توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيخ الأزهر والكنيسة.. تحية واجبة

  مصر اليوم -

شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة

بقلم - عماد الدين حسين

يستحق شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب المزيد من التحية والتقدير والاحترام على موقفه بعد حادث الحريق فى كنيسة أبوسيفين بالمنيرة الغربية فى إمبابة صباح الأحد الماضى.

معظمنا فى مصر يتحدث عن كلمات وخطب ومواعظ كثيرة عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، لكن ما فعله الإمام الأكبر كان ترجمة حرفية لفكرة ومبدأ المواطنة، الذى نردده كثيرا، ونطبقه قليلا. 

فى هذا الصدد أعجبنى ما كتبه الزميل والصديق عزت إبراهيم رئيس تحرير «الأهرام ويكلى» تعليقا على موقف شيخ الأزهر بقوله «إن ما فعله فضيلة الإمام الأكبر يختصر مواعظ كثيرة عن المواطنة والمصير الواحد».

لكن ماذا فعل الإمام الأكبر؟ 

 طبقا لما نشرته صحيفة «صوت الأزهر» فالرجل ــ وهو صعيدى شهم أيضا ــ اتخذ خمسة إجراءات مهمة عقب نشوب الحريق الذى أودى بحياة نحو ٤١ شخصا.

الإجراء الأول هو تقديم واجب العزاء للبابا تواضروس والأخوة المسيحيين وجميع المصريين فى ضحايا الحريق.

وهذا الإجراء هو أفضل من مليون فتوى لأنه يترجم عمليا فكرة التضامن والتآزر بين المسلمين والمسيحيين ومن أكبر رأس فى المؤسسة الإسلامية ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم الإسلامى بأكمله. وأظن أنه بعد هذا الموقف فالمفترض أننا لن نجد أى متنطع يخرج ويسأل هل يجوز أن نترحم على الأخوة المسيحيين أم لا، وهل يجوز أن نعزيهم فى أمواتهم أم لا؟!

والإجراء الثانى هو وضع مستشفى الأزهر تحت التصرف لاستقبال المصابين فى الحادث مع تقديم الدعم النفسى لهم.

وهذا إجراء مهم جدا ويحسم الكثير من الجدل العبثى والبيزنطى عن مدى جواز أن يقدم المسلم المساعدة للمسيحى فى وقت الأزمة. 

هو جدل شديد العبثية، لكن الحمد لله أن إجراء الإمام الأكبر يضع حدا لمثل هذا الكلام فى المستقبل.

أما تقديم الدعم النفسى، فيعنى أن أعلى مرتبة إسلامية تطبطب على قلوب أهالى الضحايا والأخوة الأقباط بأكملهم.

الإجراء الثالث هو التوجيه يصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين.

وهذا إجراء شديد الأهمية ويحسم جدلا عبثيا آخر يتعلق بجواز تقديم المسلم الدعم المالى لأخيه المسيحى. ويرد عمليا على فتاوى بعض المتطرفين، فى هذا الصدد. ويؤكد على الوجه الحقيقى والإنسانى للإسلام.

الإجراء الرابع هو تكليف وفد أزهرى رفيع المستوى برئاسة د. محمد الضوينى وكيل الأزهر ومعه قيادات الأزهر بزيارة المصابين ومؤازرة ذويهم. 

ومرة أخرى فهذا الإجراء فتوى عملية بأن مؤسسة الأزهر الشريف تقول لكل المسلمين أنه واجب عليهم زيارة إخوتهم المسيحيين، خصوصا أن فتاوى كثير من المتنطعين حرمت ذلك كثيرا.

الإجراء الخامس هو تقديم الوفد الأزهرى العزاء فى ضحايا الحادث الأليم والتأكيد على أن الأزهر وشيوخه يقفون جميعا إلى جانب إخوتهم وأن الأزهر بكل ما يمثله من قيم ورموز ومعان يقول لكل المسلمين إنه واجب عليهم أن يقفوا بجوار إخوتهم الأقباط فى الأحزان والملمات. مرة أخرى يحسب للعالم الجليل شيخ الأزهر أن موقفه الأخير هو مجموعة من الفتاوى الحية المهمة التى يفترض أن تغلق الباب على الكثير من الجدل فيما يتعلق بعلاقة المسلمين والمسيحيين. هو موقف يترجم عمليا كل ما كنا نقوله جميعا نظريا، وهذا الكلام النظرى ومن فرض تكراره الممل لم يعد كثيرون يثقون به، لوجود مسافة كبيرة من التناقض بين الأقوال والأفعال.

 الذى حدث هذه المرة هو العكس. الأزهر أقدم على الأفعال أولا، وهى الرسالة التى ستصل إلى الجميع. إلى الأخوة الأقباط أولا بأن أكبر مؤسسة إسلامية تقف بجانبهم وتتعامل معهم بمنطق المواطنة الفعلى وليس مجرد الكلام الإنشائى. وإلى كل الخارج بأن هذا هو موقف الإسلام الحقيقى من الأخوة الأقباط، وبالتالى فنحن لسنا مسئولين عن أى مواقف عكس ذلك.

وثالثا إلى عموم المسلمين بأن هذا هو وجه الإسلام الحق وعليهم أن يسيروا على هديه فى العلاقة مع الإخوة المسيحيين. والأهم أن موقف الأزهر الأخير يفضح ويعرى بعض القوى المتطرفة لدى المسلمين والمسيحيين. يعرى المتطرفين من المسلمين بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. ويعرى المتطرفين المسيحيين بأنهم مخطئون فى أوهامهم بأن المسلمين ضدهم.

تحية واجبة لشيخ الأزهر وخالص التمنيات بشفائه، وتحية واجبة أيضا لجريدة «صوت الأزهر» ورئيس تحريرها الزميل العزيز أحمد الصاوى حيث شهدت تطورا كبيرا منذ ترأس تحريرها، وتلعب دورا مهما فى إظهار الوجه المدنى والوسطى الحقيقى لمشيخة الأزهر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة شيخ الأزهر والكنيسة تحية واجبة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon