توقيت القاهرة المحلي 11:20:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تغير الانحياز الأميركي لإسرائيل؟

  مصر اليوم -

هل تغير الانحياز الأميركي لإسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

هل صحيح أن هناك تغيرا عمليا فى الموقف الأمريكى المنحاز للعدوان الإسرائيلى الوحشى ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وحتى هذه اللحظة؟!
هناك إجابتان مختلفتان عن هذا السؤال:
الإجابة الأولى هى وجود تغير فى الموقف الأمريكى، وأنه بدأ يضغط على إسرائيل فى الغرف المغلقة وأحيانا العلنية للتهدئة ورفض التهجير القسرى، بل والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
والإجابة الثانية هى أنه لا توجد أى مؤشرات أو شواهد أو دلائل أو حتى إرهاصات على وجود أى تغير أمريكى، والدليل الدامغ على ذلك هو إعلان البيت الأبيض رسميا مساء يوم الأربعاء الماضى أنه يرفض وقف إطلاق النار لأن ذلك سيكون فى صالح حركة حماس وضد المصالح الإسرائيلية.
أنصار الفريق الأول يقولون إن السياسة لا تعرف الأبيض والأسود، وإن موقف الولايات المتحدة بدأ يتغير إلى حد ما، مقارنة بالموقف فى الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلى.
هم يستشهدون بأن الرئيس الأمريكى جو بايدن جاء إلى إسرائيل فى الأيام الأولى للحرب ضد حركات المقاومة وأعلن دعم بلاده المفتوح لإسرائيل، وأرسل لها حاملات الطائرات والسفن النووية وكل ما تحتاج إليه من أسلحة فتاكة، وهى التى مكنت إسرائيل من تدمير غزة، ووفر لها سلاح «الفيتو» لمنع مجلس الأمن الدولى ثلاث مرات من إصدار أى قرار لوقف إطلاق النار، وهو الذى فتح لها الخزائن لتحصل على ما تشاء من أموال وأسلحة، حتى بعيدا عن رقابة الكونجرس طبقا للقواعد والقوانين رغم أن غالبية الكونجرس تؤيد العدوان. وأن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ــ الذى تفاخر بأنه جاء لإسرائيل باعتباره يهوديا قبل أن يكون وزيرا لبلاده ــ عمل وزيرا فعليا لخارجية إسرائيل أكثر من يوسى كوهين!
هذا الفريق يقول إن هذا الانحياز السافر بدأ يتغير، وأن الرئيس الأمريكى قال مؤخرا للمرة الأولى منذ ٧ أكتوبر، إنه يتفهم الأصوات الداعية لوقف إطلاق النار. وإنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن يتخلص من الوزراء المتطرفين فى حكومته، وأن يدخل المزيد من المساعدات، ويقلل من استهداف المدنيين.
هم يقولون أيضا إن التغير الأهم فى موقف واشنطن هو أن الرئيس بايدن كرر أكثر من مرة رفض بلاده لمخططات التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين من قطاع غزة، ورفض إقامة مناطق عازلة فيها وضرورة التواصل بين الضفة وغزة، وأن يكون ختام كل ذلك هو إقامة دولة فلسطينية فى الضفة وغزة فى نهاية المطاف تقودها «سلطة فلسطينية مجددة ونشطة».
لكن الفريق الثانى يرى أن كل ما يسوقه الفريق الأول حتى لو كان صحيحا فهى كلمات وتصريحات تكتيكية تحذيرية لإلهاء العرب والمسلمين والرأى العام لديها وفى العالم، لكن جوهر موقف واشنطن ثابت ولم يتغير.
يقول الفريق الثانى إن الحكم على الأشياء يكون مما يحدث على الواقع، وليس ما يقال فى تصريحات منمقة، يتم استخدامها أقرب ما يكون إلى التخدير والإلهاء. يضيف هذا الفريق أننا لا نستطيع القول بأن الموقف الأمريكى قد تغير إلا حينما يتوقف الجسر الجوى المفتوح من الأسلحة لإسرائيل، وحينما تتوقف واشنطن عن استخدام الفيتو لحماية العدوان الإسرائيلى، وحينما تضغط عليها لوقف المجازر، وحينما تدرك أنه لولا دعمها ما تم تدمير قطاع غزة بهذا الشكل البربرى.
السؤال: أى الرأيين هو الصحيح؟!
شخصيا، أنا أميل كثيرا إلى رأى الفريق الثانى، لكن مع بعض التحفظات أهمها أنه فى العمل السياسى لا ينبغى أن نعمل بنظرية الأبيض والأسود بل بالنظر إلى كل الألوان بكل تدرجاتها، وبالتالى فمن المهم الاستمرار فى استخدام كل الأوراق للتأثير فى الموقف الأمريكى لكى يصبح موضوعيا وإنسانيا، مادام العرب أنفسهم متفرقين ومنقسمين، وغير قادرين على دعم الشعب الفلسطينى مثلما تدعم الولايات المتحدة إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغير الانحياز الأميركي لإسرائيل هل تغير الانحياز الأميركي لإسرائيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon