توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكسجين جديد للمتطرفين

  مصر اليوم -

أكسجين جديد للمتطرفين

بقلم : عماد الدين حسين

ما الذى يعنيه سقوط أفغانستان فى يد حركة طالبان بالنسبة لنا كمصريين وعرب ومسلمين؟!
سؤال ينبغى أن يشغلنا جميعا، حتى لا نتفاجأ بتداعياته.
الإعلامى الكبير إبراهيم عيسى كتب قبل أيام على حسابه على تويتر الآتى: «الإخوان فى طريقهم إلى أفغانستان، خلال شهور وربما أسابيع، الإخوان الهاربون والمطاردون من شعوبهم، سيلجأون إلى طالبان، وستتحول كابول، برعاية دول داعمة للإخوان وطالبان إلى مقر التنظيم العالمى الجديد».
من الخطأ الكبير ونحن نناقش تداعيات الانسحاب الأمريكى المهين والمريب من أفعانستان، أن نضع أنفسنا كعرب وكمسلمين فى السلة الأمريكية، أو السلة الطالبانية، بل علينا أن نضع مصالحنا فى المرتبة الأولى.
فإذا كانت أمريكا غزت أفغانستان عام ٢٠٠١ من أجل مصالحها، وانسحبت منه أيضا من أجل مصالحها أو وقف خسائرها، فعلينا نحن العرب أن نبحث أيضا عن مصالحنا.
الولايات المتحدة غزت أفغانستان للقضاء على تنظيم القاعدة، كما تقول، لكنها انسحبت منها والتنظيم ومعه بقية التنظيمات المتطرفة أكثر قوة وانتشارا، فكرا وواقعا، للأسف الشديد.
انتصار طالبان هو خبر سعيد جدا لكل المتطرفين فى العالم، على الأقل سوف يجدون ملاذا آمنا فى هذه الدولة بدلا من حالة المطاردة التى يعيشون فيها. نعلم ونرى أن المتطرفين من كل الفئات تلقوا ضربات موجعة فى السنوات الأخيرة، واندحروا فى العراق وسوريا وسيناء وليبيا إلى حد ما، وأخيرا تونس، بل إن الدول التى كانت تدعمهم بالمال والتخطيط والأهم بالمأوى، اضطرت إلى التخلى عنهم بصورة حتى لو كانت شكلية، حرصا على مصالحها.
لكن انتصار طالبان الأخير قد يقود إلى حل المعضلة التى واجهت المتطرفين والدول التى تدعمهم.
على سبيل المثال فإن الإخوانى أوالقاعدى أو الداعشى الذى طلب منه أن يغادر الدول التى كانت تدعمهم، سيجد فى أفغانستان ملاذا آمنا، يتحرك فيها كيفما يشاء. نفس هذه الدول التى طلبت من المتطرفين أن يوقفوا برامجهم التحريضية ضد بلدانهم الأصلية، سوف يجدون فى الأرض الأفغانية حلا مناسبا، حتى لو كان مؤقتا. لكن يبقى الملاذ الآمن هو أفضل هدية يتلقاها المتطرفون من كل المنطقة، فى حين أن مشكلة التمويل سهلة إلى حد كبير، حيث يمكن نقل الأموال بعشرات الطرق، لكن حرية الحركة والتنقل والإقامة أو الإيواء تمثل مشاكل كبيرة.
إذا استمرت طالبان فى نفس سياستها التقليدية المتشددة، وإذا استمرت فى إيواء المتطرفين من كل حدب وصوب، وهو أمر يبدو منطقيا، فيمكن أن نتوقع من الآن تحولها إلى القاعدة الأساسية لكل المتطرفين فى العالم، يأوون إليها ويحرضون على شعوبهم وينطلقون فيها لتنفيذ العمليات الإرهابية أو التحريضية، ثم يعودون مرة أخرى إلى نفس المكان الآمن.
صعود طالبان، وإذا استمرت بنفس سياستها القديمة، يعنى عودة مصطلحات «الذاهبون إلى أفغانستان، والعائدون منها»، وليس مستبعدا أن تكون أفغانستان تحت حكم طالبان، هى الحل الأمثل لإيواء كل المتطرفين بمن فيهم المعتقلون فى سوريا والعراق الذين ترفض كل بلدانهم استقبالهم خصوصا الأوروبية. بحيث كما قال البعض فإن هذا السيناريو يعنى تحول أفغانستان إلى المكان الذى يتواجد فيه «منتخب الإرهاب الدولى»!!
صعود طالبان يعنى إعطاء نسبة أكسجين عالية جدا لكل المتطرفين العرب والمسلمين، بعد أن عانوا من ضيق التنفس طوال الفترة الماضية، وبعد أن انقطع عنهم معظم الدعم ممن كانوا يشغلونهم.
صعود طالبان يحتم على الدول العربية، خصوصا المتأثرة بالتطرف والمتطرفين، أن تنسق فيما بينها بصورة جادة حتى تتمكن من بناء استراتيجية حقيقية لمواجهة هذا التطور الدراماتيكى، الذى تسببت فيه أمريكا منذ عام ١٩٧٩ وحتى هذه اللحظة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكسجين جديد للمتطرفين أكسجين جديد للمتطرفين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon