توقيت القاهرة المحلي 11:13:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

  مصر اليوم -

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

بقلم - عماد الدين حسين

مساء ٢٩ نوفمبر الماضى أسعدنى الحظ وحضرت الحفل الموسيقى الكبير للفنانة المصرية المتألقة عالميا فاطمة سعيد فى مركز الفنون الرفيعة فى العاصمة البلجيكية بروكسل.
المركز الموسيقى يشبه أفخم دور الأوبرا العالمية، ويحتوى على أربعة مسارح، أحدها الذى دخلناه يتسع لأكثر من ألف مقعد.
كنت بصحبة سفيرنا المتميز فى بروكسل بدر عبدالعاطى ورؤى بنت عيسى الزدجالية سفيرة سلطنة عمان، والسفيرة الأردنية سجى سطام حابس المجالى، والزملاء عمرو خفاجى ومحمود مسلم حيث غطينا ثلاثتنا اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلنطى الناتو فى مقره الرئيسى ببروكسل.
دخلنا المسرح فى الثامنة إلا خمس دقائق، وفى الثامنة تماما بدأ الحفل بدخول الفرقة الموسيقية من ستة عازفين على الآلات الأساسية وهى البيانو والتشيلو والكونترباص وثلاث كمنجات.
لست ناقدا موسيقيا، لكن أسعى للفهم قدر المستطاع. وقد أسعدنى الحظ كثيرا بحضور عرض متميز للبولشوى الروسى فى موسكو عام ٢٠١٢. وحفل آخر لفرقة الأوبرا فى طشقند عاصمة أوزبكستان وعشرات الحفلات الأوبرالية فى مقر الأوبرا المصرية المتميزة بالقاهرة، لكن حفل بروكسل كان له طعم خاص لأن بطلته مصرية.
الجمهور الذى حضر الحفل كان منضبطا كما يقول الكتاب، هدوء وصمت وتركيز، لا أحد يتحدث مع جاره، ولا سيدة تصرخ بأعلى صوتها وتقول «كمان يا فاطمة» كما يحدث فى بعض المسارح العربية!!، الحاضرون من جنسيات مختلفة والعديد من العرب بحكم أن فاطمة سعيد عربية.
قد لا يعرف بعض الجمهور المصرى العادى فاطمة سعيد.
حتى سنوات قليلة لم أكن أعرفها جيدا، حتى قال لى المهندس إبراهيم المعلم إنها موهبة مصرية فذة، وإنها معروفة ومقدرة فى كبرى دور الأوبرا فى العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، وأن العديد من وسائل الإعلام العالمية الكبرى تتعامل معها باعتبارها موهبة أوبرالية متميزة.
انتهت الفقرة الأولى من البرنامج وهى أداء مبهر للعازفين الست نال تصفيقا حادا، وفى الثامنة وخمس عشرة دقيقة دخلت فاطمة سعيد مرتدية فستانا أبيض وقوبلت بتصفيق حاد. بطبيعة الحال لم أفهم شيئا من الكلمات لأن أغانى الأوبرا بالإيطالية، لكن لفت نظرى الأداء المسرحى والحركى المميز لفاطمة سعيد والتناغم الكامل مع الفرقة الموسيقية المكونة من فردين فقط بعد خروج أربعة عازفين، وفى الفقرة الثالثة عاد ثلاثة عازفين ليصبح العدد خمسة، وبعدها اكتمل العدد مرة أخرى ليصبح ستة عازفين مع فاطمة سعيد.
عرفت من منظمة حفلات فاطمة سعيد وتدعى نادية، وهى من أم مصرية وأب نمساوى أن فاطمة مصابة بنزلة برد، إلا أن أداءها كان مبهرا وصوتها قويا بشكل جعل الجمهور يصفق بحرارة عقب كل أغنية.
لا أعرف أيضا قواعد التوقف والانطلاق فى هذا الغناء الأوبرالى، حيث لاحظت مثلا أن فاطمة سعيد تتوقف لثوان ثم تعود هامسة أو هادرة.
مفاجأة الحفل أن سعيد غنت قصيدة الشاعر المصرى الراحل أمل دنقل وعنوانها «أبيض وأسود» من آخر ديوان له وهو «أوراق الغرفة رقم ٨».
القصيدة عالجها موسيقيا وأبراليا الموسيقار شريف محيى الدين ومطلع كلماتها تقول:
فى غرف العمليات، كان نقاب الأطباء أبيض، أردية الراهبات، الملاءات لون الآسرة، أربطة الشارس، القطن، قرص المنوم، أنبوبة المصل، كوب اللبن، كل هذا يشع بقلبى الوهن، كل هذا البياض يذكرنى بالكفن.
فاطمة تحدثت قليلا بالإنجليزية للجمهورعن الأغنية ومؤلفها، وأنه مصرى من بلدها، والمفاجأة أنها غنت بالعربية، ولأن الموسيقى عالمية فإن تفاعل الجمهور كان كبيرا جدا.
قبل الفقرة الأخيرة خرجت فاطمة سعيد والعازفون ثلاث مرات، وعادوا لتحية الجمهور، الذى ظل يصفق لهم بحرارة، وبعد الفقرة الأخيرة كان التصفيق خياليا.
فى هذه اللحظة أرسلت رسالة عبر الواتساب للمهندس أحمد سعيد السباح المصرى المعروف ورئيس اتحاد السباحة الأسبق ونائب رئيس النادى الأهلى الأسبق والسياسى والبرلمانى المعروف لأقول له أن ابنتكم تشرف مصر فى أعرق مسرح موسيقى فى بروكسل فرد على بضرورة الذهاب للسلام عليها بعد نهاية الحفل.
ذهبنا فعلا برفقة السفير بدر عبدالعاطى وسلمنا عليها وشكرناها وقلت لها: لقد رفعتى رءوسنا كمصريين وعرب.
طبقا للكتيب الذى تم توزيعه خلال الحفل فإن فاطمة سعيد بدأت الغناء مع نيفين علوبة فى سن الرابعة عشرة ثم درست مع ريناتى فالنتين، وكانت أول سوبرانو مصرية تغنى فى لاسكالا، وظهرت عام ٢٠١٦ بدور بأمينا من إنتاج بيتر ستاين فى أغنية «الناى السحرى» وبعدها انطلقت لتغنى فى مسارح عالمية كبرى مثل سان كارلو وفيينا وقاعة ألبرت الملكية وقاعة كارينجى، وتقيم معظم الوقت فى فيينا، لتكون قريبة من الأوركسترا الفيلهارمونية الأكثر ارتباطا بتاريخ الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon