توقيت القاهرة المحلي 12:59:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية

  مصر اليوم -

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية

بقلم: عماد الدين حسين

أرجو وأتمنى من الأجهزة الحكومية المختلفة أن تقرأ بعناية تقرير «التنمية المستدامة فى مصر» الذى أطلقته جامعة الدول العربية مع وزارة التخطيط يوم الأحد الماضى وأعده ٢٤ خبيرا وباحثا بإشراف الدكتور محمود محيى الدين. التمنى يعود إلى أن التقرير يحفل بأرقام وبيانات ورؤى مهمة ليس فقط عن واقعنا، ولكن مقارنته بنماذج مختلفة من الاقتصادات الدولية، مما يجعلنا نتبين ظروفنا وأحوالنا ومشاكلنا وأزماتنا بوضوح، وبالتالى التعرف على إمكانية حلها أو الحد من آثارها السلبية.
هناك فصل مهم فى هذا التقرير أعدته الدكتورة رشا رمضان عنوانه «حالة أهداف التنمية المستدامة فى مصر» مع التركيز على أبعاد الفقر وعدم المساواة.
الباحثة تتحدث فى هذا الفصل عن ستة محاور أساسية، أولا الأهداف العامة للتنمية المستدامة مقسمة موضوعيا، وثانيا القضاء على الفقر المدقع والحد من عدم المساواة، وثالثا أهمية وجود نظام حماية اجتماعية مرن وشامل للكافة، ورابعا سؤال عنوانه: «ما الذى يتطلبه تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، وخامسا العوامل المساعدة لتمويل التنمية وأخيرا التغير المناخى واستضافة مصر لقمة المناخ فى نوفمبر المقبل.
ومن واقع بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة عام ٢٠٢١، هناك جدول بيانى يقول إن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بلغوا ٢٦٫٣٪ ما بين عامى ٢٠١٢ ــ ٢٠١٣، وارتفعت هذه النسبة إلى ٢٧٫٨٪؜ فى ٢٠١٤ ــ ٢٠١٥، ثم قفزت أكثر إلى ٣٢٫٥٪ فى ٢٠١٧ ــ ٢٠١٨، لكنها تراجعت إلى ٢٩٫٧٪ فى ٢٠١٩ ــ ٢٠٢٠.
وقد يسأل البعض، وما هو تعريف الفقر المدقع؟
والإجابة هى أن خط الفقر المدقع معرف عالميا بأنه نسبة الأفراد الذين يعيشون على أقل من ١٫٩ دولار فى اليوم.
ومن البيانات المهمة أيضا أن معدل مشاركة الذكور فى قوة العمل بلغت ٧٣٫٣٪ عام ٢٠١٥، ثم ٧٢٫٦٪ ٢٠١٦، ثم ٧٠٫٩٪ عام ٢٠١٧، ثم ٧١٫٣٪ عام ٢٠١٨ وأخيرا ٧١٫٢٪ عام ٢٠١٩، ومن الواضح أن نسبة مشاركة الإناث بدأت تتزايد نسبيا فى هذه السنوات الأخيرة.
بيان آخر يقول إن معدل نمو الدخل زاد فى الحضر بنسبة ١٦٪ من ١٧ ــ ١٨ إلى ١٩ــ٢٠ مقابل ١٣٪ فى الريف، فى حين زاد معدل نمو الإنفاق بنسبة ١٩٪ فى الحضر مقابل ١٢٪ فى الريف، فى نفس الفترة، والدلالة المعروفة أن النمو والإنفاق يزيدان فى الحضر أكثر من الريف وقد يفسر لنا ذلك أحد أسباب الهجرة من الريف للحضر، خصوصا القاهرة الكبرى.
من أهم البيانات الموجودة فى التقرير، ومصدرها أرقام الموازنة الصادرة عن وزارة المالية، هو انخفاض الإنفاق على الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية نسبة إلى إجمالى الإنفاق الحكومى.
من ٢٠٠٩ حتى ٢٠١١ كانت هذه النسبة ٣٠٫٦٪ ثم ارتفعت إلى ٣٣٫٥٪ بين أعوام ٢٠١١ إلى ٢٠١٣ ثم انخفضت إلى ٢٧٫١٪ حتى عام ٢٠١٥ ثم إلى ٢٦٫٨٪ حتى عام ٢٠١٨ ثم إلى ٢١٪ حتى عام ٢٠١٩ وأخيرا إلى ١٩٫١٪ حتى عام ٢٠٢١.
لكن وحتى لا نظلم الحكومة فإنه يصعب ترك هذه الأرقام من دون قراءة وتمعن. السبب الجوهرى فى هذا الانخفاض هو برنامج ترشيد وهيلكة الدعم فى إطار برامج الإصلاح الاقتصادية، لكن جزءا كبيرا من هذا الترشيد ذهب إلى برامج حماية اجتماعية أخرى مثل «تكافل وكرامة» مثلا.
ولتوضيح ذلك أكثر هناك جدول بيانى مهم بجوار الجدول السابق عنوانه «تحسن التوزيع النسبى للدعم والمنح والمزايا الاجتماعية والذى ظل يتحسن بإطراد واضح من عام ٢٠٠٩ حتى عام ٢٠٢٠ ــ ٢٠٢١.
فى هذه الدراسة فإن الدكتورة رشا رمضان تؤكد أن الوزن النسبى للإنفاق على المزايا الاجتماعية شهد زيادة ملحوظة وأن إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى أطلقتها الحكومة عام ٢٠١٦ تهدف لتحسين كل من الكفاءات والاستهداف فى الإنفاق على الحماية الاجتماعية، حيث وصل عدد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة ٣٫٧ مليون أسرة فى عام ٢٠٢١، وأن مقدار تقليل احتمالية وقوع هؤلاء المستفيدين من البرنامج تحت خط الفقر قد صار ١٢ نقطة مئوية فقط.
مرة أخرى هذه البيانات ينبغى أن تخضع لقراءة دقيقة من كل الهيئات والمؤسسات ذات الصلة، حتى يمكننا أن نتجاوز التحديات الضخمة المتوقع أن تواجهنا فى المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon