توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان شريف.. والخطأ الإيراني القاتل

  مصر اليوم -

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل

بقلم - عماد الدين حسين

المتحدث باسم الحرس الثورى الإيرانى، رمضان شريف، ارتكب خطأ سياسيا فادحا يوم الأربعاء الماضى، حينما زعم أن عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى ٧ أكتوبر الماضى ضد الاحتلال الإسرائيلى ومستوطناته كانت جزءا من الرد الإيرانى على اغتيال مهندس العمليات الخارجية الإيرانية والقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثورى قاسم سليمانى الذى قتل بضربة جوية أمريكية لدى خروجه من مطار بغداد فى يناير ٢٠٢٠، وقتل معه أبو مهدى المهندس قائد الحشد الشعبى العراقى.
شريف كان يعلق فى الأساس على مقتل رضى موسوى مسئول الإمدادات فى قوات الحرس الثورى الإيرانى الموجود فى سوريا بضربة إسرائيلية قبل أيام، بقوله أن «طوفان الأقصى» كانت إحدى العمليات الانتقامية التى نفذها محور المقاومة.
هو خطأ سياسى لا يغتفر لهذا المسئول وللحرس الثورى الذى يمثله وللدولة الإيرانية بأكملها. وقد يسأل سائل ولماذا هو خطأ فادح؟
والإجابة هى مجموعة من الأسباب المتنوعة.
الأول هو أن إسرائيل تحاول منذ يوم ٧ أكتوبر إفهام العالم أجمع، خصوصا الولايات المتحدة، أن العملية هى بقرار وتخطيط وتصميم وتسليح وتمويل إيرانى، والهدف شيطنة إيران وأنها محور وأساس الشر فى المنطقة، بل إن الولايات المتحدة فى بداية العدوان الإسرائيلى قالت أكثر من مرة أن إيران لا دخل لها بالعملية، وفى ٧ أكتوبر الماضى قال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الامريكى: «لم نر حتى الآن دليلا على أن إيران وراء الهجوم». وربما يكون الهدف من هذا النفى أن واشنطن لا تريد للصراع أن يتوسع ويكون المستفيد الرئيسى منه الصين وروسيا.
تقرير الوول ستريت أفاد بأن ضباطا فى الحرس الثورى الإيرانى شاركوا فى التخطيط والتدريب لمنفذى طوفان الأقصى.
السبب الثانى أن المسئول الإيرانى لم يدرك بتصريحه المتهور أنه يكذب أولا كل كبار المسئولين فى بلاده والمعروف أن المرشد على خامئنى نفى دور بلاده رسميا فى ١٠ أكتوبر الماضى، كما نفت الخارجية الإيرانية ذلك ردا على اتهام ورد فى تقرير موسع فى صحيفة «وول ستريت جورنا» خلاصته: ونعلم أن زعيم حزب الله اللبنانى حسن نصر الله أكثر كرر هذا النفى أكثر من مرة.
السبب الثالث والأكثر أهمية أن رمضان شريف لم يدرك أنه بهذا التصريح المتهور قد سلب المقاومة الفلسطينية أهم قيمة لديها، وهى أنها تقاوم من أجل إنهاء الاحتلال والحصار الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧.
كلام رمضان شريف يقول بوضوح إن المقاومة الفلسطينية سواء كانت حماس أو الجهاد الإسلامى، أو كل القوى المؤيدة لإيران فى المنطقة هى مجرد أدوات وأذرع للدولة الإيرانية تحركها متى وكيف شاءت، بهدف تحقيق الأهداف السياسية الإيرانية، وليس من أجل الأهداف التى ترفعها هذه القوى وإذا كان هذا الأمر ينطبق على القوى المؤيدة لإيران فإن المقاومة الفلسطينية تحاول النأى بنفسها عن ذلك.
ولذلك كان طبيعيا أن تنفى حركة حماس بسرعة هذه التصريحات وتقول فى بيانها: «أكدنا مرارا وتكرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى وفى مقدمتها الأخطار التى تهدد المسجد الأقصى، وإن كل أعمال المقاومة تأتى ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدسنا.
طبعا الحرس الثورى حاول أن يتراجع جزئيا ويعدل فى تصريحات رمضان شريف لاحقا، لكن الرصاصة كانت قد انطلقت وأصابت أهدافا كثيرة بالنيران الصديقة!!
الإسرائيليون وكل أنصارهم سارعوا بتلقف هذه التصريحات ولسان حالهم يقول للعالم أجمع: «ألم نقل لكم».
من تابع مجريات العدوان سوف يكتشف أن إيران وأنصارها فى المنطقة لم يدخلوا الحرب بقوة لنصرة وإنقاذ حماس، وأحد أسباب ذلك أنهم لم يعلموا بالعملية ولم يعطوها الضوء الأخضر، ولذلك فإن مستوى دعمهم كان قليلا جدا، ولم تنفذ طهران ما وعدت به مرارا من تطبيق نظرية «وحدة الساحات» وبعض أنصار المقاومة الفلسطينية يقولون إن طهران تركتهم يواجهون بمفردهم آلة البطش الإسرائيلية المدعومة أمريكيا.
فى كل الأحوال ورغم التراجع الإيرانى فإن طهران بتصريح رمضان شريف وجهت أكبر ضربة للمقاومة الفلسطينية ومنحت إسرائيل خدمة مجانية لا تقدر بثمن.
وكما يقول بعض المراقبين، حتى لو كانت إيران قد شاركت بصورة أو بأخرى فى عملية «طوفان الأقصى» فإن الحكمة والحصافة السياسية، كانت تقتضى بألا تعلن ذلك، فما البال وهى لم تشارك أو حتى تعلم بموعد العملية كما تقول المقاومة الفلسطينية؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon