توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة

  مصر اليوم -

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك أمل أن يتوقف إلقاء بعض المواطنين للمخلفات والقمامة على الطرق العامة المختلفة، وهل هناك أمل أن تتحول القرارات إلى واقع ملموس، وليس مجرد كلمات وتصريحات؟
أسأل هذا السؤال لأن حال بعض الطرق فى مصر صار مأساويا، والانفلات صار بلا حسيب أو رقيب.
ولكن من الأخبار الجيدة مؤخرا ما وجه به وزير النقل الفريق كامل الوزير رئيس وقيادات الهيئة العامة للطرق والكبارى بتفعيل مأمور الضبط المخول له الضبطية القانونية بالقبض على المخالفين. الذين يلقون المخلفات على الطريق الدائرى، خاصة المسافة التى تم تطويرها وتسليمهم إلى النيابة العسكرية للمحافظة على المظهر الحضارى للطريق وتحقيق الاشتراطات الصحية للسكان.
كنت أتمنى أن يكون هذا التوجيه شاملا لكل الطرق وليس فقط جزءا من الطريق الدائرى لأن فوضى الطرق وصلت إلى حد غير مسبوق، ولا أعتقد أننا يمكن أن نتحمله طويلا.
مبدئيا لا أفهم كيف تنفق الحكومة مئات المليارات من الجنيهات على شبكات الطرق، ثم لا تراقب أو تحاسب المخالفين الذين يدمرون هذه الطرق سواء كانت سيارات النقل أو تلك التى تلقى بالمخلفات؟!!.
وضع الطرق فى مصر شديد البؤس، خصوصا فى القرى والنجوع وعلى مداخل المدن.
فى عيد الأضحى الماضى ذهبت إلى قريتى التمساحية مركز القوصية بأسيوط لقضاء العيد مع أمى وإخوتى، ووقتها شاهدت واقعا صعبا، ما يزال مستمرا حتى هذه اللحظة. على مدخل هذه القرية وقرب قرية المنشأة الصغرى بحيرة كبيرة يطلق عليها الناس هناك «القنطرة»، ويقال إن تماسيح ضخمة كانت تعيش فيها منذ زمن بعيد، ولذلك تم تسمية القرية باسم «التمساحية». المهم الحكومة قررت ردم هذه القنطرة لاستغلالها فى إقامة محطة للصرف الصحى تخدم القرى المحيطة بها أو لأى مشروعات أخرى.
والمنطقى أن يكون الردم باستخدام مخلفات المبانى من طوب وزلط ورمال، لكن الذى يحدث كل يوم أن عربات نقل ضخمة تأتى بالقمامة ويتم إلقاؤها فى المكان، وبعدها يشعلون فيها النيران لإحراقها، والنتيجة ولأن الرياح تتحرك من الشمال للجنوب فإن البيوت القريبة منها تعانى من استنشاق الدخان الملوث طوال الوقت.
الأهالى قدموا كل الشكاوى للجهات المختصة، لكن الظاهرة ما تزال مستمرة من دون تدخل فاعل.
ونفس الطريق الذى يربط مركز القوصية بقرى التمساحية والحرادنة والمنشأة الصغرى ملاصق لترعة صغيرة صارت ممتلئة بالقمامة وعلى أجنابها، وكذلك بالماشية والحمير النافقة خصوصا المنطقة الملاصقة للسلخانة القديمة فى مدخل القوصية.
وهو مشهد أخشى أن الناس اعتادت عليه، بعد أن يأست من أى عمليات إصلاح.
السؤال البسيط والبديهى الذى لا أجد له جوابا: أين هى الجهات المختصة، وهل هى هيئة الطرق أم المحليات ومجلس المدينة أم من؟!
وحتى لا أظلم مركز القوصية فقط، أسارع للقول أن هذه المشاهد المحزنة والمؤسفة موجودة فى العديد من المدن والقرى بكل محافظات الجمهورية، بعد أن أصبحت معظم الأجهزة المسئولة عن متابعة ومراقبة هذا الأمر مغيبة أو متواطئة أو متكاسلة أو مهملة.
والأمر للموضوعية لا يقتصر على المحليات، فالطرق تتعرض لانتهاكات يومية من التكاتك والميكروباصات والنقل السريع، وإدارات المرور لا تفعل دورها كما ينبغى فى أماكن كثيرة، ولذلك لم يعد غريبا أو مدهشا أن ترى «توك توك» يسير عكس الاتجاه على الطريق الدائرى أو فى طرق كثيرة وسط البلد. وهو مشهد يومى أراه بجوار مجلسى الوزراء والنواب ومربع الوزارات فى منطقة لاظوغلى وقصر العينى.
هل من المعقول أن ننفق مليارات الجنيهات ثم نترك مجموعة من البلطجية والمخالفين ولوبى سيارات النقل والتكاتك يدمرون هذه الطرق ويشوهونها، وينشرون الفوضى والبؤس وكل ما هو قبيح فى الشوارع المصرية.
أفيقوا يرحمكم الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة الذين يدمرون الطرق بالمخلفات والقمامة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon