توقيت القاهرة المحلي 06:03:20 آخر تحديث
الأحد 12 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لماذا سقط الأسد؟ ولماذا يسقط الطغاة؟!

  مصر اليوم -

لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة

بقلم : عماد الدين حسين

 

 لماذا سقط نظام بشار الأسد بمثل هذه السهولة؟ ولماذا تخلى عنه الجميع؟ والأهم: لماذا تخلى عنه شعبه بمثل هذه السهولة؟ وربما يكون السؤال الأهم: لماذا يسقط الطغاة رغم ثقتهم المطلقة بأنهم مخلدون فى الأرض حتى الأبد؟!

هل يفهم من سؤالى أننى ضد بشار الأسد؟ الإجابة هى نعم، وقد كتبت فى هذا الموضوع أكثر من مرة، وآخرها قبل سقوطه بأسابيع وأيام، ويومها لامنى أحد الزملاء والأصدقاء، قائلا إن ذلك سوف يصب فى صالح الصهاينة والمتطرفين. ويومها قلت له إن هذا موقف مبدئى لابد أن يقال بوضوح.

هل معنى ذلك أننى مع المتطرفين الذين أسقطوه ويحكمون الآن بدلا منه؟!

الإجابة هى لا قاطعة، ورأيى أننا ربما سوف نكتشف لاحقا أنهم أكثر خطرا على سوريا وعلى المنطقة من الأسد.

أنا ضد كل من يتاجر بالدين، أى دين؛ لأنه لا يقل خطرا عن أى ديكتاتور ومستبد.

النقطة الجوهرية أن أى متطرف وتكفيرى ومتاجر بالدين، لا ينمو ويصعد ويعيش ويستمر إلا بسبب الديكتاتور والمستبد.

رأيى بوضوح أن عددا كبيرا من المواطنين العرب فى ليبيا والسودان واليمن والعراق، يترحمون على أيام معمر القذافى وعمر البشير وعلى عبدالله صالح وصدام حسين، وقد يترحم سكان سوريا على أيام الأسد سواء الأب أو الابن.

والسبب أنهم اكتشفوا أن أيام هؤلاء الطغاة كانت أرحم بكثير من الانقسامات والحروب الطائفية والعرقية والأهلية والأزمات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية الموجودة فى بلدانهم هذه الأيام.

لكن الأصح أن هذا فهم خاطئ جدا، لأنه لولا هؤلاء الطغاة ما استيقظنا على من هم أسوأ منهم.

سقط بشار الأسد ــ وقبله العديد من الطغاة ــ لأنه اعتقد أنه يمكن حكم شعب كامل بالحديد والنار طول الوقت.

استأثر بشار بالسلطة وقمع المعارضة ومنع أى صوت يعلو فوق صوته وصوت نظامه.

بعض الطغاة يعمر طويلا لأنه يوفر لشعبه المعيشة المعقولة، لكن بشار لم يفعل حتى ذلك، ووصلت معاناة غالبية المواطنين إلى درجة غير مسبوقة من التردى، فى حين أن قلة قليلة من محسوبى النظام استأثروا بكل شىء.

طلب الأسد من جنوده القتال ضد المسلحين والميليشيات، فلم يستجب معظمهم لأنهم شعروا أن النظام لا يعبر عنهم ولا يمثلهم، ثم اكتشفوا أنه فى اللحظة التى كان يطلب منهم القتال والتضحية بأنفسهم كان يركب الطائرة إلى قاعدة روسية فى اللاذقية ومنها هرب إلى روسيا.

سيقول البعض من المخدوعين أن إسرائيل وأمريكا وتركيا وكل القوى الإرهابية كانت تحاصر نظام الأسد منذ سنوات طويلة خصوصا منذ مارس ٢٠١١ حينما اندلعت الانتفاضة ضده، نعم هذا جزء من الحقيقة، لكن بقية الحقيقة تقول إن نظام الأسد الأب والابن لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل منذ فض الاشتباك مع إسرائيل عام ١٩٧٤.

وإن هذا النظام أتيحت له أكثر من فرصة لاستيعاب المعارضة المدنية الديمقراطية، ولو كان فعل ذلك لحاصر الميليشيات المتطرفة وأسقط كل حججهم، لكنه اعتمد فقط على الدعم العسكرى الإيرانى والروسى وفوت كل فرص التسوية السياسية مع بقية المكونات المدنية فى سوريا.

مرة أخرى: هل معنى كلامى أن القوى والجماعات التى استولت على السلطة ستكون أفضل؟

بنسبة كبيرة فإن هذه القوى التى تتاجر بالدين ثبت فشلها فى كل التجارب فى المنطقة سواء كانت سنية أو شيعية، هى لم تتدرب على الحكم بل على السمع الطاعة والانتقام والقتل والسحل، والأخطر «الانقسامات حتى داخل التنظيم الواحد، ولا تؤمن أساسا بفكرة التعدد والتنوع والرأى الآخر».

وبالتالى فإن إحدى جرائم بشار وغيره من الطغاة أنهم حاصروا القوى المدنية السياسية المعتدلة وشردوهم وطردوهم، ولم يبق أمامهم إلا القوى المتطرفة، وهذا ما نراه فى ليبيا واليمن، أو الميليشيات الموازية كما نراها فى السودان والعراق.

هؤلاء الطغاة لم يوفروا الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعوبهم، ولم يحافظوا على وحدة شعوبهم وأراضيها ومؤسساتها وجيوشها والأخطر أنهم تركوا لبلدانهم أخطر فيروسات الانقسام والطائفية.

 هؤلاء الطغاة لو كانوا جواسيس رسميين لإسرئيل ولكل أعداء الأمة. ما فعلوا بشعوبهم مثلما فعلوا على أرض الواقع. هم قدموا خدمات مجانية لإسرائيل، سوف تدفع ثمنها الأمة لأجيال طويلة قادمة.

ما حدث فى سوريا فى الأيام الأخيرة قد يكون أخطر مما حدث بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧.

جرائم الطغاة بلا حدود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة



GMT 03:30 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ممَّ يخاف كارل غوستاف؟

GMT 03:26 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل

GMT 03:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

مسألة «الصراع» و«القضيّة» اليوم!

GMT 03:21 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

هم يحيون بالتطرف... لا يستخدمونه فقط

GMT 03:17 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان العربي وعودة الدولة

GMT 03:15 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

قراءة في معاني انتخاب رئيس لبنان الجديد

GMT 03:12 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماذا يحدث في السودان؟

GMT 03:08 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

المليارديرات والسياسة وحرية التعبير

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 14:38 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

زيت زيتون يساعد على تقوية الشعر ونموه

GMT 20:46 2021 الأربعاء ,19 أيار / مايو

هايدي كرم تخطف أنظار متابعيها من أحدث ظهور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon