توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

  مصر اليوم -

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

بقلم - عماد الدين حسين

 ‎ما لم تحدث معجزة فإن العدوان الإسرائيلى سوف يستمر على قطاع غزة، وربما على جنوب لبنان، حتى يوم 20 يناير من العام المقبل، موعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أن اكتسح المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس يوم الثلاثاء الماضى.

‎قد يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى جنوب لبنان إذا وافق حزب الله على المطالب الأساسية الإسرائيلية التعجيزية، وهى سحب مقاتليه وراء نهر الليطانى أى 30 كيلومترًا من الحدود، ونزع سلاحه ووقف تسلحه وإمداده خصوصًا عبر سوريا. ونشر الجيش اللبنانى على طول الحدود.

‎نجاح إسرائيل فى تحقيق هذه الشروط لن يفصل فقط الجبهة اللبنانية عن غزة، وإعادة المهجرين الإسرائيليين سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم التى أجبروا على مغادرتها من يوم 8 أكتوبر من العام الماضى، لكن يعنى أن إسرائيل حققت انتصارًا مهمًا، وهو إسكات بنادق حزب الله. والأخير يصر على أنه سيقاتل ولن يستسلم، مهما كانت النجاحات الإسرائيلية التكتيكية.

‎الموقف فى قطاع غزة مختلف تمامًا ورغم أن إسرائيل تمكنت من القضاء على جانب كبير من قدرات المقاومة، ورغم أنها حولت القطاع إلى مكان غير صالح للحياة لسنوات طويلة، ويحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار، ورغم أنها قتلت أكثر من 43 ألف مواطن وأصابت أكثر من مائة ألف ناهيك عن المفقودين وهدم البيوت والمؤسسات والمنشآت، فإن هدفها الأكبر لم يتحقق بعد، وهو إجبار الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم، بحيث يتحول القطاع إلى منطقة فارغة أو عازلة، أو فى أفضل الأحوال يعود المستوطنون إليها كما يحلمون بل صاروا ينشرون إعلانات فى وسائل الإعلام والتواصل على برامج محددة لإعادة بناء المستوطنات التى أجبروا على هدمها ومغادرتها بعد الانسحاب الإسرائيلى من القطاع عام 2005 خصوصًا مجمع مستوطنات غوش قطيف وتتساريم والمستوطنة الأخيرة أقامت إسرائيل طريقًا أو محورًا عريضًا هدفه الأساسى فصل جنوب غزة عن شمالها.

‎يقر قادة الجيش الإسرائيلى، بمن فيهم وزير الدفاع المقال يوآف جالانت، على أن الجيش استنفد كل أغراضه وأهدافه فى القطاع. لكن الذى يحدث فعليًا فى الشهور الأخيرة هو أن العدوان يستهدف شمال غزة بصورة بالقصف المساحى أى التسوية بالأرض والقضاء على كل مقومات الحياة، حتى يمكن إجبار الفلسطينيين على مغادرة المنطقة، لكن إسرائيل تتفاجأ بصمود الفلسطينيين بل وبقدرة المقاومة على تكبيد الاحتلال خسائر متتالية خصوصًا فى جباليا.

‎للأسف الشديد التقارير والصور والفيديوهات الآتية من شمال غزة، تقول إن إسرائيل تنفذ مخططها بدأب شديد وبوحشية أشد.

‎ما الذى يعنيه كل ما سبق؟!
‎نتذكر أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب قال لرئيس الوزراء الإسرائيلى حاول أن تنهى الأمور بسرعة.

‎ونتذكر أيضًا أن الإدارة الديمقراطية الأمريكية الحالية، بقيادة جو بايدن، قدمت لإسرائيل ما لم تقدمه أى إدارة سابقة.

‎هى فتحت لها مخازن السلاح وخزائن الأموال، وتولت حمايتها بالفيتو فى مجلس الأمن، وبحاملات الطائرات ومنظومات الدفاع الجوى بل وبالحرب المباشرة ضد كل من حاولوا إسناد المقاومة، خصوصًا فى لبنان واليمن وسوريا والعراق.

‎إذن يريد ترامب من نتنياهو أن ينهى المهمة فى أسرع وقت ممكن حتى 20 يناير المقبل، وبالتالى يتولى ترامب الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد أن تكون إسرائيل قد خلقت الوقائع الجديدة على الأرض، خصوصًا فى غزة.

‎وليس مستبعدًا أن تستغل إسرائيل فترة «البطة العرجاء» لإدارة بايدن، وتقوم بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خصوصًا أن ترامب نفسه كان قد نصح الإسرائيليين أن يفعلوا ذلك خلال حملته الانتخابية، خصوصًا بعد أن هاجمت إيران إسرائيل، فى الأول من أكتوبر الماضى.

‎وبالتالى وحتى نكون واقعيين، فلا يوجد أى عوامل وأوراق ضغط تجعل نتنياهو يتوقف عن عدوانه.  

‎هو الآن فى أفضل أوقاته، ترامب عاد إلى البيت الأبيض، وتمكن من إبعاد معظم معارضيه من الحكومة، وآخرهم جالانت وقبله إيزنكوت وجانتس، والمعارضة هناك ضعيفة ومهلهلة. وأهالى الأسرى أصيبوا باليأس تقريبًا. وغالبية الدول العربية لا تستخدم إلا الشجب والإدانة وأحيانًا تقديم المساعدات الإنسانية.

‎من أجل كل ما سبق فإن العدوان الإسرائيلى مستمر فى وحشيته حتى 20 يناير المقبل. ما لم تحدث معجزة، وهو أمر شبه مستبعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير ‎العدوان مستمر حتى 20 يناير



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon