توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة!!

  مصر اليوم -

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام قليلة كتب الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مقالا مهما فى صحيفة النيويورك تايمز عنوانه: «على إسرائيل أن تختار.. رفح أو الرياض».
فريدمان شرح فكرته بقوله إن أمام إسرائيل إما خيار التطبيع مع السعودية، ودمج إسرائيل فى أوسع تحالف دفاعى أمريكى عربى إسرائيلى ضد إيران لم تشهده إسرائيل طوال تاريخها بقيادة الولايات المتحدة، لكن ثمن ذلك معروف وهو التزام حكومة نتنياهو بالعمل على إقامة دولة فلسطينية بسلطة يتم إصلاحها، بما يخلق على الأقل بعض الأمل فى أن الصراع مع الفلسطينيين لن يكون حربا للأبد.
أما البديل الثانى المتاح أمام الإسرائيليين فهو أن تواصل إسرائيل حربها وتنفذ عملية عسكرية فى مدينة رفح وهذا سيؤدى إلى تفاقم عزلة إسرائيل الدولية بل وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن.
يحذر فريدمان إسرائيل من سيطرة عقلية الانتقام وتحولها إلى سياسة لدى قادتها وأنه من الجنون المطلق أن إسرائيل دخلت الآن أكثر من ستة شهور من هذه الحرب وأن القيادة العسكرية والطبقة السياسية بأكملها سمحت لنتنياهو بمواصلة السعى لتحقيق النصر الكامل والانتقام من دون أى خطة خروج أو شريك عربى يصطف للتدخل بمجرد انتهاء الحرب.
يعتقد فريدمان أن استمرار إسرائيل فى قتل المدنيين سيثير غضب العرب الذين كانوا يرغبون فى التطبيع معها ويخلق المزيد من المجندين لتنظيم داعش ويمكن إيران وحلفاءها من إثارة عدم الاستقرار وإبعاد الاستثمارات التى تحتاجها المنطقة.
وإذا دخلت إسرائيل رفح هناك احتمال كبير أن تمنعها أمريكا من استخدام أسلحتها هناك.
والأخطر حسب فريدمان هو عدم وجود زعيم لإسرائيل رئيسى فى الائتلاف الحاكم أو حتى المعارضة يمكنه أن يساعد الإسرائيليين على فهم أهمية أن تكون إسرائيل شريكا فى المنطقة، بديلا لأن تكون منبوذة عالميا.
هذا هو جوهر مقال توماس فريدمان وأراه مهما لأنه يُشخِّص إلى حد كبير الخيارات المطروحة أمام إسرائيل.
والطبيعى أن الجميع فى انتظار معرفة رد إسرائيل على السؤال الذى طرحه فريدمان وأظن أن كثيرين قبله طرحوه.
وسوف أجازف اليوم بمحاولة تقديم إجابة على سؤال فريدمان من واقع متابعة السلوك والسياسات الإسرائيلية ليس فقط منذ بداية عدوانها على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الماضى ولكن منذ زرعها بالمنطقة فى ١٩٤٨.
ظنى الشخصى أنه وما لم تحدث معجزة فإن الواقع يقول إن حكومة نتنياهو ستختار الذهاب إلى رفح بدلا من الرياض، لكنه سيحاول أن يحصل على كل شىء بمعنى اجتياح رفح واستمرار احتلال قطاع غزة، والحصول على التطبيع الكامل ليس فقط مع السعودية ولكن مع كل دول المنطقة، إضافة لمحاولة فرض هيمنته الكاملة على المنطقة بعد إخضاع إيران.
وللموضوعية فإن هذ السلوك ليس قاصرا على نتنياهو، أو حتى المتطرفين، بل يشمل غالبية المجتمع الإسرائيلى وعلينا تذكر أنه عندما ضغطت العديد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى رغما عن إسرائيل، ذهب نتنياهو إلى الكنيست وحصل على تفويض يشبه الإجماع من كل الأطياف برفضه قيام دولة فلسطينية، بما فى ذلك جميع من يصفون أنفسهم بأنهم معتدلون.
نتنياهو وأمثاله نجحوا فى صبغ المجتمع الإسرائيلى بالتطرف. وظنى أن التربة كانت جاهزة وممهدة. فلم نضبط المجتمع الإسرائيلى معتدلا ومؤمنا بحقوق الفلسطينيين فى أى وقت من الأوقات، إذا استثنينا المخدرات اللفظية التى كان يكررها أمثال شيمون بيريز وما يسمى بمعسكر السلام الذى تبخر تماما ولم يعد هناك إلا أصوات قليلة نادرة.
نتنياهو وأى بديل سيأتى بعده سيسعى بكل الطرق والألاعيب إلى إخضاع الفلسطينيين وإجهاض إقامة دولتهم حتى لو كانت منزوعة السلاح، وسيسعى للحصول على التطبيع مع العرب من دون أن يدفع ثمنا لذلك.
علما بأن العرب قدموا كل ما يمكنهم منذ طرح المبادرة العربية للسلاح عام ٢٠٠٢ وحتى الآن بإغراء الإسرائيليين بالتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل.
قد يقدم نتنياهو تعهدات لفظية ذرا للرماد فى العيون حتى تستمر عملية السلام حية على المستوى النظرى، لكنه لن يقدم هو أو غيره أى تنازلات جوهرية.
سيحدث ذلك فقط حينما ينهى الفلسطينيون انقسامهم وحينما يكون هناك إسناد عربى حقيقى، يقول للإسرائيليين: لا تطبيع من دون دولة فلسطينية، وحينما يتوقف الدعم الأمريكى والأوروبى الأعمى ويدرك أنه سيدفع ثمن الدعم المكشوف للاحتلال والعدوان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon