توقيت القاهرة المحلي 15:34:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

  مصر اليوم -

إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون

بقلم - عماد الدين حسين

 إذا صح أن مجمل ما حدث ويحدث بين إسرائيل وإيران هو مسرحية، فمن هم أطراف هذه المسرحية، والسؤال الأهم الذى يفترض أن يشغلنا هو: ما هو دور العرب فى هذه المسرحية؟! فى تفسير الذين يتبنون هذا الرأى أن الصدام بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع الماضية كان مجرد مسرحية شارك فيها البلدان، وتولت الولايات المتحدة عملية الإخراج، يقولون إن المسرحية لم تكن محبوكة والأداء ضعيف والنص مهترئ ومكشوف، والإخراج شديد البدائية.

ما سبق هو وجهة نظر لا يمكن إغفالها وقد انتشرت بصورة كبيرة فى عواصم عربية متعددة، ولاقت رواجا فى العديد من وسائل الإعلام العربية الكبرى بل وبعض وسائل الإعلام العالمية وتناولها كتابا كثيرين مشهودا لهم بالكفاءة والموضوعية مثل سيمور هيرش، بل إن نظرية أنها مسرحية انتشرت فى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية. إذا صح ما سبق بأن ما حدث كان مسرحية، فللأسف فإن غالبية العرب كان يراد لهم أن يلعبوا دور المتفرجين وربما ما هو أسوأ من هذا الدور لأنهم دفعوا الثمن الأكبر طوال هذه المسرحية أو الميلودراما أو ربما الكوميديا السوداء. ظنى الشخصى أن ما حدث ليس مسرحية بالصورة التى يتخيلها بعضنا، بل فصل فى صراع طويل يريد كل طرف أن يحقق فيه أهدافه الكبرى.

إسرائيل تريد تصفية القضية الفلسطينية بصورة كاملة على حساب مصر والأردن أو أى أطراف أخرى وبعدها تصبح القوة الإقليمية المهيمنة ودولة كل اليهود.

والفلسطينيون يريدون إقامة دولتهم المستقلة، لكن الظروف الدولية كلها ضدهم.

وإيران تريد أن تتحول قوة إقليمية مهيمنة أيضا لتحقيق مصالحها القومية مستغلة الغطاء الدينى. ومصر ومعها بعض الدول العربية تريد إفشال المخطط الإسرائيلى بإقامة الدولة الإسرائيلية وعاصمتها القدس، حتى ينتهى استثمار تلك القضية من قبل أطراف مختلفة، وأمريكا حائرة ما بين نصرة إسرائيل ظالمة أو مظلومة، وبين الخوف على مصالحها العليا فى المنطقة، والتى يمكن أن تتصادم أحيانا مع الأهداف الإسرائيلية خصوصا الصدام مع إيران فى هذا الوقت.

ليس خافيا أن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية منذ سنوات، وليس خافيا أن القوى العربية القريبة من إيران تدعم الفلسطينيين، وليس خافيا أن إسرائيل تريد تفجير الصراع ليصبح مع إيران، وليس فقط مع الفلسطينيين، حتى تستميل أمريكا والغرب للقضاء على التهديد الإيرانى خصوصا البرنامج النووى، وهو الهدف الذى يسعى إليه نتنياهو منذ سنوات طويلة، خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووى بين إيران والغرب «٦+١» خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما. وإذا صح أن ما حدث مسرحية فقد كان هناك ٣ مشاهد شديدة الإيحاء والتأثير.

المشهد الأول فى الأول من أبريل حينما أقلعت مقاتلات إسرائيلية من بئر السبع وقصفت القنصلية الإيرانية فى دمشق يوم الأول من أبريل، من دون أن تتمكن الدفاعات الجوية السورية من التصدى لها. المشهد الثانى يوم ١٤ أبريل حينما أقلعت مسيرات وصواريخ إيرانية من بلادها باتجاه إسرائيل، واخترقت السماوات العربية فوق العراق والأردن وسوريا وهاجمت القواعد الإسرائيلية الجوية فى بئر سبع.

المشهد الثالث كان فجر يوم الجمعة الماضى ١٩ أبريل حينما انطلقت مقاتلات ومسيرات إسرائيلية فوق السماوات العربية وهاجمت أهدافا عسكرية فى مدينة أصفهان الإيرانية، حيث تقع المنشآت النووية الإيرانية.

هذه المشاهد الثلاثة استغرقت 3 أسابيع تقريبا، وخلالها كانت الجماهير العربية تشاهد أجساما وأهدافا فى السماوات العليا، من دون أن تدرى عنها شيئا، وغالبية وسائل الدفاع الجوى العربية لم تكن قادرة على التعامل معها.

والنتيجة أن غالبية العرب تحولوا إلى متفرجين فى هذا الصراع الإسرائيلى الإيرانى أو هذه المسرحية حسب وصف البعض.

مصر تبذل جهدا كبيرا لمواجهة المخطط الإسرائيلى لتصفية القضية وأعلنت أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر، وتقدم المساعدات وتتواصل مع الدول الكبرى لوقف العدوان.

لكن للأسف العرب مفككون ومنقسمون والتأثير الأمريكى شديد الوطء.

الخلاصة أنه إذا كان ما حدث مسرحية، وربما يكون الأمر كذلك، فعلينا كعرب أن نبذل كل الجهد حتى لا يصبح دورنا مجرد متفرجين وربما الطرف المطلوب منه أن يقدم كل التضحيات، لضبط الأمن فى غزة والمساهمة فى إعادة الإعمار وحراسة حدود إسرائيل بعد أن عجزت هى عن حماية نفسها!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون



GMT 15:34 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

رسائل في جيب الملك

GMT 08:09 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

بديع المقرئين

GMT 08:07 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

كيف تميزت السعودية سياسياً؟

GMT 08:05 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 08:03 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

أوروبا والألسنة الحداد

GMT 08:00 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 07:49 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مصادر الطاقة والأمن القومي البريطاني

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon