توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

  مصر اليوم -

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم الخميس تنعقد القمة العربية رقم ٣٣ فى المنامة عاصمة البحرين.

آمال كثير من المواطنين العرب البسطاء تتمنى وتتطلع إلى أن تحدث هذه القمة اختراقا فى المشهد العربى شديد القتامة، فهل يتحقق ذلك على أرض الواقع، أم نكون بصدد بيان ختامى يكرر معظم توصيات وقرارات القمم السابقة؟!!

تنعقد قمة المنامة اليوم وحال العرب لا يسر حبيبا، لكنه يسر كل الأعداء. ويكفى إلقاء نظرة سريعة على المشهد العام العربى لندرك الواقع الصعب.

التوقيت شديد الحساسية بالنسبة لهذه القمة. وأظن أنها قمة غير محظوظة - ما لم تحدث معجزة - لأنها تنعقد وسط أسوأ عدوان تشنه إسرائيل على الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى.

لو أن إسرائيل استجابت لصوت العقل ووافقت على الهدنة التى اقترحتها مصر وقطر، وصادقت عليها الولايات المتحدة قبل حوالى أسبوعين، لانعقدت القمة وسط حالة من التفاؤل يرفع عنها حالة الحرج الشديد، فى وقت ينتظر العرب من القمة أن تتخذ موقفا شديد الصرامة يبعث برسالة قوية إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وكل من يساند إسرائيل فى عدوانها.

وإضافة إلى البلطجة والعربدة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا هناك مشاكل وأزمات وتحديات لا حصر لها.

هناك الحرب العبثية فى السودان والصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ ١٥ أبريل من العام الماضى والتى أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف وتشريد الملايين ما بين نازح داخل البلاد ولاجئ وهائم على وجهه خارج البلاد. هى حرب عبثية بكل المقاييس أعادت السودان عشرات السنوات إلى الوراء ولا أمل قريبا لحل المشكلة.

وهناك أيضا الصراع والانقسام فى ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافى أواخر عام ٢٠١١. حكومتان منقسمتان ما بين طرابلس وبنى غازى، وميليشيات مسلحة ومرتزقة وتدخلات أجنبية صارت لها الكلمة العليا، ومطامع شخصية لغالبية القيادات هناك، ومعظمهم لا يشغلهم تعطيل وتدمير البلاد ما داموا مستمرين فى كراسيهم ومناصبهم.

مصر مستقرة إلى حد كبير، لكن حزام النار المحيط بها من كل جانب والأزمة الاقتصادية والعدوان على غزة يجعلها فى دوامة من المشاكل، ويحد من قدرتها على التقدم للأمام.

تونس ما تزال فى مرحلة انتقالية بعد إقصاء الإخوان من المشهد والأزمات السياسية والاقتصادية.

المغرب والجزائر وموريتانيا تشهد حالة من الاستقرار النسبى لكن النزاع المغربى الجزائرى ما يزال يخيم على المشهد، ورأينا انعكاساته تصل إلى مباريات كرة القدم بين فرق البلدين.

الصومال حاله البائس لم يتغير بفعل الانقسام المستمر منذ عام ١٩٩١ والهجمات الإرهابية، وزاد عليه أن إثيوبيا تمكنت من إقناع إقليم «صومالى لاند» بتأسيس ميناء هناك استغلالا للضغف العربى العام. وجيبوتى حائرة ما بين واجباتها العربية، وعلاقاتها مع إثيوبيا واتفاقاتها الدولية بشأن القواعد العسكرية للدول الكبرى.

لبنان يعانى من شغور رئاسى منذ شهور طويلة والانقسام ما بين حزب الله وبقية القوى السياسية يتعمق كل يوم، وسوريا تعانى آثار الحرب الأهلية الطاحنة، وأن بعض أراضيها ما يزال  تحت الاحتلال الأمريكى أو التركى أو هيمنة الأكراد، ونفوذ روسى وإيرانى بلا حدود. واعتداءات إسرائيلية بصورة متكررة.

العراق ورغم حالة الاستقرار النسبية، إلا أنه يعانى من انقسامات سياسية ومذهبية وعرقية تجعله لا ينطلق بالصورة المأمولة إلى الأمام، ويجد نفسه حائرا فى لحظات كثيرة بين إيران وأمريكا، وبين دوره العربى المأمول.

الأردن كان الله فى عونه، فمكتوب عليه دائما - لأسباب تاريخية - أن يدفع ثمنا كبيرا لكل الأزمات العربية والاقليمية، وزاد عليه المطامع الإسرائيلية فى طرد سكان الضفة الغربية أى الأردن.

دول الخليج تشهد استقرارا نسبيا إلى حد كبير، لكن الصراع فى اليمن ما يزال موجودا، والمخاوف من الهيمنة الإيرانية لم تتراجع وكذلك تأثيرات التكالب والتنافس الامريكى الصينى على المنطقة.

هذه هى طبيعة المشهد العربى عشية انعقاد القمة العربية اليوم.

المتشائمون يقولون إن القمة لن تحقق شيئا لأن الواقع قاتم ومأساوى ،والمتفاءلون يقولون إن مجرد انعقادها وإصدارها للبيان الختامى حتى لو كان لفظيا فقط، فهو أمر جيد مقارنة بالظروف العربية الصعبة..

كل التمنيات الطيبة للقمة العربية بالبحرين بالنجاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣ هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon