توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التطبيع.. بين ضرورات الحكومات ومحظورات الشعوب

  مصر اليوم -

التطبيع بين ضرورات الحكومات ومحظورات الشعوب

بقلم: عماد الدين حسين

إذا كانت بعض الحكومات العربية تقول إنها مضطرة لإقامة علاقات مع إسرائيل، فما الذى يدفع بعض الشخصيات غير الرسمية للتطبيع مع إسرائيل وبلا ثمن يذكر؟!

ما الذى يدفع صحفيا أو باحثة أو مواطنا عاديا لزيارة إسرائيل وتجميل وتنظيف أياديها الملطخة بدماء قديمة جدا وحديثة جدا للشعب الفلسطينى وللشعبين السورى واللبنانى؟!

ما الذى ستحصل عليه أى دولة عربية من وراء تشجيع مثل هذا التطبيع المجانى غير ترسيخ الاستعلاء الإسرائيلى وجعله يواصل عدوانه المستمر على الفلسطينيين وبلطجته فى معظم المنطقة؟

وللموضوعية فإن الصيغة المصرية، ورغم أى ملاحظات عليها، ثبت أنها الأقل سفورا حتى الآن مقارنة بما حدث لاحقا مع دول أخرى فى المنطقة.

الحكومات المصرية المتلاحقة تقول إنها كانت مضطرة لإقامة العلاقات مع إسرائيل، منذ زيارة الرئيس الأسبق أنور السادات للقدس فى نوفمبر ١٩٧٧، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد فى سبتمبر ١٩٧٨، ثم اتفاقية السلام بين الحكومتين فى مارس ١٩٧٩.

لكن غالبية الشعب المصرى بنقاباته ومؤسساته وهيئاته ومجتمعه المدنى وفنانيه ومثقفيه ومبدعيه اتخذ موقفا واضحا ضد التطبيع إلا ما ندر، وصارت هناك صيغة واضحة خلاصتها أن للحكومات والدولة ضروراتها وللشعوب حريتها فى رفض هذا النوع من العلاقة مع عدو خاضت ضده مصر حرب وجود وما تزال ولكن بوسائل أخرى.

وأظن أن الصيغة المصرية مع إسرائيل حكومة وشعبا صارت واضحة للجميع، وبعد أكثر من ٤٥ عاما من بدء العلاقة الرسمية فإن الرفض المصرى الشعبى للعلاقات مع إسرائيل صار مؤكدا رغم كل محالات الإغراء والاختراق، وفى نفس الوقت فإن بعض المصريين صار يتفهم موقف الحكومات المصرية المتعاقبة فى استمرار العلاقة الرسمية الباردة.

حينما كان أديب أو فنان أو صحفى أو مثقف مصرى يطبع مع الإسرائيل بأى صورة من الصور من أول حضور حفلات سفارتهم نهاية بزيارة فلسطين المحتلة، كان رد الفعل الشعبى المصرى شديدا ورافضا، الأمر الذى أدى إلى استمرار المقاطعة الشعبية بصورة كبيرة، رغم بعض الانفلاتات هنا وهناك.

وبالقياس على الحالة المصرية، فإنه وإذا كان البعض يتفهم إقدام بعض الحكومات العربية على التواصل الرسمى مع إسرائيل، فما هو الداعى لقيام شخصيات عامة عربية من فنانين وباحثين وصحفيين بزيارة الكيان الصهيونى، بل والتباهى بذلك؟!

ما الذى يدعو باحثا عربيا أو مثقفا أو صحفيا إلى زيارة الكيان الصهيونى، وهو غير مضطر إلى ذلك؟! ما الذى يدعو باحثة للقول إنها سعيدة بزيارة إسرائيل، وما الذى يدعو مجموعة من مواطنين عرب لزيارة الكيان والتجول فى شوارعه وميادينه والتغنى بما قالوا إنه تحضر وتمدين؟! أليس ذلك قد يفهمه المحتلون بأنه رخصة شعبية عربية بالاستمرار فى العدوان على الشعب الفلسطينى، وهضم أى حقوق مشروعة لهذا الشعب الذى ما يزال يتعرض لكل أنواع الاعتداءات من أول الأسرى بالسجون نهاية بالقتل العشوائى واستمرار الاحتلال؟!

مرة أخرى يمكن تفهم رغبة بعض الدول فى إقامة علاقات مع إسرائيل لسبب أو لآخر وهو أمر خلافى بشدة، لكن كيف نفهم أو نتفهم هذا الاندفاع من بعض الأفراد العرب إلى غسل وجه المحتل الملطخ بالدماء العربية منذ عام ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة؟!

ظنى أنه لا يوجد أى عائد أو فائدة من وراء زيارات الشخصيات العامة العربية أو المجتمع المدنى لإسرائيل، وستجعل الشعب الفلسطينى والعديد من الشعوب العربية يشعرون أن بعض بنى قومهم قد طعنوهم فى الظهر وبلا أى ثمن.

ثم إن التجربة التاريخية منذ عام 1948 وجتى الان تقول ان اسرايل لن تفيد احد فى النهاية سواء كان شعوبا أو حكومات! وبالتالى يظل السؤال: لماذا كل هذه الهرولة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطبيع بين ضرورات الحكومات ومحظورات الشعوب التطبيع بين ضرورات الحكومات ومحظورات الشعوب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon