توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة

بقلم : عماد الدين حسين

ما أفضل طريقة تتصرف بها مصر والدول العربية مع الأوضاع الجديدة فى سوريا.. هل تبتعد تمامًا على أساس أن النظام الجديد فى سوريا هو خليط من جماعات متطرفة أم تتقرب وتتعامل بواقعية للتأثير فى الأحداث هناك، وعدم ترك الساحة خالية للقوى الإقليمية والدولية لتشكيل سوريا الجديدة على مقاس مصالحها؟
الذى دعانى إلى الكتابة عن هذا الموضوع، اليوم، رسالة وصلتنى من السفير طارق عادل، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، وشغل العديد من المواقع المهمة، ومنها سفيرنا فى لندن.
وسوف أنشر الرسالة كما هى:
صباح الخير أستاذ عماد..
لى رأى فى الوضع فى سوريا والموقف العربى فى هذا المشهد الحزين.
الوضع الحالى المضطرب والضبابى فى سوريا الآن وبعد سقوط نظام بشار الأسد، هو فى نظرى أنسب وقت للدخول على الخط هناك للتأثير على التطورات فى الفترة المقبلة ومستقبلًا، بما فى ذلك وضع خريطة طريق للعملية السياسية هناك. لذلك، ورغم التحفظات واختلافات التوجه مع السلطة القائمة على الأرض فى سوريا الآن (هيئة تحرير الشام، والفصائل المسلحه والمتشددة الأخرى) فإن التواصل والانخراط معها يعد أمرًا غاية فى الأهمية كمحاولة للتأثير عليها وتوجيه الدفة بصورة تضمن المصالح، المصرية والعربية، فالبراجماتية السياسية تحكم. فنرى جميع الأطراف المعنية تتحرك بقوة، وفى جميع الاتجاهات الولايات المتحدة والغرب من ناحيتهم، يتغاضون عن تحفظاتهم، ويجرون اتصالات مع السلطة الجديدة، كذلك تركيا تتحرك لتأكيد نفوذها وثقلها فى المشهد السورى، وينسحب نفس الشىء على إسرائيل. حتى روسيا وإيران يعيدان التموضع فى محاولة لفتح قنوات اتصال مع السلطة الجديدة فى سوريا! ويبقى الغائب الدائم للأسف هو الجانب العربى، وكأن الأمر لا يعنيه، انتظارًا لما ستسفر عنه صراعات الأطراف غير العربية فى هذا البلد العربى من نتائج على مستقبله!
المؤكد أن الغياب العربى عن المشهد السورى سيترتب عليه إفراز وضع لن يكون فى صالحهم بل فى صالح الأطراف التى قررت الانخراط وبقوة لتشكيل مستقبل سوريا تحقيقًا لمصالحها، والتى ستأتى على حساب الجانب العربى.
انتهت رسالة السفير طارق عادل، وهى رسالة شديدة الأهمية وتعبر عن وجهة نظر موجودة وعملية، لأن غياب العرب عن سوريا، سيعنى أن هناك أطرافًا أخرى سوف تدخل وتملأ الفراغ.
نتذكر جميعًا التجربة العربية الأليمة عام 2003، حينما غزت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق، وأسقطت حكم صدام حسين، وجاءت بمجموعات متنافرة من السياسيين العراقيين من المنافى الغربية والإيرانية على ظهر دباباتها. الحكومات العربية ابتعدت عن العراق، حتى لا يتم اتهامها بأنها تؤيد المحتل وتطبع معه، وبعدها تركت العراق وتجاهلته تمامًا، وقام الحاكم الأمريكى بول بريمر بحل الجيش العراقى ومعظم مؤسسات الدولة، مما هيأ تربة خصبة لتأسيس عشرات التنظيمات الإرهابية والمقاومة فى العراق، لكن النتيجة الفعلية أن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران، واستغرق العراق حوالى عشرين عامًا قبل أن يبدأ فى العودة التدريجية للتعافى، لكن الميليشيات ما تزال موجودة وولاء العديد منها لإيران أكثر منه للعراق.
تجربة العراق تقول إن على العرب ألا يتركوا سوريا، حتى لا يكون الفائز النهائى بها إسرائيل وأمريكا وتركيا.
لكن هناك وجهة نظر أخرى ترى أنه لا يمكن التعامل مع السلطة الحاكمة فى سوريا باعتبار أن أصولهم داعشية قاعدية إخوانية متطرفة، وبالتالى يصعب عليهم أن يغيروا أفكارهم، والحل تجاهلهم وعدم التعامل معهم، لكن السؤال لأصحاب وجهة النظر هذه، هو: وماذا بعد التجاهل والابتعاد، وكيف سيمكن التأثير فى الأوضاع السورية مستقبلًا؟!
السؤال مطروح علينا جميعًا، وينبغى على كل النخب المصرية والعربية ومراكز الأبحاث أن تنهمك فى نقاش جاد وموضوعى وهادئ بعيدًا عن الانفعال والعصبية حتى نصل إلى رؤية عملية تراعى المصالح العربية العليا، وتحافظ على سوريا وشعبها وأرضها ووحدتها وعروبتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة كيف نتعامل مع سوريا الجديدة



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon