توقيت القاهرة المحلي 21:47:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوتى لكامالا هاريس

  مصر اليوم -

صوتى لكامالا هاريس

بقلم - عماد الدين حسين

لو كنت أملك حق التصويت فى الانتخابات الأمريكية التى ستجرى اليوم الثلاثاء لأعطيت صوتى بلا تردد للسيدة جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الأمريكى فى مواجهة كل من مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطى كمالا هاريس نائبة الرئيس الحالى جو بايدن.

 


الغالبية العظمى منا تعتقد أن المنافسة محصورة فقط بين ترامب وهاريس، ومعظمنا لا يعرف أن هناك مرشحين آخرين أبرزهم ستاين وكورنيل ويست الناشط ضد العنصرية ويخوض الانتخابات فى 15 ولاية فقط وهناك أيضا تشايس أوليفر مرشح الحزب الليبرتارى وهو يدافع عن الحريات الفردية والتجارة الحرة والمثلية الجنسية.
وهناك مرشحون يخوضون الانتخابات فى ولايات قليلة مثل راندال تيرى من الحزب الدستورى وبرنامجه يتلخص فى تدمير الحزب الديمقراطى ويخوض الانتخابات فى عشر ولايات.
وكذلك كلوديا دى لا كروز من حزب الاشتراكية والتحرير «الشيوعى» وتخوض الانتخابات فى 20 ولاية، وأخيرا مايكل وود الذى يخوض الانتخابات فى ولايات قليلة ممثلا لحزب «الحظر» الذى يدعو إلى حظر الخمور.
السيدة ستاين ذات أفكار وتوجهات تقدمية وتنتقد بشدة السياسات الأمريكية التقليدية الداعمة لإسرائيل. هى ترشحت أكثر من مرة وحصلت عام 2012 على ٫4٪ من الأصوات وعام 2016 على 1٪، ووقتها تم اتهامها بأنها ساهمت فى تشتيت أصوت داعمى هيلارى كلينتون الأمر الذى استفاد منه دونالد ترامب.
وعدد كبير من هؤلاء المرشحين الصغار من حيث المؤيدين يتنازل فى اللحظات الأخيرة عن ترشحه لصالح أحد المرشحين الكبار.
لكن وبما أننى أدرك أن النظام الانتخابى الأمريكى قائم على أن الفائز ينحصر دوما بين مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وأنه يستحيل فى ظل هذا المشهد أن يفوز أى مرشح بخلافهما، فالمطلوب أن نختار بين «أهون الشرين».
فى الانتخابات الأمريكية سيظل أى مرشح سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا يدعم إسرائيل وسياساتها حتى لو كان مقتنعا بأنها كيان عنصرى فاشٍ إجرامى.
هذا الانحياز ليس سببه حب المرشحين لإسرائيل فقط، بل فى مرات كثيرة لأسباب كثيرة منها قوة اللوبى اليهودى فى الاقتصاد والإعلام، ودور الدين والضعف العربى بصفة عامة.
قلت قبل ذلك إن الحكومات العربية منقسمة فى تأييد ترامب أم هاريس، وقلت أيضا إن الناخب الأمريكى من أصول عربية لا يدلى بصوته فى الانتخابات الأمريكية انطلاقا فقط من المواقف الأمريكية من إسرائيل، بل لأسباب متعددة منها البرامج الاقتصادية والاجتماعية، والأديان والهجرة والحريات.
لكن أنا أتحدث اليوم فى هذه السطور عن احتمال نظرى إذا كنت أملك حق التصويت، وبالتالى كنت سأعطى صوتى لهاريس.
سيقول البعض إنها تؤيد إسرائيل مثل ترامب، وإنها فى إدارة بايدن ولم تفعل شيئا. هذا كلام صحيح، لكن مرة أخرى نحن فى هذه الحالة وفى حالات كثيرة فى السياسة لا نختار بين الملائكة والشياطين، بل بين الأقل سوءا وضررا لمصالحنا.
كمواطن عربى أعتقد أن عودة ترامب للبيت الأبيض ستكون خبرا سيئا لنا كمواطنين عرب. قد يكون ترامب مفيدا لهذه الحكومة أو تلك، لكن ضرره أكثر من نفعه للأمن القومى العربى.
هو رئيس عنصرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحتقر العرب وهو الذى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وهو الذى وافق على ضم الجولان والضفة لإسرائيل، ولا يرى الاستيطان خطرا على إسرائيل!
هو ليس خطرا فقط علينا كعرب ومسلمين، بل هو خطر على الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى «الناتو» والصين وروسيا، هو باختصار خطر على كل الإنسانية، رغم أن البعض يقول إنه باعتباره تاجر عقارات، يؤمن بالصفقات، وقد يجبر الإسرائيليين على عقد صفقة. والسؤال أى نوع من الصفقات يمكن أن نتخيله فى ظل ميزان القوى المختل جدا بفضل الدعم الأمريكى لإسرائيل؟!
هاريس تؤيد إسرائيل نعم، ولا تملك أن تفعل العكس فى الوقت الحالى لأسباب كثيرة، لكن على الأقل كانت لها تلميحات وتصريحات أنها يمكن أن تهدئ من الاندفاع الأمريكى فى دعم الجنون الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
وإلى أن نتمكن كعرب من توحيد مواقفنا وأن نجيد استخدام أوراق الضغط الكثيرة الموجودة فى أيدينا، فللأسف سوف نظل ندفع الثمن أضعافا مضاعفة، ولا نملك إلا التمنيات والدعوات والرهان على معجزة فى وقت اختفت فيه المعجزات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوتى لكامالا هاريس صوتى لكامالا هاريس



GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 17:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان.. خلاف الأولويات

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل
  مصر اليوم - فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 21:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض
  مصر اليوم - النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 01:41 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 09:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 08:19 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 05:45 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في سوبر اليد الليلة

GMT 10:33 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أفضل 10 فنادق عائلية في جزر المالديف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon