توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسلمون ومسيحيون معا

  مصر اليوم -

مسلمون ومسيحيون معا

بقلم : عماد الدين حسين

فى قاعة كبيرة ممتلئة بالحاضرين، كان هناك مشهد فريد بأحد الفنادق القديمة والمميزة بالعين السخنة. مشايخ يجلسون بجوار القساوسة، وشباب الأئمة والواعظون يجلسون مع شباب القساوسة. وواعظات وداعيات مسلمات يجلسن بجوار مكرسات وخادمات مسيحيات.
هذا المشهد كان هو السمة الأساسية للمؤتمر، الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تحت عنوان «دور الدين فى دعم العيش المشترك»، يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وحضره عدد كبير من رجال الدين الإسلامى والمسيحى فى إطار منتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية، وألقى الكلمة الافتتاحية فيه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
حينما تلقيت دعوة لحضور المؤتمر من القس الدكتور أندريه زكى رئيس الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، ورئيس الطائفة الإنجيلية، والمشاركة فى جلسة بعنوان «الدور الثقافى لدعم مجتمع الاعتدال»، ظننت أن الأمر لن يخرج عن مثل هذا النوع من المؤتمرات التقليدية، التى شهدناها كثيرا فى العقود الماضية، وفيها يعانق الشيخ القسيس أمام الكاميرات، ويتحدثان بلغة شديدة التقليدية عن وحدة عنصرى الأمة، وحينما ينتهى المؤتمر، لا يشعر بنتائجه أحد، إلا ربما بعض من الذين حضروه.
كل السمات التقليدية كانت موجودة فى الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، لكن إضافة لذلك كانت هناك مشاهد وصور مهمة تستحق الإشادة حتى تتعزز وتترسخ وتتحول إلى ثقافة عامة يؤمن بها غالبية الناس وليس فقط قطاع من النخبة.
جرت العادة أن يكون الجزء الأكبر من الحضور فى مثل هذه المؤتمرات قاصرا على قيادات المسلمين والمسيحيين. لكن وإضافة إلى حضور بعض القيادات، فإن أفضل ما شهدته تمثل فى أن النسبة الكبرى من الحاضرين هم من شباب الأئمة والخطباء والواعظين المسلمين إضافة لنظراتهم فى الكنيسة، ومن كل المحافظات تقريبا.
وخلال الجلسة الافتتاحية تعرفت على عدد كبير منهم، أحدهم مثلا المشرف على الأئمة والواعظين فى بلدى بالقوصية بأسيوط، بالإضافة إلى شباب الواعظين.
ما هى أهمية وجود هذه النوعية من الناس فى مثل هذه المؤتمرات؟!
الأهمية كبيرة جدا، لأنهم هم الذين يتعاملون مع المواطنين العاديين فى المسجد والكنيسة. وبالتالى حينما يؤمن هؤلاء بقبول واحترام الآخر، فإنهم سيكونون صادقين، وهم ينقلون هذا الإيمان إلى مرتادى المساجد والكنائس. وكما قلت فى كلمتى فإننى أعتذر عن المدلولات والحمولات اللفظية والرمزية لكلمة «الآخر» لكن لا أجد بديلا عنها.
كان جيدا أن أرى واعظات مسلمات ومكرسات مسيحيات على مائدة واحدة، يتحدثن وكأنهن شقيقات وأخوات وأصدقاء. أقول ذلك لأنه فى المؤتمرات التقليدية يجلس كل فريق فى مكان منفصل سواء فى المؤتمر أو المطعم أو الأتوبيس، وبالتالى لا يتحقق الهدف الأسمى وهو التعارف الذى يقود إلى التعايش الذى يقود بدوره إلى التفهم وبعده العيش المشترك.
وفى المائدة التى كنا نجلس عليها فى الجلسة الافتتاحية، لفت نظر الجالسين، ومنهم الأنبا أرميا والمستشار عدلى حسين وأحمد مجاهد وأكرم القصاص، أن الواعظات والمكرسات يلتقطن الصور التذكارية معا وكذلك الأئمة والقساوسة.
الهيئة الإنجيلية تمارس العمل الأهلى وخصوصا التنموى منذ الخمسينيات، خصوصا فى القرى وتخدم ٣ ملايين بصورة مباشرة، ومثلهم وأكثر بصورة غير مباشرة، طبقا لما قالته سميرة لوقا فى تقديم المؤتمر، وسعدت كثيرا حينما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والذى كان المتحدث الرئيسى، إن القوافل المشتركة بين المسلمين والمسيحيين لمساعدة المحتاجين سوف تعود للعمل قريبا.
المؤتمر كان مهما خصوصا ما قاله رئيس الطائفة الإنجيلية القس أندريه زكى عن المسافة الواسعة بين النصوص وتفسيرها، أما مدير الجلسة الأولى محمود مسلم فقد طرح سؤالا مهما وهو: هل ثقافة العيش المشترك وصلت إلى الناس البسيطة أم أنها قاصرة فقط على النخبة؟! هذا هو السؤال الجوهرى الذى يفترض أن يشغل الجميع، حتى نقطع الطريق على المتربصين دائما بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلمون ومسيحيون معا مسلمون ومسيحيون معا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon