بقلم : عماد الدين حسين
صباح السبت الماضى، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى عددا من المشروعات السكنية فى مدينة بدر، ومدن أخرى مثل حلوان والعبور.
صحيح أن الاحتفال كان مخصصا لهذه المشروعات السكنية، وصحيح أنه تم التركيز فى كلمتى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، على إنجازات الحكومة فى مجال الإسكان منذ عام ٢٠١٤، ولكن الصحيح أيضا أن الصورة التى جرى عليها حفل الافتتاح من بدايته لنهايته ساهم فى التمهيد ليس فقط فى القرار المنتظر برفع سعر رغيف الخبز المدعم، بل وبدء النقاش عن هيكلة مجمل الدعم.
كانت هناك مجموعة من المشاهد والمؤشرات خلال الاحتفال تدلل على كلامى أهمها خريطة المدعوين.
فى هذا اليوم كان ملحوظا ولافتا للنظر دعوة عدد كبير من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ.
صحيح أن رئيسى المجلس المستشارين حنفى جبالى وعبدالوهاب عبدالرازق غابا عن الاحتفال، لكن كان هناك الوكيلان المستشاران أحمد سعد الدين، وبهاء الدين أبوشقة، إضافة لعدد كبير من النواب فى المجلسين، خصوصا بعض رؤساء اللجان مثل الدكتور أشرف حاتم وكذلك أعضاء هذه اللجان.
كان لافتا للنظر أيضا حضور عدد كبير من الزملاء الإعلاميين والصحفيين مقارنة بالعدد الذى يحضر فى مثل هذه المناسبات، كما حضر أيضا عدد كبير من ممثلى الجمعيات الأهلية وتحدث منهم اللواء ممدوح شعبان عن المبادرات للتعاون مع الحكومة، وقال الرئيس إننا نريد المزيد من عمل المجتمع المدنى.
كان لافتا للنظر أيضا دعوة غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المصرية خصوصا الممثلين فى مجلس النواب والشيوخ.
وخلال الاحتفال رأيت مثلا من قادة الأحزاب والنواب حسام الخولى «مستقبل وطن» وسيد عبدالعال «التجمع» وفريد زهران «المصرى الديقراطى الاجتماعى« وحازم عمر «الشعب الجمهورى» وتيسير مطر وطارق الخولى.
فى التجارب الديمقراطية المستقرة، فإن قادة البرلمان ورؤساء الأحزاب هم أكثر الناس تأثيرا فى الشعب، لكن وبما أن تجربتنا
الديمقراطية ماتزال «بعافية شوية» فإن المؤكد هو أن تأثير عدد كبير من هذه الأحزاب ليس كبيرا كما يعتقد الكثيرون، وبالتالى فعلى الحكومة ألا تطمئن كثيرا إلى إمكانية أن تلعب هذه الأحزاب دورا مهما فى إقناع الناس بقرار رفع سعر الخبز أو هكيلة الدعم.
بعد نهاية الاحتفال الرسمى والذى تضمن الكلمات الرسمية لرئيس الوزراء ووزير الإسكان عن المشروعات إضافة لمداخلة الرئيس السيسى الأساسية، وكذلك افتتاحات المدن الجديدة، كان هناك لقاء آخر على «مائدة إفطار الأسرة المصرية». البطل الرئيسى فيه كان شرائح شعبية مختلفة خصوصا بعض المستفيدين من الإسكان الاجتماعى، والذين انتقلوا من مناطق عشوائية كعزبة الهجانة إلى مساكن فى مدن جديدة مخططة.
وكان ملفتا للنظر أيضا أن الزميلة الإعلامية لمى جبريل مقدمة الجزء الثانى من الحفل خلال الإفطار، أخبرت الحاضرين أن يوجهوا ما يشاءون من أسئلة للرئيس، وقال الرئيس إنه مستعد لكل الأسئلة بل وللنقد أيضا.
الحاضرون سألوا الرئيس فى موضوعات كثيرة من أول هل أنت زملكاوى أم أهلاوى نهاية بالمشروعات الصغيرة وقروض وفرص عمل للحرفيين والتعصب الرياضى والإيجارات القديمة وقانون العمل.
الرئيس رد على الأسئلة لكنه أيضا تحدث عن السياق وضرورة تنظيم الدعم، وكيف أمكن للدولة أن تحقق العديد من الإنجازات فى السنوات السبع الماضىة بفضل بدء عملية الاصلاح الاقتصادى.
معظم الذين حضروا الحفل من المواطنين يفترض أنهم من المستهلكين الرئيسيين للخبز والدعم، الذى قال الرئيس إنه يكلف الدولة ٢٧٥ مليار جنيه سنويا، وحان الوقت لتنظيمه وليس إلغاءه.
مرة أخرى فكرة الحفل جيدة للتواصل مع الناس خصوصا دعوة ممثلين لشرائح مختلفة من الشعب، لكن أتمنى أن تدرس الحكومة، توسيع هذه الفكرة بحيث يكون هناك شرائح أخرى أو ممثلين لهيئات ونقابات واتحادات ومؤسسات شعبية، بل و«مؤثرين» فى وسائل التواصل الاجتماعى كى تنقل لهم وجهة نظرها بشأن هيكلة الدعم، وتسمع منهم، وإذا اقتنعوا فإنهم يستطيعون إقناع العدد الأكبر من الناس. والحديث موصول.