توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اغتيال حسن نصر الله.. 10 ملاحظات أولية

  مصر اليوم -

اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية

بقلم: عماد الدين حسين

فى ضربة موجعة جدًا تمكن الجيش الإسرائيلى من اغتيال قائد حزب الله اللبنانى حسن نصر الله مساء أمس الأول الجمعة بغارات دمرت المقر المركزى للحزب فى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وهو الأمر الذى أكده الحزب عصر أمس السبت.
هذا التطور النوعى يثير مجموعة من الملاحظات المبدئية أهمها:
أولا: كيف تمكنت إسرائيل من الوصول لقادة حزب الله الكبار والصغار بلا استثناء تقريبا، وكيف وصلت لغرفة نوم إسماعيل هنية فى قلب طهران، هل هى خيانات سياسية لبنانية أو إقليمية أو إيرانية، أو جيوش من العملاء الصغار الذين يمدونها بكل المعلومات، أو تجسس إلكترونى إسرائيلى غربى؟!
ثانيا: سواء أتفقنا مع حسن نصر الله أم اختلفنا معه فهو زعيم سياسى كبير، يتمتع بكاريزما خاصة، جعلته الحاكم الفعلى فى لبنان طوال السنوات الماضية. وجعلت حزب الله لاعبا مؤثرا فى العديد من أحداث المنطقة خصوصا فى سوريا وفلسطين واليمن.
ثالثا: اكتسب نصر الله شعبية جارفة فى الشوارع العربية بعد صمود الحزب أمام آلة الحرب الإسرائيلية فى يوليو ٢٠٠٦، ولـمجرد أن الحزب لم ينكسر وقتها، رغم الدمار الهائل فى الضاحية الجنوبية لبيروت ، فقد اعتبر كثيرون أن ذلك انتصار كبير له.
رابعا: مقابل هذه الشعبية، فإن سلاح حزب الله الذى يفترض أن يكون موجها فقط لمواجهة إسرائيل، تم استخدامه للأسف لحسم صراعات داخلية فى لبنان ابتداء من ٢٠٠٨، وبالتالى فإن هذا السلاح صار مؤثرا فى الأوضاع الداخلية اللبنانية، الأمر الذى جعل غالبية المكونات السياسية والاجتماعية اللبنانية تدخل فى صدام مع الحزب وسلاحه، خصوصا أن قرار اختيار الرئيس اللبنانى صار فعليا فى يد حزب الله، والدليل أن هذا المنصب شهد شغورا أكثر من مرة خصوصا طوال عامين ونصف العام من ٢٠١٤ - ٢٠١٦. وهذا الأمر تكرر منذ نهاية أكتوبر ٢٠٢٢ بعد نهاية ولاية ميشيل عون، ولم يسمح الحزب بانتخاب رئيس جديد مادامت بقية المكونات السياسية لم توافق على مرشحه الأول جبران باسيلى رئيس التيار الوطنى الحر الذى يقوده عون.
خامسا: جزء من العرب يشعر بتعاطف خاص مع حزب الله لأنه يدعم الشعب الفلسطينى فى محنته الحالية بالسلاح والتضحيات والدماء، وليس فقط بالكلمات، ودفع الثمن غاليا نتيجة إسناده للمقاومة الفلسطينية منذ يوم ٨ أكتوبر بعد ساعات قليلة من عملية «طوفان الأقصى».
سادسا: جزء كبير أيضا من العرب لا يشعر بأى نوع من التعاطف مع حزب الله بل يراه عدوا، باعتباره ــ كما يقولون ــ ذراعا لإيران، ومجرد أداة مذهبية طائفية فى يدها، وينفذ مشروعها الطائفى الفارسى. هؤلاء يقولون إن الحزب مسئول عن سقوط العديد من الضحايا العرب السنة فى العراق وسوريا واليمن، وبعض هؤلاء احتفلوا فى الشوارع ليلة الجمعة بمجرد انتشار خبر اغتيال نصر الله.
سابعا: بعض العرب يختلف مع حسن نصر الله وحزب الله، بسبب تحوله إلى أداة إيرانية، لكن هؤلاء ــ وخلافا للفئة السابقة ــ يقولون إنه رغم ذلك لا يصح إطلاقا إثارة هذا الخلاف الآن، فى الوقت الذى تدك المقاتلات الصهيونية قادة ومقاتلى الحزب وبيوتهم ومنشآتهم، وهم يحاربون العدوان الإسرائيلى وينصرون الفلسطينيين.
ثامنا: جانب آخر من العرب يقول إن المنطقة تشهد منذ سنوات صراعا بين مشروعين هما الإسرائيلى والإيرانى، وإن ضحية هذا الصراع هم العرب فى الأساس، وإن غياب المشروع العربى وانكساره هو السبب فيما وصلت إليه أحوال المنطقة المزرية، وأن إيران لا تنصر العرب حبا فيهم، بل رغبة منها فى الهيمنة على المنطقة.
تاسعا: رغم كل ما سبق فإن الخطر الأكبر يظل هو إسرائيل التى كشفت طوال العام الماضى عن حقيقتها العنصرية الهمجية السافرة، وإن هذا الخطر لا يفرق فعليا بين سنى وشيعى وبين عربى معتدل وآخر متشدد، وإن هذا العدوان مصحوب بحماية أمريكية كاملة، بل يمكن القول إنه عدوان أمريكى بتنفيذ إسرائيلى شكلى.
عاشرا: اغتيال القادة والشخصيات المؤثرة يلعب لا شك دورا مهما فى إضعاف تنظيماتهم، ويؤثر عليها الى حد ما، لكن كل التنظيمات المشابهة لحزب الله لم يشهد التاريخ القريب أنها انتهت لمجرد أن قائدها أو قادتها قتلوا، والسبب أنها قائمة على أيديولوجية وليس على شخص بعينه.
وبالتالى فإن الحزب سوف يتأثر لكنه ورغم الضربات لن يتلاشى كما يتخيل البعض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon