توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتحقق من الادعاءات؟

  مصر اليوم -

كيف نتحقق من الادعاءات

بقلم : عماد الدين حسين

 

رغم كثرة مصادر الأخبار والمعلومات العالمية والتقدم التكنولوجى المذهل فى التدفق الإخبارى فما زلنا كبشر عاجزين عن التحقق من صحة العديد من الأخبار، وبالتالى يمكن لأشخاص وأطراف وتنظيمات وحركات ودول أن تدعى تحقيق إنجازات وانتصارات من دون إمكانية التحقق منها.
لماذا كل هذه المقدمة السابقة؟

ببساطة لأنه فى الصراع المشتعل الآن فى المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر من العام الماضى، ثم بدء العدوان الإسرائيلى «الموسع» على لبنان، خصوصا جنوبه ثم امتداد الصراع ليشمل هجمات متبادلة  بين إسرائيل وإيران وقوى المقاومة، طوال هذا الوقت وكل طرف يزعم ويقول إنه حقق انتصارات كثيرة، لكن لا نملك نحن المتابعون القدرة على التحقق من دقتها ناهيك عن صحتها.

وفى التفاصيل فإن تقريرا لقناة فوكس نيوز الأمريكية يوم الخميس ٣١ أكتوبر. ونقلا عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين فإن الهجوم الإسرائيلى على إيران فى ٢٦ أكتوبر كان «دقيقا وموجها» وأدى إلى أن إيران باتت غير قادرة على إطلاق الصواريخ مستقبلا، خصوصا أن الهجوم أدى إلى تدمير ٣ أنظمة للدفاع الجوى الإيرانى من طراز «إس ــ ٣٠٠» إضافة لتدمير مخازن الصواريخ البالستية»، بل إن المبعوث الأمريكى الخاص بشئون الشرق الأوسط آموس هوكشتاين قال إن إيران أصبحت فعليا عارية بلا دفاع، ولم تعد تملك أية منظومات صاروخية.

هذه ما تقوله إسرائيل وبعض أنصارها فى الغرب خصوصا أمريكا، لكن فى المقابل هناك الرواية الإيرانية المضادة.

فوزير الدفاع الإيرانى نصير زادة قال إن إنتاج الأنظمة الدفاعية بما فى ذلك الصواريخ لم يواجه أية مشكلات أو انقطاعات، وفقا لوكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثورى.

ثم إن العديد من المسئولين الإيرانيين أكدوا أن الهجوم الإسرائيلى كان استعراضيا ولم يؤد إلا لمقتل ٤ عسكريين إيرانيين كانوا متواجدين فى إحدى القواعد العسكرية، وبالتالى فإن نتيجة الهجوم الإسرائيلى كما تقول إيران كانت ضئيلة جدا.

 هذا السيناريو تكرر بحذافيره مع اختلاف الكلمات والتعبيرات فى المواجهة السابقة بين البلدين.

نعلم أن إسرائيل هاجمت ودمرت القنصلية الإيرانية فى دمشق فى الأول من أبريل الماضى، واغتالت بعض المسئولين الإيرانيين ومنهم محمد رضا زاهدى نائب قائد فيلق القدس فى المنطقة، فردت إيران بهجوم بالمسيرات والمقاتلات على إسرائيل فى منتصف أكتوبر الماضى.

يومها قالت إيران إنها تمكنت من توجيه ضربات دقيقة ومؤلمة للعديد من المواقع الإسرائيلية التى انطلقت منها المقاتلات الإسرائيلية التى هاجمت القنصلية فى دمشق.

لكن إسرائيل زعمت أنها تصدت بمساعدة من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية والصديقة للصواريخ الإسرائيلية وتمكنت من إسقاط ٩٩٪ منها.

إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خلال وجوده فى طهرن فى نهاية يوليو الماضى وبعدها اغتالت العديد من قادة حزب الله، خصوصا الأمين العام للحزب حسن نصر الله فى ٢٧ ديسمبر الماضى.

إيران ردت على ذلك بتوجيه ضربة صاروخية لإسرائيل فى الأول من أكتوبر الماضى.

هى قالت إن الضربة أصابت العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، خصوصا تدمير قواعد جوية كانت تأوى مقاتلات متقدمة من طراز «إف ٣٥».

 إسرائيل نفت ذلك تماما، وقالت إنها تمكنت بمساعدة أمريكية وغريبة أيضا من التصدى للهجوم الإيرانى.

نفس الأمر يحدث فى المواجهات الصاروخية بين إسرائيل وحزب الله وحركة حماس، فكل طرف يدعى أنه ألحق العديد من الإصابات القاتلة بالطرف الآخر وكبّده خسائر فادحة.
السؤال مرة أخرى: كيف يمكننا أن نعرف الحقيقة؟

الإجابة يبدو أننا لن نعرف معظمها أبدا.

والسبب هو سياسة الإنكار والتعمية والتجهيل التى يتبعها كل طرف فيما يتعلق بخسائره، وسياسة المبالغة حينما يتعلق الأمر بمكاسبه.

لكن على الأقل هناك مقياس موضوعى يمكن لنا أن نتحقق عبره من صحة البيانات والمعلومات والأخبار والقصص وهو أولا النتائج العسكرية على أرض الواقع.

وثانيا: كيف يمكن ترجمة هذه النتائج  إلى واقع سياسى ملموس.

 بعد أيام أو أسابيع أو شهور ستتوقف المواجهة إن آجلا أو عاجلا، وسيتم التوصل إلى تسوية سياسية. نوع وشكل وطبيعة هذه التسوية هو الذى سيقول لنا الحقيقة ومن الذى فاز ومن الذى خسر فى هذه المواجهة التى لن تكون الأخيرة، لأنها مجرد محطة فى صراع طويل ومعقد جدا سببه الجوهرى هو الاحتلال الإسرائيلى للأرض العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتحقق من الادعاءات كيف نتحقق من الادعاءات



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon