثمار المباشر يأتى من الاتحاد الأوروبى. والسويد هى أكبر مستثمر هناك بنسبة ٢٥٪، وفى عام ٢٠١٧ سجلت الصادرات أسرع نمو فى أوروبا وليس فقط البلطيق، وأهم الصناعات لديها هى الأثاث والمنسوجات والمواد الغذائية، و٨٠٪ من الكهرباء ناتجة عن المفاعلات النووية، وبالتالى هى ثانى أكبر دولة فى العالم بعد فرنسا فى إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.
الشوارع فى فيلنيوس شديدة النظافة، لا يمكنك أن تجد أوراقا أو قمامة فيها. الأشجار كثيفة جدا ولا يخلو منها شارع أو منطقة، ونصف مساحة البلد تقريبا عبارة عن غابات. والظاهرة الأساسية هناك هى الحدائق العامة المفتوحة للجميع طوال الوقت، وقد شاهدت بنفسى أن المسافة بين الحديقة والأخرى لا تتجاوز المائتى متر ومزودة بمقاعد خشبية جيدة والملفت للنظر أكثر العناية الفائقة بالأشجار لدرجة أنك تجد أخشابا تسند بعض الأشجار المعرضة للتساقط، إضافة للورود والزهور المنتشرة فى تلك الحدائق والشوارع المختلفة. كل ذلك ينعكس على تمتع الليتوانيين بنسبة عالية من الأكسجين والهواء النظيف.
والطقس خلال هذه الأيام هو الأفضل على الإطلاق إذ تتراوح درجات الحرارة بين ٢٠ ــ ٢٥ درجة قياسا بانخفاضها الكبير خلال شهور الشتاء.
ما سبق قد يكون معلومات وبيانات جافة. لكن ربما يكون السؤال الأهم هو: وماذا عن البشر هناك وكيف يتعاملون مع الأجانب، وكيف ينظرون للحرب فى أوكرانيا، وما هى نظرتهم لروسيا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليتوانيا التي لا نعرفها كثيرا ليتوانيا التي لا نعرفها كثيرا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon