توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكلام فى العموميات.. ومتى ندخل فى صلب الموضوعات؟!

  مصر اليوم -

الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات

بقلم - عماد الدين حسين

مرة أخرى أتحدث عن أشخاص يفترض أنهم سياسيون وخبراء بل ونخبة.
وبداية لا أعمم، بل أتحدث عن البعض، والذى جعلنى أعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى هو ما قاله ضياء رشوان منسق عام الحوار الوطنى فى الجلسة المهمة التى عقدها الحوار الوطنى لقضية «التضخم وغلاء الأسعار» فى الشهر الماضى.
رشوان وهو رئيس هيئة الاستعلامات وخبير وباحث مرموق فى مجالات كثيرة، قال مخاطبا القاعة وحضورها وبلهجة حادة حاسمة: «سأتكلم بصراحة، لو كنت أتابع هذا الحوار أمام الشاشة، لأصبت بإحباط كبير، كمواطن لم أجد حلا، ولو كنت مكان القيادة لأصبت بإحباط أيضا، لأن صانع القرار ينتظر توصيات محددة، وليس كلاما فى العموميات. علينا أن نتكلم كلاما محددا فى موضوعات محددة، هذه جلسة طال انتظارها، وعملنا جلسات كثيرة متخصصة فى موضوعات متعددة، وللأسف يغلب على بعضها الكلام المكرر فى نفس الجلسات، رغم أن العلم والدول تتقدم بمبدأ تقسيم العمل والتخصص».
يومها أيضا وجه ضياء رشوان انتقادا مهذبا لأحد المتحدثين وهو يفترض أنه خبير فى مجاله الاقتصادى، لأنه طرح فى كلمته فكرة تحصيل جزء من الزكاة والصدقات من المقتدرين وتوجهيها للفقراء. رشوان قال له.. «الدول لا تسير ولا تتقدم بالصدقات والزكاة ولا بمناشدة رجال الدين أن يطلبوا من المقتدرين مساعدة الفقراء. المواطن له حق على الدولة والمجتمع وليس مستحقا للزكاة. أرجو أن نرفق بالمواطن ولا نشحت عليه، بل نبحث له عن حلول».
يومها أيضا انتقد الخبير الاقتصادى المعروف عبدالفتاح الجبالى وهو مساعد مقرر المحور الاقتصادى بعض المتحدثين الذين يكررون القول فى مداخلاتهم: «أن الأسعار هترتفع هترتفع فى كل الأحوال». الجبالى قال «إن دورنا أن نبحث عن حلول للمواطن، والشارع يعول علينا كثيرا، ولابد من أجندة محددة تطرح أفكارا محددة عن كيف نتحكم فى الأسعار، وهل المؤسسات الحاكمة فى الأسواق تؤدى دورها على أكمل وجه، وما الذى يمنع جهاز منع الممارسات الاحتكارية وجهاز حماية المستهلك وغيرهما من الأجهزة ذات الصلة من أداء دورها، وتفعيل هذا الدور لنهدئ من ارتفاع الأسعار، وما هى فائدة هذه الجلسة إذا لم تساعد فى تقديم الحلول؟.
نحتاج إلى إطار محدد خصوصا أن التضخم هو العدو الرئيسى للفقراء وأصحاب الأجور الثابتة».
كل ما سبق هو ما قاله ضياء رشوان وعبدالفتاح الجبالى. يومها كنت حاضرا هذه الجلسة شديدة الأهمية، واتفقت تماما مع كل ما قالاه، خصوصا أننى طرحت نفس الفكرة فى بداية الحوار الوطنى حينما لاحظت أن بعض المتحدثين جاءوا للحوار، وهم لم يحضروا جيدا، ولم يذاكروا أو يراجعوا أو يتعبوا أنفسهم قليلا ليقرأوا الملف والموضوع جيدا، حتى يقدموا أفكارا ورؤى وحلولا محددة للقضية محل المناقشة.
للأسف الشديد هذه سمة صارت متكررة فى العديد من الموضوعات والمناقشات والجلسات والندوات ونلمسها بوضوح فى البرامج الحوارية؛ حيث نلحظ أن غالبية المتحدثين يفصلون ويبدعون فى تشخيص القضايا والمشاكل والأزمات، وهو أمر رغم أهميته، لكنه جزء من بداية الحل وليس الحل؛ لأن الاكتفاء به لا يحل المشكلة، بل يتركها معلقة فى الهواء.
فى جلسة التضخم وغلاء الأسعار فإن غالبية من استمعت إليهم تحدثوا بإسهاب عن خطورة قضية ارتفاع الأسعار، وهو أمر متفق عليه، ولولا أنها قضية مهمة ما خصص لها الحوار الوطنى جلسة محددة، وأظن أن كل مصر تريد أن تسمع عنها حلولا محددة.
المتحدثون أسهبوا فى وصف معاناة العديد من المصريين الذين ضربتهم أزمة ارتفاع الأسعار، ومرة أخرى كل منا يملك عشرات وربما مئات القصص والحكايات المحددة عن أقارب وأصدقاء ومعارف تأثروا بشدة من جراء الأزمة. لكن مجلس أمناء الحوار الوطنى كان واضحا منذ بدايات جلساته الأولى التنظيمية واختيار الموضوعات، حينما أكد على أهمية أن تكون هناك أفكار وآراء وحلول قابلة للتنفيذ، وليست مجرد كلام فى الهواء لإبراء الذمة، يعتقد صاحبه أنه إذا قاله فقد أدى مهمته على أكمل وجه، ويعود إلى بيته لينام قرير العين!!.
نحتاج جميعا أن نركز على الحلول العملية، وليس التشخيص والكلام المجرد الذى لن يقدم ولن يؤخر فى قضايانا ومشاكلنا، إذا أردنا فعلا أن نخرج منها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon