توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

  مصر اليوم -

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

بقلم - عماد الدين حسين

ماذا لو استمر الصراع العسكرى فى السودان بوتيرته الحالية ولم يتمكن أى من الطرفين من حسم الأمور لصالحه سياسيا وعسكريا؟.

سؤال يشغل ويفترض أن يشغل بال الجميع. خصوصا أن تداعيات استمرار الصراع المسلح فى السودان ستكون له عواقب وخيمة على كافة المستويات. واليوم سوف نحاول تسليط الضوء على جانب واحد منها وهو مدى تأثر الدول المجاورة للسودان بهذا الصراع.

السطور التالية ليست كلامى ولكنها تعليق سريع كتبه السفير المتميز وعضو فى مجلس الشيوخ عمرو حلمى، على جروب يضم نخبة متميزة من الدبلوماسيين السابقين وبعض الشخصيات العامة وقد استأذنت معالى السفير فى نشر ما قاله والتعليق عليه.

يقول السفير عمرو حلمى:
«للسودان حدود مباشره مع ٧ دول من المتوقع أن تتأثر جميعها بالأوضاع الخطيرة والمتردية التى يشهدها السودان سواء من خلال تفاقم تدفق اللاجئين أو تصاعد الإرهاب والأصولية والتطرف أو تزايد الصراعات الإثنية والعرقية القائمة فى مجموعة من الدول المجاورة التى لا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار الداخلى، فجمهورية جنوب السودان التى انفصلت عن السودان عام ٢٠١١ لا تزال تعانى من صراع داخلى بين قبائل الدينكا والنوير.

أما بالنسبة لجمهورية إفريقيا الوسطى الواقعة فى الجنوب الغربى فبالإضافة إلى الأزمة العرقية والدينية التى تشهدها فهناك تواجد نشط لقوات «فاجنر» الروسية.

وفيما يتعلق بتشاد فبعد مقتل رئيسها إدريس ديبى قبل عامين فإن أعدادا كبيرة من المتمردين لديهم دراية بالأوضاع فى دارفور بغرب السودان التى تشهد اقتتالا متزايدا بين طرفى الصدام العسكرى ونزوحا جماعيا للسكان.

أما بالنسبة لإريتريا الواقعة فى الشرق فحالة الفقر المدقع السائدة فيها تدفع أعدادا غفيرة من مواطنيها إلى الهجرة عبر السودان إلى ليبيا أملا فى الوصول عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

وفيما يتعلق بإثيوبيا فقد شهدت منطقة حدودها المشتركة مع السودان مصادمات عسكرية فى منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وكان ذلك فى عام ٢٠٢١، تضاف إلى حالة الاستقرار الهش الذى تشهده إثيوبيا، حتى بعد هدوء النزاع الداخلى فى إقليم التيجراى.

أما فيما يتعلق بليبيا فهى الأخرى تعانى من صدام داخلى حولها بالفعل إلى دولة مقسمة لا تزال تشكل المعبر الرئيسى للهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا.

وتأتى الأحداث الجسام التى يشهدها السودان الآن لتضيف عامل تعقيد إضافيا لمجمل الأوضاع التى تشهدها الغالبية العظمى من الدول المجاورة مباشرة للسودان بكل صراعاتها الداخليه الإثنية والعرقية والسياسية والتى تتزامن مع الخلاف القائم حول مياه النيل.

انتهى كلام وتعليق السفير عمرو حلمى وأضيف عليه أن أطرافا سودانية كانت متداخلة فى العديد من مشاكل وأزمات دول الجوار. وتابعنا جميعا الاتهامات الموجهة لميليشيا الدعم السريع بسبب ما قيل عن تدخلها فى تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى وبالتالى فالمتوقع إذا استمر الصراع أن تقوم بعض الجيوش والتنظيمات والميليشيات والجماعات المسلحة فى دول الجوار بالتدخل فى الشئون السودانية لنصرة هذا الطرف أو ذاك. وإذا حدث ذلك فإن الأزمة سوف تشهد مزيدا من التعقيد والتمدد والانتشار ما يسمح بتوفير أجواء مثالية للتنظيمات الإرهابية ودعاة الفوضى ناهيك عن الدول التى لا تريد للسودان أن يستقر ويتقدم.

طبعا هناك دولة جوار مهمة جدا للسودان لم يشر إليها السفير بوضوح فى تعليقه على الجروب وهى بلدنا مصر.

والمؤكد أننا ربما نكون الأكثر تضررا من هذا الصراع خصوصا إذا استمر وتوسع بحكم العلاقات الكبيرة والمتشعبة والتاريخية بين البلدين. وبالتالى فهذا الموضوع يحتاج اهتماما وبحثا وتنقيبا شاملا عن كل تفاصيله واحتمالاته من كل المسئولين والخبراء وذوى الشأن حتى نستطيع مواجهته وتحييد آثاره أو على الأقل تقليل أضراره إلى أدنى مستوى ممكن.

حفظ الله مصر والسودان من كل سوء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon