توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوتى لكامالا هاريس

  مصر اليوم -

صوتى لكامالا هاريس

بقلم - عماد الدين حسين

لو كنت أملك حق التصويت فى الانتخابات الأمريكية التى ستجرى اليوم الثلاثاء لأعطيت صوتى بلا تردد للسيدة جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الأمريكى فى مواجهة كل من مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطى كمالا هاريس نائبة الرئيس الحالى جو بايدن.

 


الغالبية العظمى منا تعتقد أن المنافسة محصورة فقط بين ترامب وهاريس، ومعظمنا لا يعرف أن هناك مرشحين آخرين أبرزهم ستاين وكورنيل ويست الناشط ضد العنصرية ويخوض الانتخابات فى 15 ولاية فقط وهناك أيضا تشايس أوليفر مرشح الحزب الليبرتارى وهو يدافع عن الحريات الفردية والتجارة الحرة والمثلية الجنسية.
وهناك مرشحون يخوضون الانتخابات فى ولايات قليلة مثل راندال تيرى من الحزب الدستورى وبرنامجه يتلخص فى تدمير الحزب الديمقراطى ويخوض الانتخابات فى عشر ولايات.
وكذلك كلوديا دى لا كروز من حزب الاشتراكية والتحرير «الشيوعى» وتخوض الانتخابات فى 20 ولاية، وأخيرا مايكل وود الذى يخوض الانتخابات فى ولايات قليلة ممثلا لحزب «الحظر» الذى يدعو إلى حظر الخمور.
السيدة ستاين ذات أفكار وتوجهات تقدمية وتنتقد بشدة السياسات الأمريكية التقليدية الداعمة لإسرائيل. هى ترشحت أكثر من مرة وحصلت عام 2012 على ٫4٪ من الأصوات وعام 2016 على 1٪، ووقتها تم اتهامها بأنها ساهمت فى تشتيت أصوت داعمى هيلارى كلينتون الأمر الذى استفاد منه دونالد ترامب.
وعدد كبير من هؤلاء المرشحين الصغار من حيث المؤيدين يتنازل فى اللحظات الأخيرة عن ترشحه لصالح أحد المرشحين الكبار.
لكن وبما أننى أدرك أن النظام الانتخابى الأمريكى قائم على أن الفائز ينحصر دوما بين مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وأنه يستحيل فى ظل هذا المشهد أن يفوز أى مرشح بخلافهما، فالمطلوب أن نختار بين «أهون الشرين».
فى الانتخابات الأمريكية سيظل أى مرشح سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا يدعم إسرائيل وسياساتها حتى لو كان مقتنعا بأنها كيان عنصرى فاشٍ إجرامى.
هذا الانحياز ليس سببه حب المرشحين لإسرائيل فقط، بل فى مرات كثيرة لأسباب كثيرة منها قوة اللوبى اليهودى فى الاقتصاد والإعلام، ودور الدين والضعف العربى بصفة عامة.
قلت قبل ذلك إن الحكومات العربية منقسمة فى تأييد ترامب أم هاريس، وقلت أيضا إن الناخب الأمريكى من أصول عربية لا يدلى بصوته فى الانتخابات الأمريكية انطلاقا فقط من المواقف الأمريكية من إسرائيل، بل لأسباب متعددة منها البرامج الاقتصادية والاجتماعية، والأديان والهجرة والحريات.
لكن أنا أتحدث اليوم فى هذه السطور عن احتمال نظرى إذا كنت أملك حق التصويت، وبالتالى كنت سأعطى صوتى لهاريس.
سيقول البعض إنها تؤيد إسرائيل مثل ترامب، وإنها فى إدارة بايدن ولم تفعل شيئا. هذا كلام صحيح، لكن مرة أخرى نحن فى هذه الحالة وفى حالات كثيرة فى السياسة لا نختار بين الملائكة والشياطين، بل بين الأقل سوءا وضررا لمصالحنا.
كمواطن عربى أعتقد أن عودة ترامب للبيت الأبيض ستكون خبرا سيئا لنا كمواطنين عرب. قد يكون ترامب مفيدا لهذه الحكومة أو تلك، لكن ضرره أكثر من نفعه للأمن القومى العربى.
هو رئيس عنصرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحتقر العرب وهو الذى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وهو الذى وافق على ضم الجولان والضفة لإسرائيل، ولا يرى الاستيطان خطرا على إسرائيل!
هو ليس خطرا فقط علينا كعرب ومسلمين، بل هو خطر على الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى «الناتو» والصين وروسيا، هو باختصار خطر على كل الإنسانية، رغم أن البعض يقول إنه باعتباره تاجر عقارات، يؤمن بالصفقات، وقد يجبر الإسرائيليين على عقد صفقة. والسؤال أى نوع من الصفقات يمكن أن نتخيله فى ظل ميزان القوى المختل جدا بفضل الدعم الأمريكى لإسرائيل؟!
هاريس تؤيد إسرائيل نعم، ولا تملك أن تفعل العكس فى الوقت الحالى لأسباب كثيرة، لكن على الأقل كانت لها تلميحات وتصريحات أنها يمكن أن تهدئ من الاندفاع الأمريكى فى دعم الجنون الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
وإلى أن نتمكن كعرب من توحيد مواقفنا وأن نجيد استخدام أوراق الضغط الكثيرة الموجودة فى أيدينا، فللأسف سوف نظل ندفع الثمن أضعافا مضاعفة، ولا نملك إلا التمنيات والدعوات والرهان على معجزة فى وقت اختفت فيه المعجزات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوتى لكامالا هاريس صوتى لكامالا هاريس



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon