توقيت القاهرة المحلي 11:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الطريق إلى «سدس الأمراء»

  مصر اليوم -

في الطريق إلى «سدس الأمراء»

بقلم - عماد الدين حسين

فى الثامنة من صباح السبت الماضى الموافق ١٦ سبتمبر تحركت من وسط البلد بالقاهرة، ومعى زميلة نائبة فى البرلمان فى طريقى إلى قرية «سدس الأمراء»، مركز ببا بمحافظة بنى سويف، لحضور افتتاح وتفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لبعض مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى قرى ببا.
قبلها بساعات، أى مساء الجمعة، سألت محمد سعد عبدالحفيظ مدير تحرير «الشروق» عن أفضل طريق للوصول إلى القرية، باعتباره ابن قرية الدوالطة فى بنى سويف.
هو نصحنى بأن أسير فى الطريق الصحراوى الغربى، وأسلك طريق "دمو" الرابط بين بني سويف والفيوم، وعندما تجاوزنا «قصر الباسل» بالفيوم أشار لنا الـ GPS بأن ندخل عبر طريق مركز سمسطا. وبدلا من أن ندخل «الدخلة الصحيحة» على الطريق المرصوف المؤدى إلى بنى سويف، أى الواصل ما بين الطريق الصحراوى الغربى والطريق الزراعى، سلكنا بالخطأ طريقا زراعيا بين قرى مركزى سمسطا وببا.
مررنا على قرى تحمل أسماء ربما يعود بعضها للعصر الفرعونى، وعرفت من بعض الزملاء أن هناك قرى تحمل أسماء دشاشة ودشطوط والشنطور وسربو، أما قرى ببا فتحمل أسماء مثل الضباعنة والبرانقة وصفط راشين وطحا البيشه وطنسا بنى مالو وطرشوب وقمبش الحمراء ونزلة الشريف وهربشنت وهلية، وهناك قرى كثيرة تحمل اسم بنى كذا، مثل بنى عقبة وبنى عوض وبنى قاسم وبنى ماضى وبنى محمد وبنى هاشم، وقرى تبدأ بكلمة منشأة أو نزلة.
الطريق الزراعى الواصل ما بين سمسطا وسدس الأمراء يشبه غالبية الطرق الزراعية بين قرانا. طريق ضيق إلى حد ما تسير عليه السيارات الملاكى وربع النقل التى تحمل البضائع والبشر والجرارات والمواشى، إضافة إلى المزارعين.
وبدلا من أن نصل فى حوالى نصف ساعة إلى قرية سدس الأمراء فإننا استغرقنا حوالى ساعة ونصف تقريبا، لكن من ناحية أخرى كانت مناسبة طيبة لكى أتذكر الطرق المؤدية والمحيطة بقريتى التمساحية بمركز القوصية فى أسيوط، ومن الواضح أنها جميعا متشابهة إلى حد كبير، حتى شوارع المدن فقد صارت متشابهة، ويكاد يكون القاسم المشترك بينها هو انتشار التكاتك بصورة رهيبة تستدعى التفكير فى طريقة لترشيد هذه الظاهرة الجهنمية، باعتبار أن القضاء عليها تماما صار ضربا من الخيال.
دخلنا قرية سدس الأمراء من الطرق الزراعية، وليس من طريق ترعة الإبراهيمية، والملاحظة الأساسية أن القرية شهدت نهضة ملحوظة بسبب مبادرة حياة كريمة لدرجة تكاد تظن أنها مدينة وليست قرية.
أعرف طبيعة غالبية القرى المصرية التى تتشابه فى بيوتها المبنية بالطوب اللبن فى المنطقة القديمة منها، وطرقها الترابية، وبيوتها الحديثة على الأطراف خصوصا للمواطنين الذين سافروا للخارج، وعادوا ليبنوا بيوتهم على الأرض الزراعية سواء تلك التى دخلت كردون المبانى بصورة قانونية أو التى بنيت بالمخالفة للقانون.
لكن الوضع فى سدس الأمراء كان مختلفا، هناك شوارع واسعة، وبيوت معظمها حديثة إلى حد كبير، ومؤسسات حكومية على أحدث مستوى مثل المركز التكنولوجى والمجلس المحلى والمستشفى ونقطة الشرطة والمدارس الواسعة، ومثال ذلك أن المدرسة التى احتضنت الاحتفال يوم السبت الماضى كان بها ملاعب وأماكن للأنشطة، وهى أشياء لم تعد موجودة فى معظم المدارس الحديثة.
لو أن كل القرى استفادت من مبادرة حياة كريمة مثل سدس الأمراء، فسوف تشهد مصر نهضة حقيقية فى قراها خلال سنوات محدودة.

ونعلم أن الأزمة الاقتصادية قد أدت ضمن أشياء كثيرة إلى بطء العمل فى هذا المشروع المهم، وكل الأمل أن تعود وتيرة العمل لسابق عهدها.
انتهى الاحتفال ووقفنا مجموعة من الصحفيين لنتحدث لقناة «إكسترا نيوز»، وهناك قابلنا العديد من أهالى القرية صغارا وكبارا.
كبار السن ما يزالون يحرصون على ارتداء الزى المصرى وهو الجلباب الأصيل والتقليدى، فى حين أن معظم الشباب يرتدون البنطلون والقميص أو التيشيرت أو الملابس الرياضية.
غالبية الحضور كانوا سعداء بزيارة الرئيس، وبعضهم جاء على أمل أن يقابل أى مسئول ليعرض عليه شكواه الخاصة من أول دخول ابنه للمدرسة فوق الكثافة، نهاية بالحصول على فرصة عمل. جميعهم يشبهون أهالينا الطيبين فى الصعيد ومنتهى أملهم يتمثل فى الحياة الكريمة والستر.
الزيارة كات مهمة وخلالها استفاد مصريون كثيرون من القرارات الجماهيرية التى أعلنها الرئيس بزيادة الحد الأدنى للأجور وعلاوة غلاء المعيشة ورفع حد الإعفاء الضريبى وزيادة معاش تكافل وكرامة، والأهم أن الرئيس قدم واجب العزاء لأهالى ضحايا إعصار درنة الليبية خصوصا من قرية نزلة الشريف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إلى «سدس الأمراء» في الطريق إلى «سدس الأمراء»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon