توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎6 ساعات فى الوادى الجديد‬

  مصر اليوم -

‎6 ساعات فى الوادى الجديد‬

بقلم : عماد الدين حسين

‬محافظة الوادى الجديد تمثل 44٪ من مساحة مصر الإجمالية، و67٪ من مساحة الصحراء الغربية، لكن لا يعيش فيها إلا 270 ألف نسمة.‬
‎يوم الأحد الماضى زرت محافظة الوادى الجديد لمدة ست ساعات بدعوة كريمة من محافظها النشط اللواء محمد الزملوط، برفقة مجموعة من رؤساء التحرير وكبار الصحفيين أبناء الوادى، وانضم إلينا الزملاء مراسلو الصحف المختلفة فى المحافظة.‬
‎اللواء محمد الزملوط ابن قبيلة البياضية بشمال سيناء وخريج الكلية الحربية عام 1980 تولى منصبه منذ فبراير 2017 ولديه أحلام كثيرة للوادى الجديد.‬
‎فى جولتنا فى مدينة الخارجة عاصمة المحافظة شرح لنا المحافظ العديد من الإنجازات التى تمت فى السنوات الأخيرة خصوصا ارتفاع عدد أشجار النخيل إلى 4٫7 مليون نخلة والمتوقع أن تصل إلى 5 ملايين نخلة نهاية العام.‬
‎مصر صارت أول دولة فى إنتاج التمور عالميا، لكنها لا تحتل مركزا متقدما فى التصدير، بسبب عدم الاهتمام سواء بالأصناف المطلوبة عالميا وبالتعبئة والتغليف والترويج. فمثلا كيلو التمور المجدول يباع بـ250 جنيها، فى حين أن التمر الصعيدى يباع بـ30 جنيها فقط.‬
‎الزملوط يقول إن رهانه الحقيقى يتمثل فى الاهتمام بالزراعة والتعليم والصحة.‬
‎وفى عام 2016 أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن مشروع المليون ونصف فدان ونصيب الوادى الجديد منهم 400 ألف فدان خصوصا فى الفرافرة.‬
‎هناك جامعة مستقلة فى الوادى بعد أن كانت فرعا لجامعة أسيوط، وهناك أيضا 17 مستشفى.‬
‎وهى أول محافظة حدودية يصلها الغاز الطبيعى المنتظم للمنازل والمصانع على يد شركة طاقة عربية.‬
المحافظ رافقنا فى كل الجولة منذ وصولنا وحتى مغادرتنا وخلال الجولة زرنا ‎«مركز عباس حلمى لذوى الاحتياجات الخاصة»، الذى يعالج نحو 200 شخص يوميا من بين حوالى 7 آلاف من ذوى الاحتياجات الخاصة فى المحافظة، والعلاج فيه مجانا بالكامل وكذلك الإقامة والأكل، ومن يدفع فقط هم الأسوياء الذين يتعاملون مع خدمات المركز.‬
‎الملفت للنظر أيضا فى الجولة هو «العاصمة الإدارية الجديدة» للمحافظة، وفكرتها مبتكرة بتجميع معظم الخدمات الحكومية فى مكان واحد، واستغلال المبانى القديمة للمصالح الحكومية كفنادق أو تأجيرها للمؤسسات المختلفة وتحويل عائدها لميزانية المحافظة.‬
‎ وداخل العاصمة الإدارية صالة ألعاب رياضية لموظفى المديريات وبها حمام سباحة ومتاح للموظفين استخدامها ساعتين يوميا قبل بدء العمل باعتبار أن أقصى وقت عمل للموظف لا يزيد عن ساعة بسبب قلة المترددين على المديريات، ومن لا يرغب فى ممارسة الرياضة عليه أن يلتزم بدوامه الكامل فى العمل.‬
‎يقول المحافظ ردا على سؤالى أن هناك العديد من مبادرات المحافظة بالتعاون مع القادرين على دعم العديد من السلع خصوصا الخضراوات واللحوم والأرز والسكر، وأنه تمكن من جمع الكثير من التبرعات لمشروعات متعددة، ومنها مركز حسن حلمى.‬
‎المحافظ يقول إنه أقنع العديد من المستثمرين بالقدوم إلى المحافظة، سواء لمشروعات فردية أو بنظام المشاركة ومنها مثلا مشروع الحرير من دودة القز، واختار شابا متفوقا من جامعة زويل.‬
‎الزملوط يقول إن المحافظة ترحب باقتطاع مساحات منها لصالح الظهير الصحراوى لبعض المحافظات المجاورة.‬
‎ويحسب للوادى أنه المحافظة الوحيدة التى لا يتواجد بها التوك توك.‬
‎ بالطبع حينما أنشأ جمال عبدالناصر المحافظة فى 3 أكتوبر 1959 قال بوضوح إن الهدف هو خلق وادٍ جديد موازٍ لوادى النيل ومن أبرز من تولى منصب محافظ الوادى كان الدكتور كمال الجنزورى وفاروق التلاوى والمهندس إبراهيم شكرى.‬
‎والسؤال: هل تحقق هدف التوطين؟.‬
‎المؤكد أن هذا الهدف لم يتحقق، والدليل أن عدد سكان المحافظة لم يزد عن 270 ألف شخص، أى أقل من سكان أحد شوارع القاهرة المزدحمة.‬
‎سبب الإخفاق ليس بالطبع اللواء الزملوط أو من سبقه، ولكن غياب إرادة حكومية ورؤية شاملة تصحبها قرارات وآليات لإقناع وتحفيز الناس للذهاب إلى هناك بغرض التوطين، وليس مجرد الذهاب والعودة.‬
‎الآن فإن الدولة مشكورة مدت العديد من الطرق الأساسية إلى الوادى الجديد. لكن المطلوب أولا فلسفة كاملة لتحفيزالمستثمرين فعلا وليس قولا.‬
‎وثانيا أن تكون لدينا دراسات علمية قاطعة بأن مخزون المياه الجوفى فى المنطقة كافٍ جدا لقرون وليس لعشر أو 50 سنة.‬

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎6 ساعات فى الوادى الجديد‬ ‎6 ساعات فى الوادى الجديد‬



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon