توقيت القاهرة المحلي 03:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على أمريكا أن تقلق من بريكس

  مصر اليوم -

على أمريكا أن تقلق من بريكس

بقلم:عماد الدين حسين


هل على الولايات المتحدة وحلفائها أن تقلق من مجموعة البريكس بعد توسعها فى القمة الأخيرة التى عقدت فى جوهانسبرج؟!

قبل يومين نشرت فى هذا المكان تعليقا على ما كتبه «راجا موهان» فى «الفورين بوليسى» بعنوان: «توسع البريكس محاولة فاشلة لإنهاء هيمنة الغرب». وجوهر مقاله أن الخلافات الداخلية بين أعضاء البريكس القدامى والجدد، لن تسمح لهم بالتوحد لتحدى الولايات المتحدة اقتصاديا، وبالتالى فعلى أمريكا ألا تقلق من بريكس، بل عليها العمل على ضرب المجموعة من الداخل واللعب على تناقضاتها الداخلية الكثيرة.

لكن افتتاحية النيويورك تايمز يوم السبت الماضى تقول كلاما مهما ومختلفا عما جاء فى مقال الفورين بوليسى.

الجريدة الأمريكية المعروفة عالميا كتبت تحت عنوان «توسع بريكس يوجه ضربة للقوة الأمريكية»، وقالت إن هذه المجموعة صارت تشكل تحديا لواشنطن، وأن واشنطن كانت دائما تتجاهل البريكس، بل لم تضعه على «رادارها» وحاولت التقليل دائما من أهميتها، لكن التوسع الأخير للمجموعة أفسح المجال للقلق لأنه يكشف عن عدة معانٍ منها أن بلدان المجموعة يؤكدون بشكل لا لبس فيه عدم رضاهم عن النظام العالمى وسعيهم لتحسين مكانتهم فيه.

فى تقدير «النيويورك تايمز» ــ وهو فى رأيى صحيح جدا ــ أن توسع بريكس يشكل تحديا كبيرا لأمريكا خصوصا أن قبضتها تضعف على الهيمنة العالمية وهى تنصح بأنه من الخطأ الفادح تجاهل المجموعة بل تعلم ممارسة التعاون.

الصحيفة الأمريكية ترصد ثلاثة مجالات رئيسية لتحدى بريكس للولايات المتحدة وهى المعايير العالمية والمنافسات الجيوسياسية والتعاون الإقليمى.

هى تقول إن أمريكا تدخلت بصورة كارثية فى العراق وأفغانستان، ورغم ذلك ما تزال تقول إنها تتحدث باسم قيم الحرية والديمقراطية، لكن مفهوم الديمقراطية مقابل الاستبداد فقد مصداقيته بسبب احتضان واشنطن للعديد من الحكومات المستبدة.

وجود دول بينها مشاكل داخل البريكس قد لا يحل هذه المشاكل، لكنه فى نفس الوقت قد يخلق فرصا فريدة لإجراء محادثات مباشرة بينها فى بيئة متعددة الأطراف وآمنة نسبيا.

تعترف النيويورك تايمز بأن أمريكا لطالما استغلت الانقسامات بين الدول لتحقيق أهدافها الخاصة خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط، وهى تميل دائما لتقسيم العالم إلى مناطق لإدامة تفوقها.

هى مثلا تحصن حلفاءها وشركاءها فى الجنوب على مواجهة خصوم أمريكا، أو أنها تقيم علاقات عميقة مع شركاء محليين مثل تشجيع الهند والفلبين على مواجهة الصين أو حض دول الخليج على عداء إيران وإقامة علاقات مع إسرائيل.

من النقاط المهمة التى تلفت افتتاحية النيويورك تايمز النظر إليها، أنه رغم وجود دول أعضاء فى البريكس لديهم علاقات طيبة جدا مع واشنطن مثل الهند ومصر، لكن بات واضحا أن هذه الدول تفضل العيش فى عالم تكون فيه الولايات المتحدة قوة رائدة وليست قوة مهيمنة.

تعتقد الصحيفة أيضا أن إيران وبعد انضمامها إلى البريكس ستميل إلى تجاهل العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وتثبت أن لديها أصدقاء أقوياء فى المجموعة.

فى نفس التوقيت تقريبا التى صدرت فيه افتتاحية النيويورك تايمز كان هناك موقع آخر هو «unherd» يقول إن على الغرب أن يقلق من توسع بريكس، مشيرا إلى أن دولا مختلفة فى الجنوب وصلتها رسالة أساسية حينما قامت الولايات المتحدة بالاستيلاء على احتياطات العملة الروسية، وهى أن ممتلكات هذه الدول معرضة لمخاطر جيوسياسية. ولا يمكن فصل ذلك عنما أعلنته مؤخرا ديلما روسيف رئيسة بنك تنمية البريكس، بأن البنك سيزيد من إقراض أعضائه بالعملات المحلية ومن دون شروط سياسية، كما يفعل صندوق النقد والبنك الدوليين.

الموقع يشير بوضوح إلى أنه بعد توسع بريكس فى أول يناير المقبل بضم مصر والإمارات والسعودية وإيران والأرجنتين وإثيوبيا فإن حصة التكتل فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى ستزيد من ٣٢٪ إلى ٤٥٪ وهو ما يتجاوز حصة مجموعة السبع الكبرى التى تمثل ٣٠٪ من الناتج العالمى. ثم إن انضمام السعودية والإمارات وإيران سيعنى نهاية سيطرة الولايات المتحدة على أسعار النفط.

ومن الواضح أن أمريكا والغرب فوجئوا بتطورات البريكس المتسارعة والعلاقات التجارية الواسعة بين أعضائه والأهم احتمال التنسيق السياسى إلى حد ما. وبالتالى يبدو تحليل النيويورك تايمز ومن سار على نهجها فى موضوع توسيع عضوية البريكس منطقى إلى حد كبير.

ومرة أخرى نسأل: ما الذى يمكن لواشنطن أن تفعله فى مواجهة تحديات بريكس؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أمريكا أن تقلق من بريكس على أمريكا أن تقلق من بريكس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon