توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحوار الوطنى.. والعدميون

  مصر اليوم -

الحوار الوطنى والعدميون

بقلم: عماد الدين حسين

11 عاما مرت على ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ولا تزال هناك عقليات تعتقد أن تمنياتها السياسية ينبغى أن تتحقق حتى لو كانت عدمية بل وتخاصم الواقع تماما.
هذه العقليات المتخشبة لا تزال غارقة فى أوهام عميقة، وليس لديها أدنى علاقة بالسياسة.
المقدمة السابقة تعليق على بعض ردود الأفعال على الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء يوم الثلاثاء الماضى فى إفطار الأسرة المصرية بشأن الدعوة إلى الحوار السياسى الذى لا يستثنى أحدا ممن يؤمنون بالقانون والدستور.
أحترم وأقدر أى وجهة نظر معارضة لهذا الحوار، أو حتى ممن يشكك فى جداوه من الأساس، وليس الرفض من البداية لمجرد الرفض، والقول إن هذا الحوار لن يقود لأى شىء.
أحترم وأقدر أيضا كل من يطالب بوضع ضمانات وقواعد وأجندة لهذا الحوار حتى يحقق أهدافه المرجوة.
لكن لا أفهم وأستغرب منطق بعض «الثورجية العدميين» الذين يقولون إنه لا جدوى من هذا الحوار من الأساس. وتبلغ الكوميديا قمتها حينما تطالع أوهام بعض المغردين وهم يضعون شروطا لا تمت للواقع السياسى بصلة لكى يقبلوا بالحوار، وكأنهم يملكون نفوذا وقوى سياسية جرارة.
مبعث الاستغراب أن هؤلاء كانوا يلومون الحكومة دائما فى السنوات الأخيرة، أنها أممت السياسة وقتلتها وأممت المجال العام وأغلقته بالضبة والمفتاح. والآن، فإن هذه الحكومة التى يتهمونها بأنها أممت السياسة أعلنت رغبتها فى حوار سياسى مع بقية القوى السياسية، وبالتالى فالمفترض أن هذا تطور مهم جدا، ينبغى اختباره واستغلاله وتطويره والبناء عليه فربما يقود إلى انفراجة تكون فى صالح الجميع.
ويمكن لهؤلاء أن يوافقوا على الحوار، ويختبروا الحكومة، وحينما لا يتحقق شىء، يلومونها كما يشاءون، لكن أن يرفضوا الأمر من البداية ويشككوا فيه ويسخروا منه فهو أمر يدعو للدهشة.
منطق هؤلاء غريب جدا ويقول: «بإمارة إيه الحكومة هتعمل حوار سياسى، ومنذ متى وهى تؤمن بالسياسة؟!»
طيب يا سيدى سوف نفترض أن كلامك سليم وصحيح، فلماذا لا توافق على الحوار وترى ماذا ستفعل الحكومة وماذا ستقدم وتنتظر النتائج؟!
لأنه لو صح هذا المنطق فإن العمل السياسى يتحول إلى المباريات الصفرية، بمعنى أن أحصل على كل شىء فورا، أو لا أحصل على أى شىء بالمرة، والسياسة لا تعرف ذلك.
هؤلاء يائسون وعدميون ويدركون تمام الإدراك أنهم غير مدعوين بالمرة لأى نقاش، وأن الدعوة هى للأحزاب والقوى السياسية المدنية ثم إنهم لا يملكون أى قوة سياسية مؤثرة ومستعدون للتحالف حتى مع الشيطان من أجل هدم وتفكيك البلد، وبالتالى فهم يحاولون قطع الطريق على هذه القوى والأحزاب والشخصيات السياسية وإرهابهم وتصوير كل شخص يوافق على الحوار أو المشاركة فيه باعتباره خائبا ومغرضا.
وبجانب هؤلاء هناك فريق مثالى حالم وبرىء ويعتقد أن كل شىء يتحقق بمجرد الرغبة والتمنى وليس طبقا لشروط موضوعية.
هذه النوعية تشكل إرهابا فكريا على كل شخص لا يوافقهم على آرائهم وأفكارهم.
ويمارسون هذا الإرهاب الفكرى الذى يلومون غيرهم عليه.
فى المقابل هناك تيار واقعى فى المعارضة يرى الصورة واضحة وبعضهم حضر إفطار الأسرة المصرية وسأعود لمناقشته لاحقا إن شاء الله.
مرة أخرى لا أعرف إلى ماذا سيقود الحوار السياسى المزمع، وأتمنى له النجاح بطبيعة الحال، لكن أن يتم رفضه من البداية والتشهير بكل من يوافق عليه أو يشارك فيه، فهو أمر غريب، ولا نعرف ما هى الطريقة الصحيحة التى يرى هؤلاء العدميون أن تسير بها الأمور؟!
أليس المفترض أن يتحاور ويتكلم الناس أولا ويتجادلوا حتى يصلوا إلى نتيجة وبعدها يوافقون أو يرفضون.
ثم إن هناك سؤالا أساسيا وهو: هل التغيير للأفضل يتم بالتمنى، أم بالتعامل بواقعية؟!
كل عام ومصر وأهلها بألف خير وصحة وسعادة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوار الوطنى والعدميون الحوار الوطنى والعدميون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon