توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان شريف.. والخطأ الإيراني القاتل

  مصر اليوم -

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل

بقلم - عماد الدين حسين

المتحدث باسم الحرس الثورى الإيرانى، رمضان شريف، ارتكب خطأ سياسيا فادحا يوم الأربعاء الماضى، حينما زعم أن عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى ٧ أكتوبر الماضى ضد الاحتلال الإسرائيلى ومستوطناته كانت جزءا من الرد الإيرانى على اغتيال مهندس العمليات الخارجية الإيرانية والقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثورى قاسم سليمانى الذى قتل بضربة جوية أمريكية لدى خروجه من مطار بغداد فى يناير ٢٠٢٠، وقتل معه أبو مهدى المهندس قائد الحشد الشعبى العراقى.
شريف كان يعلق فى الأساس على مقتل رضى موسوى مسئول الإمدادات فى قوات الحرس الثورى الإيرانى الموجود فى سوريا بضربة إسرائيلية قبل أيام، بقوله أن «طوفان الأقصى» كانت إحدى العمليات الانتقامية التى نفذها محور المقاومة.
هو خطأ سياسى لا يغتفر لهذا المسئول وللحرس الثورى الذى يمثله وللدولة الإيرانية بأكملها. وقد يسأل سائل ولماذا هو خطأ فادح؟
والإجابة هى مجموعة من الأسباب المتنوعة.
الأول هو أن إسرائيل تحاول منذ يوم ٧ أكتوبر إفهام العالم أجمع، خصوصا الولايات المتحدة، أن العملية هى بقرار وتخطيط وتصميم وتسليح وتمويل إيرانى، والهدف شيطنة إيران وأنها محور وأساس الشر فى المنطقة، بل إن الولايات المتحدة فى بداية العدوان الإسرائيلى قالت أكثر من مرة أن إيران لا دخل لها بالعملية، وفى ٧ أكتوبر الماضى قال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الامريكى: «لم نر حتى الآن دليلا على أن إيران وراء الهجوم». وربما يكون الهدف من هذا النفى أن واشنطن لا تريد للصراع أن يتوسع ويكون المستفيد الرئيسى منه الصين وروسيا.
تقرير الوول ستريت أفاد بأن ضباطا فى الحرس الثورى الإيرانى شاركوا فى التخطيط والتدريب لمنفذى طوفان الأقصى.
السبب الثانى أن المسئول الإيرانى لم يدرك بتصريحه المتهور أنه يكذب أولا كل كبار المسئولين فى بلاده والمعروف أن المرشد على خامئنى نفى دور بلاده رسميا فى ١٠ أكتوبر الماضى، كما نفت الخارجية الإيرانية ذلك ردا على اتهام ورد فى تقرير موسع فى صحيفة «وول ستريت جورنا» خلاصته: ونعلم أن زعيم حزب الله اللبنانى حسن نصر الله أكثر كرر هذا النفى أكثر من مرة.
السبب الثالث والأكثر أهمية أن رمضان شريف لم يدرك أنه بهذا التصريح المتهور قد سلب المقاومة الفلسطينية أهم قيمة لديها، وهى أنها تقاوم من أجل إنهاء الاحتلال والحصار الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧.
كلام رمضان شريف يقول بوضوح إن المقاومة الفلسطينية سواء كانت حماس أو الجهاد الإسلامى، أو كل القوى المؤيدة لإيران فى المنطقة هى مجرد أدوات وأذرع للدولة الإيرانية تحركها متى وكيف شاءت، بهدف تحقيق الأهداف السياسية الإيرانية، وليس من أجل الأهداف التى ترفعها هذه القوى وإذا كان هذا الأمر ينطبق على القوى المؤيدة لإيران فإن المقاومة الفلسطينية تحاول النأى بنفسها عن ذلك.
ولذلك كان طبيعيا أن تنفى حركة حماس بسرعة هذه التصريحات وتقول فى بيانها: «أكدنا مرارا وتكرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى وفى مقدمتها الأخطار التى تهدد المسجد الأقصى، وإن كل أعمال المقاومة تأتى ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدسنا.
طبعا الحرس الثورى حاول أن يتراجع جزئيا ويعدل فى تصريحات رمضان شريف لاحقا، لكن الرصاصة كانت قد انطلقت وأصابت أهدافا كثيرة بالنيران الصديقة!!
الإسرائيليون وكل أنصارهم سارعوا بتلقف هذه التصريحات ولسان حالهم يقول للعالم أجمع: «ألم نقل لكم».
من تابع مجريات العدوان سوف يكتشف أن إيران وأنصارها فى المنطقة لم يدخلوا الحرب بقوة لنصرة وإنقاذ حماس، وأحد أسباب ذلك أنهم لم يعلموا بالعملية ولم يعطوها الضوء الأخضر، ولذلك فإن مستوى دعمهم كان قليلا جدا، ولم تنفذ طهران ما وعدت به مرارا من تطبيق نظرية «وحدة الساحات» وبعض أنصار المقاومة الفلسطينية يقولون إن طهران تركتهم يواجهون بمفردهم آلة البطش الإسرائيلية المدعومة أمريكيا.
فى كل الأحوال ورغم التراجع الإيرانى فإن طهران بتصريح رمضان شريف وجهت أكبر ضربة للمقاومة الفلسطينية ومنحت إسرائيل خدمة مجانية لا تقدر بثمن.
وكما يقول بعض المراقبين، حتى لو كانت إيران قد شاركت بصورة أو بأخرى فى عملية «طوفان الأقصى» فإن الحكمة والحصافة السياسية، كانت تقتضى بألا تعلن ذلك، فما البال وهى لم تشارك أو حتى تعلم بموعد العملية كما تقول المقاومة الفلسطينية؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon