توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا يتعثر توشكى مجددًا

  مصر اليوم -

حتى لا يتعثر توشكى مجددًا

بقلم: عماد الدين حسين

فى ٩ يناير ١٩٩٧ افتتح الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك مشروع توشكى، ثم مات المشروع إكلينيكيا خصوصا بعد خروج مهندسه الدكتور كمال الجنزورى من منصبه رئيسا للوزراء عام ١٩٩٩.
وفى ٢٣ يوليو ٢٠١٤ قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى إحياء المشروع من جديد وشهدنا قبل أيام بدء موسم حصاد القمح من هناك.
السؤال: كيف نعظم من هذا المشروع القومى الكبير، بحيث يحقق أهدافه ونبعد عنه مختلف أنواع العراقيل التى واجهته من قبل؟!
مبدئيا، وحينما نتحدث عن مشروع توشكى يتبادر إلى الذهن فورا مفهوم الأمن الغذائى وفى القلب منه القمح. لكن عندما نعرف النهاية المأسوية لهذ المشروع نحزن كثيرا بسبب الوقت والجهد والمال الضائع طوال أكثر من ١٥ عاما. وبالتالى فكل التمنيات الطيبة للمشروع فى شكله الجديد أن ينطلق بلا معوقات ضخمة تعطله من جديد.
لا يوجد سبب مفهوم للعراقيل التى واجهت المشروع فى انطلاقته الأولى إلا افتقاد الكيمياء بين حسنى مبارك وكمال الجنزورى وهو الأمر الذى كلف البلاد الكثير.
فى هذا الوقت كانت الظروف مثالية ولم تكن هناك مشكلة سد النهضة أو التهديدات بخفض حصة مصر من المياه، وكان مجمل المشهد الدولى فى صالحنا ومؤسسات التمويل الدولية تدعمنا. لكن الخلافات والشلل والمصالح المتضاربة ما بين الحرس القديم والجديد لعبت دورا مهما فى توجيه ضربة موجعة لهذا المشروع العظيم.
وقد استمعت أكثر من مرة من المرحوم الدكتور كمال الجنزورى إلى حكايات وتفاصيل كثيرة، قادت إلى تعثر المشروع، والرجل رحمه الله كان يحلم دائما بالخروج من الوادى كحل جوهرى للأزمة السكانية الخانقة التى تعتبر التحدى الأكبر أمام مصر، وقد فصل فى هذا الموضوع فى مذكراته التى صدرت عن دار الشروق.
لكن للأسف الخلافات الشخصية أدت إلى تعثر المشروع كل هذه السنوات، قبل أن يقرر الرئيس السيسى إعادة إحيائه.
فى يوليو ٢٠١٤ زار المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق توشكى بتكليف من الرئيس السيسى للتعرف على المشكلات وبدء حلها فى إطار استصلاح مليون فدان ضمن الخطة القومية لاستصلاح ٤ ملايين فدان.
وبالفعل عززت وزارة الرى البنية الفنية للمشروع على مساحة ٣٥٠ ألف فدان بهدف استصلاح ٦٠٠ ألف فدان حول مفيض توشكى من خلال تخصيص الأراضى لمستثمرين وشركات خاصة وعامة.
طبقا للفيلم التسجيلى الذى استمعنا إليه خلال بدء الاحتفال بحصاد القمح فى توشكى صباح الخميس قبل الماضى عرفنا أن هناك ٢١٧٫٧ ألف فدان تنتج ٥٠ ألف طن منها ٦٣ ألف فدان للقمح قرب بحيرة ناصر و١٤٥ ألف فدان شرق العوينات و٤٥٥٥ فدانا فى عين دلة و٤٠٥٠ فدانا فى الفرافرة.
مرة أخرى يحسب للرئيس السيسى وحكوماته أنها قررت إعادة إحياء مشروع توشكى، لكن واتعاظا من التعثر الأول الذى حصل بعد خروج كمال الجنزورى من الحكومة، وحالة الشلل التى أصابت المشروع، فإنه ينبغى أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات حتى نضمن النجاح الكامل لهذا المشروع.
الإدارة هى مفتاح النجاح، وأيضا مفتاح الفشل.
وأظن أن علينا دائما أن نراجع ونتأكد طوال الوقت أن هناك إدارة ذات كفاءة عالية تدير مثل هذا المشروع القومى، وأن تكون هناك فكرة المؤسسة التى لا تقوم على شخص محدد لتنفيذ وتحقيق الأهداف التى نرجوها من وراء هذا المشروع.
لو أن هذا المشروع كان قد نجح فى بداياته، فربما كان ساهم بشكل كبير فى سد جزء من الفجوة الغذائية فى مصر، ولكان قد وفر لمصر الكثير من العملة الصعبة التى ندفعها لاستيراد الغذاء خصوصا الحبوب وبالأخص القمح.
وأظن أن تداعيات الأزمة الأوكرانية جعلتنا نتأكد من خطورة أن نعتمد على الخارج فى استيراد معظم ما نحتاج إليه من غذاء.
نريد أن نراجع دائما دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع حتى نضمن إدارته بطريقة اقتصادية. لأن نجاح هذا المشروع هو تمهيد لتكراره فى العديد من الأماكن، وقد بدأت الحكومة بالفعل فى التمهيد لمشروع استصلاح مساحات واسعة من الأراضى فى محور الضبعة أو «الدلتا الجديدة».
الفشل ليس مسموحا به فى مثل هذه المشروعات، خصوصا فى ظل الثمن الفادح الذى بدأنا فى دفعه نتيجة الاعتماد شبه الكامل على الخارج فى مأكلنا ومشربنا ودوائنا وسلاحنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يتعثر توشكى مجددًا حتى لا يتعثر توشكى مجددًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon