توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يمكن محاسبة كيروش وأى كيروش؟

  مصر اليوم -

كيف يمكن محاسبة كيروش وأى كيروش

بقلم: عماد الدين حسين

هذا ليس موضوعا فى الرياضة، حتى لو استخدم مفرداتها وقصصها وسياساتها، لكنه محاولة لمناقشة معايير لتقييم أداء عمل المسئولين ومحاسبتهم بصورة موضوعية وليست انفعالية.
فى أول مباراة لمنتخبنا القومى لكرة القدم فى بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى الكاميرون، التقى مع فريق نيجيريا، الذى فاز علينا بهدف. غالبية المصريين غضبوا بشدة ليس بسبب الهزيمة، وهى واردة جدا فى عالم كرة القدم وفى كل المجالات، ولكن بسبب الأداء الهزيل جدا للفريق وللمدرب البرتغالى كيروش.
وسائل الإعلام بكل أنواعها شنت هجوما شرسا على المدير الفنى، وألصقت به كل التهم، وقالت إنه يحاول اختراع طرق جديدة فى عالم كرة القدم، وإن تشكيلة الفريق كانت غاية فى السوء، وكل اللاعبين لم يلعبوا فى مراكزهم الأساسية، باستثناء محمد الشناوى حارس المرمى!
ووصل الأمر بكثيرين ومنهم نواب فى البرلمان إلى المطالبة بطرد المدرب فورا، مثلما حدث مع سلفه حسام البدرى.
المهم وبعد ثلاثة أيام من هذه الهزيمة، تمكن المنتخب تحت قيادة كيروش من الفوز على غينيا بيساو بهدف نظيف، ولكن بأداء متوسط، وبعدها بثلاثة أيام أخرى تمكن من الفوز على السودان الشقيق بهدف، بأداء أفضل قليلا وهكذا صعد المنتخب لدور الـ١٦، خلف نيجيريا التى احتلت قمة المجموعة.
بعض الذين هاجموا كيروش فى البداية، بدأوا يهدأون، وحينما قابلنا فريق ساحل العاج، تخوف الجميع منها باعتبارها تمتلك العديد من اللاعبين المحترفين فى الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن فى النهاية فزنا عليهم بضربات الترجيح بفضل تألق الحارس محمد أبوجبل.
بعدها قابلنا منتخب المغرب الشقيق، ومرة ثانية تخوف الكثيرون من هذا اللقاء، لأن المغرب تمتلك لاعبين محترفين كثيرين، كما أنها تتفوق علينا فى المواجهات المباشرة.
لكن ومرة أخرى فزنا على المغرب بهدفين مقابل هدف، وصعدنا للدور قبل النهائى لنلاقى الكاميرون مستضيفة البطولة وإذا فزنا إن شاء الله سنلاقى الفائز من السنغال وبوركينا فاسو.
بعد كل هذا العرض نعود ونسأل هل من حق الناس أن تغضب من كيروش حينما حدثت الهزيمة وكان الأداء سيئا جدا أمام نيجيريا، ومن حقهم الفرح بعد الفوز على فرق كبرى مثل ساحل العاج والمغرب؟ والسؤال الأهم: ما هو الأسلوب الأفضل فى تقييم المسئول هل هو النتائج الطارئة والسريعة، أم يفترض أن تكون هناك فرصة ووقت للمسئول لكى نقيمه بصورة موضوعية؟.
هذا سؤال مهم جدا، لأن معظم المصريين يعتبرون أنفسهم خبراء استراتيجيين فى كرة القدم وسائر اللعبات!
ظنى الشخصى أن من حق أى مواطن أن يغضب حينما ينهزم فريقه الوطنى، خصوصا إذا كان الأداء سيئا مثلما حدث أمام نيجيريا. وبالتالى من حق مجموعة من المواطنين أن تغضب إذا كان هناك أداء سيئ من أى مسئول أو وزير فى أى مصلحة أو مؤسسة إذا كان أداؤهم سيئا، لكن السؤال الثانى: هل من حق هؤلاء المواطنين المطالبة بإقالة وطرد ونفى هذا المسئول من أول إخفاق؟!
أظن أن الإجابة هى لا، لأننا لو اعتمدنا هذا الأسلوب منهجا فى كل المؤسسات، فسوف يتم تغيير المسئولين، ربما كل أسبوع أو كل شهر، أو مع أى إخفاق.
الأحكام السريعة والطارئة والغاضبة قد تقود إلى أخطاء ونتائج أسوأ من الخطأ الأول.
وأظن أن العديد من الفرق الكروية التى خضعت واستسلمت لرأى الجماهير وغيرت مدربيها ومديريها الفنيين، لم تحقق نتائج أفضل بل إن النتائج ربما ساءت أكثر.
هل معنى كلامى أننى أطالب بترك المدير أو المسئول الفاشل فى مكانه بحجة ضرورة إعطائه الفرصة؟
الإجابة هى لا، ولكن الهدف أن يكون لدينا وقت محدد ومعلوم وخريطة طريق وأهداف محددة نحاسب عليها مدرب الكرة أو المسئول فى أى مجال.
الذين انتقدوا كيروش بعنف، بعضهم عاد وامتدحه بعنف أيضا وهذا تناقض الى حد ما. ربما يكون كيروش قد ارتكب خطأ كبيرا فى إدارة المباراة الأولى، وأصلح أخطاءه فى المباريات التالية، لكن الأهم هو ألا نقيم المسئولين بالقطعة أو اليومية، بل بمحددات ومستهدفات واضحة، ونحاسبهم عليها. وفى حالة كيروش فليكن الحساب بالبطولة أو الصعود لكأس العالم مثلا وليس الاستجابة لجماهير منفعلة فى لحظة غضب. وبالتالى فالسؤال الأخير هو: أليس تحسن أداء كيروش ومنتخبنا فى البطولة الجارية يعلمنا ألا نستعجل الحكم على أى مسئول حتى يكون الحساب كاملا وموضوعيا؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يمكن محاسبة كيروش وأى كيروش كيف يمكن محاسبة كيروش وأى كيروش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon