توقيت القاهرة المحلي 14:55:06 آخر تحديث
السبت 18 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

جمهورية صغار الموظفين.. ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

  مصر اليوم -

جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير

بقلم - عماد الدين حسين

‎‎الحكومة تبذل جهودا مستمرة لدعم الصناعة الوطنية، وهناك تأكيدات وتطمينات مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل على ضرورة دعم وتوطين الصناعة وتذليل كل الصعوبات والعراقيل التى تعترض ذلك.

وقد رأينا مؤشرات عملية على جدية الحكومة فى مساندة الصناعة مثل دعم الصادرات وتخفيض سعر الفائدة على قروض الصناعة إلى 15%  لمدة خمس سنوات، والاستمرار فى دعم أسعار الطاقة للمصانع وجدولة ديون المصنعين لدى وزارة البترول، ومبادرات متنوعة كثيرة.

‎لكن  ــ وآه من لكن ــ فرغم كل هذا التشجيع والخطوات الجادة على أعلى المستويات فإن فئة من الموظفين، تنسف معظم هذه الجهود بحسن أو سوء نية.

‎هذه الفئة أسماها مصطفى مدبولى «جمهورية صغار الموظفين» حينما التقى عددا من رؤساء تحرير الصحف وكبار الإعلاميين فى مقر مجلس الوزراء بالعلمين فى الصيف الماضى، وتشرفت بأننى كنت أحد هؤلاء الصحفيين.

‎يومها تحدث مدبولى مطولا عن أن الحكومة المصرية جادة فى دعم القطاع الخاص وتنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة نحو المزيد من تمكين القطاع الخاص خصوصا فى الصناعة ونسف الروتين.

‎ومنذ تولى الفريق كامل الوزير مهام وزارة الصناعة وهو يلتقى بالعديد من المستثمرين والمصنعين وممثليهم بصورة شبه يومية لتسهيل عملهم وحل مشاكلهم.

‎لكن مرة أخرى فإن هناك عقبات كثيرة يتسبب فيها صغار الموظفين، مما يجعل العديد من المستثمرين والمصنعين يصابون باليأس والإحباط ويقللون عملهم أو يوقفونه تماما، مما يجعل الاقتصاد الوطنى يخسر فرصا كبيرة للنهوض والتقدم.

‎لا أتحدث فى العموميات بل استمعت لبعض الوقائع مؤخرا التى تقول إن بعض هؤلاء الموظفين يعتقدون أنهم يؤدون خدمة عظيمة للدولة والمجتمع، حينما يوقفون «المراكب السايرة»  ويعطلون مشاريع ومصانع كثيرة، ولا يدركون أنهم بهذا السلوك أخطر من الجواسيس على الاقتصاد القومى المصرى.

‎أعرف واقعة محددة يكاد يتم فيها تجاهل أحكام قضائية نهائية والفهم المغلوط للوائح، والخوف من اتخاذ قرارات صحيحة وسريعة، مما يهدد بإيقاف عدد من المصانع وتشريد عمالها وموظفيها، علما بأن بعض هذه المصانع تقوم بالتصدير للخارج وتوفر للاقتصاد الوطنى عملات صعبة نحن فى أمس الحاجة لها هذه الأيام.

‎بعض هؤلاء الموظفين يفعل ذلك بحسن نية شديد، وبعضهم يفعله بجهل وعدم فهم حقيقى للمصلحة العامة، وبعضهم خوفا من المساءلة والمحاسبة والمحاكمة، وبالتالى لا يوقع على الورق قبل توقيع المسئول الأعلى، وبعضهم يكره أى شخص أو مشروع ناجح وبالتالى يجد لذة شديدة وغريبة فى وضع العقبات أمامه.

‎لا يعنى كلامى السابق من قريب أو بعيد التعميم أو ضياع حقوق الدولة. بل بالعكس فأنا مع كل الخطوات واللجان والمؤسسات الهادفة لاسترداد حقوق الدولة المهدرة لكن فى حدود القانون، وعدم ظلم آخرين والأهم عدم تعطيل مشروعات ومصانع منتجة بالفعل، وكذلك الشفافية والالتزام بالقانون والبحث عن حلول منصفة بدلا من الاستقواء على المنتجين الفعليين بقرارات عشوائية وغير مدروسة بل ظالمة أحيانا ومنها مثلا التقديرات الجزافية أو التحفظ على الأموال من دون أحكام قضائية نهائية أو حتى تفاوض جاد وعادل.

‎أدرك تماما أن كبار المسئولين لا يمكنهم متابعة كل كبيرة وصغيرة فى هذا الملف، وأدرك أيضا أن «جمهورية صغار الموظفين» يمكنها إغراق المصنعين والاقتصاد بأكمله فى دهاليز وروتين الأوراق والإجراءات والقوانين والأحكام والدعاوى القضائية. لكن الأغرب أيضا أن هناك تفسيرات خاطئة وغير مفهومة لتعطيل مشروعات ومصانع تعمل بما يرضى الله وتسدد كل ما هو مطلوب منها للدولة خصوصا الضرائب ولم تخالف قانونا ولم تسرق أرضا للدولة أو حتى تضع يدها عليها بل اشترت الأرض بموجب عقود شرعية وأحكام قضائية نهائية باتة.

‎أعرف أننا قطعنا شوطا طويلا فى دعم الصناعة وتشجيع القطاع الخاص، لكن ماتزال هناك جيوب مقاومة كثيرة تتصور أن محاربة القطاع الخاص وتعطيل عمله هى واجب قومى، وهم لا يدركون أننا فى حاجة لكل مصنع ولكل مشروع ولكل شركة يمكنها أن تنتشل ولو مصريا واحدا من طوابير البطالة، ولكل شركة تصدر للخارج بأى مبلغ من الدولارات.

فما البال بمن يعطل مشروعات ومصانع توظف آلاف العمال والموظفين وتصدر بالفعل للخارج؟!

‎إحدى هذه الوقائع موجودة معى بكل مستنداتها لمن يريد أن يطلع عليها من المسئولين، وبطلتها موظفة صغيرة تهدد العديد من المصانع العاملة بالتوقف التام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير جمهورية صغار الموظفين ‎وتعطيل التصنيع والتصدير



GMT 07:19 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لغز ميشيل أوباما!

GMT 06:24 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يكونُ ورَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ

GMT 06:22 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

بك من هارفارد

GMT 06:20 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

السياسة وعقل الدول

GMT 06:18 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

المؤرخ الريحاني ورعاية الملك الكبير

GMT 06:15 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

هل يتجه الجنوب «جنوباً»؟

GMT 06:13 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

الدخان الرمادي في غزة!

GMT 06:11 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

ترمب الثاني... بين الجمهورية والإمبراطورية

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 03:01 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

فرنسي يحول نفسه إلى "كائن فضائي أسود"

GMT 05:45 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسباب خطورة المناديل المبللة على البشرة

GMT 10:40 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قفزة في نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 15.5%

GMT 19:24 2020 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

البورصة المصرية تربح 9.5 مليارات جنيه

GMT 22:56 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:47 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

أسعار النفط مستقرة رغم مخاوف الطلب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon