توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيسى.. واستمرار الحوار الوطنى

  مصر اليوم -

السيسى واستمرار الحوار الوطنى

بقلم - عماد الدين حسين

الحوار الوطنى قد يستمر بصور وصيغ جديدة حتى بعد أن ينهى المرحلة الأولى من القضايا المعروضة عليه، ويرفع التوصيات إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ما سبق ليس معلومة مؤكدة ولكنه تخمين خصوصا بعد تصريحات الرئيس السيسى ظهر يوم السبت الماضى فى قرية سدس الأمراء بمركز ببا محافظة بنى سويف.
الرئيس قال يومها إنه يؤمن إيمانا صادقا بحيوية المجتمع المصرى بجميع مكوناته وبقدرات المصريين على إيجاد مساحات مشتركة تجمعهم وهو ما دفعه للدعوة إلى الحوار.
الرئيس يومها قال أيضا إن الحزمة الأولى من مخرجات الحوار الوطنى مشجعة على الاستمرار فيه، وإن استجابته كانت فورية ووجّه الحكومة بدراسة التوصيات ووضع آليات تنفيذها والبدء فى تفعيل هذه الآليات.
من المعلوم أن الرئيس السيسى هو من دعا للحوار الوطنى فى ٢٦ أبريل ٢٠٢٢، وهو الذى تعهد أكثر من مرة بدعم هذا الحوار وتنفيذ توصياته ومخرجاته، وهو الذى استجاب أكثر من مرة لمناشدات ونداءات مجلس أمناء الحوار بالإفراج عن محبوسى الرأى، أو استمرار الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات.
وأظن أنه لولا هذا الدعم الكامل من الرئيس السيسى لكان الحوار قد تعرض لضربات قوية، وربما انتهى مبكرا.
ليس خافيا على أحد أن هناك قوى مختلفة تحاول إجهاض الحوار ولا تتمنى نجاحه، خصوصا جماعة الإخوان، لأن نجاحه ووصول أطرافه إلى قدر من التوافق السياسى، سيفسد خطتها فى تأجيج المزاج العام واستغلال المشاكل المختلفة لتحريض الناس على الفوضى والعنف والتمرد.
كما أن هناك قوى ومؤسسات فى مصر لا تستريح للحوار ظنا أنه قد يعيد إنتاج الحالة والظروف التى أدت إلى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. وقد تناقشت كثيرا مع بعض أصحاب وجهة النظر هذه، ومعظمهم ذوو نوايا حسنة ويخشون عودة الفوضى والانفلات الذى ساد فى مصر من يناير ٢٠١١ حتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
ثم إن هناك قوى ثالثة ترى أن الحوار الوطنى كان بطيئا جدا فى مستوى أدائه، وهؤلاء لا يدركون حجم الصعوبات والتحديات التى واجهت الحوار منذ انطلاقه وحتى هذه اللحظة.
وبرغم كل ما سبق فأظن أن الحوار الوطنى نجح فى قطع شوط كبير من مهمته، وأدى إلى وجود حالة مختلفة فى المشهد السياسى المصرى لم تكن موجودة منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى ٢٦ أبريل ٢٠٢٢.
هذه الحالة هى التى جعلت غالبية القوى السياسية تجلس معا فى غرفة واحدة وتتجادل وتتناقش وتتفق وتختلف وتصل إلى تفاهمات للعديد من القضايا والمشاكل.
وأظن أنه لولا هذا الحوار لكان الشارع المصرى قد شهد العديد من الانفلاتات والسخونة والاضطراب خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التى نعانى منها منذ وباء كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية ومشكلة التضخم التى ضربت العالم كله، لكن أثرها كان واضحا جدا فى مصر، حتى أكثر من أوكرانيا وروسيا، بسبب اعتمادنا بالأساس على الأموال الساخنة كمورد رئيسى للعملات الصعبة.
هل معنى كلامى السابق أن كل المشاكل قد انتهت بسبب الحوار الوطنى؟
الإجابة هى قطعا لا، فالأزمة الاقتصادية ما تزال خانقة وتضغط على الجميع، والمجال العام لم ينفتح كما يتمنى كثيرون والتحديات والمشاكل كثيرة جدا.
لكن ما أقصده أن الحوار الوطنى جعل هناك إمكانية للتناقش حول كل القضايا. وأوجد جسرا مهما بين الدولة والقوى السياسية المختلفة خصوصا المعارضة، وهو ما قاد إلى العديد من النتائج أهمها إمكانية الوصول إلى مساحات مشتركة من التفاهم، وفصل المعارضة الوطنية عن القوى الظلامية.
السؤال الذى سيطرح نفسه بعد نهاية المرحلة الأولى من الحوار ورفع كامل التوصيات إلى الرئيس هو: كيف يمكن أن نضمن استمرار الحوار بصورة مؤسسية وفاعلة لكى يكون الأداة التى تتولى مهمة إطفاء الحرائق الكثيرة المشتعلة فى أكثر من قطاع؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسى واستمرار الحوار الوطنى السيسى واستمرار الحوار الوطنى



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon