توقيت القاهرة المحلي 08:53:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

  مصر اليوم -

إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون

بقلم - عماد الدين حسين

 إذا صح أن مجمل ما حدث ويحدث بين إسرائيل وإيران هو مسرحية، فمن هم أطراف هذه المسرحية، والسؤال الأهم الذى يفترض أن يشغلنا هو: ما هو دور العرب فى هذه المسرحية؟! فى تفسير الذين يتبنون هذا الرأى أن الصدام بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع الماضية كان مجرد مسرحية شارك فيها البلدان، وتولت الولايات المتحدة عملية الإخراج، يقولون إن المسرحية لم تكن محبوكة والأداء ضعيف والنص مهترئ ومكشوف، والإخراج شديد البدائية.

ما سبق هو وجهة نظر لا يمكن إغفالها وقد انتشرت بصورة كبيرة فى عواصم عربية متعددة، ولاقت رواجا فى العديد من وسائل الإعلام العربية الكبرى بل وبعض وسائل الإعلام العالمية وتناولها كتابا كثيرين مشهودا لهم بالكفاءة والموضوعية مثل سيمور هيرش، بل إن نظرية أنها مسرحية انتشرت فى بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية. إذا صح ما سبق بأن ما حدث كان مسرحية، فللأسف فإن غالبية العرب كان يراد لهم أن يلعبوا دور المتفرجين وربما ما هو أسوأ من هذا الدور لأنهم دفعوا الثمن الأكبر طوال هذه المسرحية أو الميلودراما أو ربما الكوميديا السوداء. ظنى الشخصى أن ما حدث ليس مسرحية بالصورة التى يتخيلها بعضنا، بل فصل فى صراع طويل يريد كل طرف أن يحقق فيه أهدافه الكبرى.

إسرائيل تريد تصفية القضية الفلسطينية بصورة كاملة على حساب مصر والأردن أو أى أطراف أخرى وبعدها تصبح القوة الإقليمية المهيمنة ودولة كل اليهود.

والفلسطينيون يريدون إقامة دولتهم المستقلة، لكن الظروف الدولية كلها ضدهم.

وإيران تريد أن تتحول قوة إقليمية مهيمنة أيضا لتحقيق مصالحها القومية مستغلة الغطاء الدينى. ومصر ومعها بعض الدول العربية تريد إفشال المخطط الإسرائيلى بإقامة الدولة الإسرائيلية وعاصمتها القدس، حتى ينتهى استثمار تلك القضية من قبل أطراف مختلفة، وأمريكا حائرة ما بين نصرة إسرائيل ظالمة أو مظلومة، وبين الخوف على مصالحها العليا فى المنطقة، والتى يمكن أن تتصادم أحيانا مع الأهداف الإسرائيلية خصوصا الصدام مع إيران فى هذا الوقت.

ليس خافيا أن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية منذ سنوات، وليس خافيا أن القوى العربية القريبة من إيران تدعم الفلسطينيين، وليس خافيا أن إسرائيل تريد تفجير الصراع ليصبح مع إيران، وليس فقط مع الفلسطينيين، حتى تستميل أمريكا والغرب للقضاء على التهديد الإيرانى خصوصا البرنامج النووى، وهو الهدف الذى يسعى إليه نتنياهو منذ سنوات طويلة، خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووى بين إيران والغرب «٦+١» خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما. وإذا صح أن ما حدث مسرحية فقد كان هناك ٣ مشاهد شديدة الإيحاء والتأثير.

المشهد الأول فى الأول من أبريل حينما أقلعت مقاتلات إسرائيلية من بئر السبع وقصفت القنصلية الإيرانية فى دمشق يوم الأول من أبريل، من دون أن تتمكن الدفاعات الجوية السورية من التصدى لها. المشهد الثانى يوم ١٤ أبريل حينما أقلعت مسيرات وصواريخ إيرانية من بلادها باتجاه إسرائيل، واخترقت السماوات العربية فوق العراق والأردن وسوريا وهاجمت القواعد الإسرائيلية الجوية فى بئر سبع.

المشهد الثالث كان فجر يوم الجمعة الماضى ١٩ أبريل حينما انطلقت مقاتلات ومسيرات إسرائيلية فوق السماوات العربية وهاجمت أهدافا عسكرية فى مدينة أصفهان الإيرانية، حيث تقع المنشآت النووية الإيرانية.

هذه المشاهد الثلاثة استغرقت 3 أسابيع تقريبا، وخلالها كانت الجماهير العربية تشاهد أجساما وأهدافا فى السماوات العليا، من دون أن تدرى عنها شيئا، وغالبية وسائل الدفاع الجوى العربية لم تكن قادرة على التعامل معها.

والنتيجة أن غالبية العرب تحولوا إلى متفرجين فى هذا الصراع الإسرائيلى الإيرانى أو هذه المسرحية حسب وصف البعض.

مصر تبذل جهدا كبيرا لمواجهة المخطط الإسرائيلى لتصفية القضية وأعلنت أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر، وتقدم المساعدات وتتواصل مع الدول الكبرى لوقف العدوان.

لكن للأسف العرب مفككون ومنقسمون والتأثير الأمريكى شديد الوطء.

الخلاصة أنه إذا كان ما حدث مسرحية، وربما يكون الأمر كذلك، فعلينا كعرب أن نبذل كل الجهد حتى لا يصبح دورنا مجرد متفرجين وربما الطرف المطلوب منه أن يقدم كل التضحيات، لضبط الأمن فى غزة والمساهمة فى إعادة الإعمار وحراسة حدود إسرائيل بعد أن عجزت هى عن حماية نفسها!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون إيران وإسرائيل والمسرحية والمتفرجون



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon