توقيت القاهرة المحلي 05:52:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تنهض الصناعة؟!!

  مصر اليوم -

كيف تنهض الصناعة

بقلم - عماد الدين حسين

نتحدث كثيرا عن دعم الصناعة كمدخل رئيسى لمواجهة معظم المشكلات الاقتصادية، لكن السؤال: ما الذى يعوق الانطلاق؟
يوم الأحد قبل الماضى كانت هناك جلسة عامة مهمة جدا لمجلس الشيوخ بناء على طلب مناقشة عامة من النائب تيسير مطر وأكثر من عشرين عضوا عن استيضاح سياسة الحكومة حول التحديات التى تواجه الصناعة ووضع الحلول لزيادة الإنتاج والتصدير والاستثمار بوجه عام بحضور أحمد سمير وزير التجارة والصناعة.
المناقشات بدأت من الحادية عشرة والنصف تقريبا واستمرت حتى الثالثة والنصف عصرا من دون توقف فى واحدة من أطول جلسات المجلس منذ زمن.
كان هناك ما يشبه الإجماع بين كل المتحدثين على أن هناك مشكلة حقيقية.
اتفق على ذلك المتحدثون من حزبى «مستقبل وطن» و«حماة وطن» والأحزاب المحسوبة على المعارضة مثل التجمع مرورا بأحزاب الوفد والشعب الجمهورى، نهاية بالنواب المستقلين.
المناقشات أدارها بكفاءة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس المجلس وحتى أثناء إعطائه الكلمة للنواب كان يدلى ببعض الملاحظات المهمة المتعلقة بموضوع المناقشة خصوصا إشارته إلى ضرورة مناقشة الجزر المنعزلة.
لفت نظرى خلال المناقشات مجموعة من الملاحظات المهمة، وجميعها تصب فى عنوان العراقيل التى تواجه الصناعة المصرية وتمنعها من تبوؤ المكان الطبيعى فى قيادة الاقتصاد المصرى.
المشكلات التى عرضها النواب قد يبدو بعضها بسيطا، وبعضها معقد لكنها جميعا قد تفسر لماذا لا تشكل الصناعة المصرية أكثر من ١٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى، ولماذا تظل الصادرات المصرية أقل من نصف الواردات، الأمر الذى يفسر مشكلة العملة الصعبة التى يعانى منها الاقتصاد المصرى حاليا.
النائب هانى سرى الدين سرد قصة تبدو غريبة للغاية، وهى أن إحدى عضوات مجلس الإدارة فى شركة مهمة فى سيناء، حان موعد تجديد عضويتها، لكن تجمد الأمر لنحو شهرين، والسبب أن الشركة طلبت الموقف التجنيدى لزوجها. لم يكن الأمر مفهوما وما هى العلاقة بين تجديد التعيين فى الشركة والموقف التجنيدى للزوج!!
حينما انتهت الجلسة قابلت الدكتور هانى سرى الدين وسألته عن القصة تفصيلا فأكدها لى بالأسماء والوقائع.
ما يهمنى من هذه القصة أنه قد يكون مهما استكمال أوراق محددة بشأن تعيينات فى مواقع معينة، لكن من المهم أيضا أن ندرس الأمر فى إطار مدى تسهيله أو تعويقه للاستثمار الصناعى.
النائب إيهاب وهبة استعجب من أن الحكومة «بياعة أرض» والمفارقة أن المستثمر يدفع معظم نفقاته قبل بدء المشروع، وهو أمر غير موجود فى معظم دول العالم التى تشجع فعلا الاستثمار الصناعى.
النائب ياسر الهضيبى من الوفد وصف هيئة التنمية الصناعية بأنها هيئة التعطيل الصناعية.
النائب الدكتور محمد صلاح البدرى حكى أيضا عن مجموعة من صغار المستثمرين حاولوا إقامة مصنع فى الصعيد وتعطل المشروع لسنة وأربعة شهور بسبب الخلاف على ولاية الجهة الإدارية والحكومية، وحينما سأل المستثمرين عن تطورات الموضوع قالوا له: «الحمد لله قفلنا وانتقلنا لدولة عربية بسبب التعقيدات الروتينية».
هو استرسل قائلا إن فكرة تعدد الولاية الحكومية على المشروعات واحدة من أكبر المشكلات والعقبات التى تواجه أى مستثمر جاد وتجعل البعض يصاب باليأس.
البدرى الطبيب المعروف ابن محافظة المنيا قال إن هناك مشكلة جوهرية تواجه الاستثمار الصناعى، فأى مستثمر جاد إذا ذهب إلى البنك للاقتراض من أجل تأسيس مصنعه سوف يجد أن سعر الفائدة ٢٧٪ على الأقل والرسوم والضرائب سوف تصل النسبة إلى ٣٨٪ فما هى نسبة المكسب التى سوف يحصل عليها، وبكم سوف يبيع السلعة مقارنة لو وضع أمواله فى وديعة بفائدة مرتفعة أو يشترى بها أذون خزانة بفائدة أعلى، بدلا من وجع الرأس والروتين والتعقيدات والمشكلات.
كل ما سبق هى مشاكل تواجه شخصا يريد أن يبدأ فى تأسيس مشروعه الخاص الصناعى، فى حين أن الواقع الفعلى أن غالبية الواقع والإجراءات تحارب الصناعة ولا تشجعها.
غالبية المتحدثين خلال الجلسة سألوا وزير الصناعة عن استراتيجية الوزارة للنهوض بالصناعة والتصدير ولماذا تأخر إصدارها.
والنائب أحمد عكاشة من تنسيقية شباب الأحزاب قال إن أى وزارة لا تعمل بخطة استراتيجية هى مجرد وزارة تسيير أعمال.
السؤال كيف رد الوزير أحمد سمير وهل كان رده مقنعا؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تنهض الصناعة كيف تنهض الصناعة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon