توقيت القاهرة المحلي 08:59:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة!!

  مصر اليوم -

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام قليلة كتب الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مقالا مهما فى صحيفة النيويورك تايمز عنوانه: «على إسرائيل أن تختار.. رفح أو الرياض».
فريدمان شرح فكرته بقوله إن أمام إسرائيل إما خيار التطبيع مع السعودية، ودمج إسرائيل فى أوسع تحالف دفاعى أمريكى عربى إسرائيلى ضد إيران لم تشهده إسرائيل طوال تاريخها بقيادة الولايات المتحدة، لكن ثمن ذلك معروف وهو التزام حكومة نتنياهو بالعمل على إقامة دولة فلسطينية بسلطة يتم إصلاحها، بما يخلق على الأقل بعض الأمل فى أن الصراع مع الفلسطينيين لن يكون حربا للأبد.
أما البديل الثانى المتاح أمام الإسرائيليين فهو أن تواصل إسرائيل حربها وتنفذ عملية عسكرية فى مدينة رفح وهذا سيؤدى إلى تفاقم عزلة إسرائيل الدولية بل وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن.
يحذر فريدمان إسرائيل من سيطرة عقلية الانتقام وتحولها إلى سياسة لدى قادتها وأنه من الجنون المطلق أن إسرائيل دخلت الآن أكثر من ستة شهور من هذه الحرب وأن القيادة العسكرية والطبقة السياسية بأكملها سمحت لنتنياهو بمواصلة السعى لتحقيق النصر الكامل والانتقام من دون أى خطة خروج أو شريك عربى يصطف للتدخل بمجرد انتهاء الحرب.
يعتقد فريدمان أن استمرار إسرائيل فى قتل المدنيين سيثير غضب العرب الذين كانوا يرغبون فى التطبيع معها ويخلق المزيد من المجندين لتنظيم داعش ويمكن إيران وحلفاءها من إثارة عدم الاستقرار وإبعاد الاستثمارات التى تحتاجها المنطقة.
وإذا دخلت إسرائيل رفح هناك احتمال كبير أن تمنعها أمريكا من استخدام أسلحتها هناك.
والأخطر حسب فريدمان هو عدم وجود زعيم لإسرائيل رئيسى فى الائتلاف الحاكم أو حتى المعارضة يمكنه أن يساعد الإسرائيليين على فهم أهمية أن تكون إسرائيل شريكا فى المنطقة، بديلا لأن تكون منبوذة عالميا.
هذا هو جوهر مقال توماس فريدمان وأراه مهما لأنه يُشخِّص إلى حد كبير الخيارات المطروحة أمام إسرائيل.
والطبيعى أن الجميع فى انتظار معرفة رد إسرائيل على السؤال الذى طرحه فريدمان وأظن أن كثيرين قبله طرحوه.
وسوف أجازف اليوم بمحاولة تقديم إجابة على سؤال فريدمان من واقع متابعة السلوك والسياسات الإسرائيلية ليس فقط منذ بداية عدوانها على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الماضى ولكن منذ زرعها بالمنطقة فى ١٩٤٨.
ظنى الشخصى أنه وما لم تحدث معجزة فإن الواقع يقول إن حكومة نتنياهو ستختار الذهاب إلى رفح بدلا من الرياض، لكنه سيحاول أن يحصل على كل شىء بمعنى اجتياح رفح واستمرار احتلال قطاع غزة، والحصول على التطبيع الكامل ليس فقط مع السعودية ولكن مع كل دول المنطقة، إضافة لمحاولة فرض هيمنته الكاملة على المنطقة بعد إخضاع إيران.
وللموضوعية فإن هذ السلوك ليس قاصرا على نتنياهو، أو حتى المتطرفين، بل يشمل غالبية المجتمع الإسرائيلى وعلينا تذكر أنه عندما ضغطت العديد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى رغما عن إسرائيل، ذهب نتنياهو إلى الكنيست وحصل على تفويض يشبه الإجماع من كل الأطياف برفضه قيام دولة فلسطينية، بما فى ذلك جميع من يصفون أنفسهم بأنهم معتدلون.
نتنياهو وأمثاله نجحوا فى صبغ المجتمع الإسرائيلى بالتطرف. وظنى أن التربة كانت جاهزة وممهدة. فلم نضبط المجتمع الإسرائيلى معتدلا ومؤمنا بحقوق الفلسطينيين فى أى وقت من الأوقات، إذا استثنينا المخدرات اللفظية التى كان يكررها أمثال شيمون بيريز وما يسمى بمعسكر السلام الذى تبخر تماما ولم يعد هناك إلا أصوات قليلة نادرة.
نتنياهو وأى بديل سيأتى بعده سيسعى بكل الطرق والألاعيب إلى إخضاع الفلسطينيين وإجهاض إقامة دولتهم حتى لو كانت منزوعة السلاح، وسيسعى للحصول على التطبيع مع العرب من دون أن يدفع ثمنا لذلك.
علما بأن العرب قدموا كل ما يمكنهم منذ طرح المبادرة العربية للسلاح عام ٢٠٠٢ وحتى الآن بإغراء الإسرائيليين بالتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل.
قد يقدم نتنياهو تعهدات لفظية ذرا للرماد فى العيون حتى تستمر عملية السلام حية على المستوى النظرى، لكنه لن يقدم هو أو غيره أى تنازلات جوهرية.
سيحدث ذلك فقط حينما ينهى الفلسطينيون انقسامهم وحينما يكون هناك إسناد عربى حقيقى، يقول للإسرائيليين: لا تطبيع من دون دولة فلسطينية، وحينما يتوقف الدعم الأمريكى والأوروبى الأعمى ويدرك أنه سيدفع ثمن الدعم المكشوف للاحتلال والعدوان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon