توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يستفيد الصحفيون الجدد من هيكل؟

  مصر اليوم -

كيف يستفيد الصحفيون الجدد من هيكل

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك ما يمكن للصحفيين المصريين والعرب الجدد أن يتعلموه من تجربة محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفى المصرى والعربى الأشهر على الإطلاق؟!
قد تكون الإجابة المتسرعة من البعض كبارا وصغارا هى لا. ومبررهم أن الصحفيين الجدد يعيشون عالما وعصرا مختلفا تماما عن عالم وعصر هيكل سواء فى الأحداث أو الوسائل أو الأدوات أو الأفكار والرؤى. وهؤلاء يضيفون أن العالم ومعه مهنة الصحافة عموما قد تقدم بصورة يصعب على أى شخص تخيلها، وبالتالى فلن يستفيد الصحفيون الجدد من تجربة هيكل أو أى تجربة مماثلة.
يضيف هؤلاء أن تجربة هيكل فى الأساس كانت تعتمد على الصحف الورقية التى تكاد تندثر هذه الأيام، وبالتالى فهو لم يعش عصر منصات التواصل الاجتماعى والإعلام الرقمى بتنويعاته المختلفة. لكن فى ظنى أن كل ما سبق هو إجابة متسرعة وخاطئة جدا.
نعم هناك عالم جديد ومثير ويتغير كل لحظة. ونعم هناك وسائل إعلام حديث جدا، ونعم هناك غول وسائل التواصل الاجتماعى، التى غيرت الكثير من مفاهيم الصحافة التقليدية سواء كانت ورقية أو فضائية أو حتى إلكترونية.
لكن الصحيح أو ربما الأصح أن المحتوى والمضمون لم يتغير كثيرا، وهذا تحديدا هو ما كان هيكل يؤكد عليه دائما.
كان هيكل يقول دائما، وقد استمعت إليه مباشرة أن المحتوى هو الأساس مهما تغيرت الوسائل. وأن قيمة أى جريدة أو صحيفة أو وسيلة إعلام عموما هو ما الذى تقدمه فى العمق.
كان يقول دائما ــ وهو محق ــ أن الفضائية أو الموقع الإلكترونى أو أى وسيلة إعلامية قد تسبق فى نشر الخبر، لكن الصحيفة أو أى وسيلة إعلام تقليدية يمكنها أن تنفرد بالتحليل والتعمق فيما وراء الخبر وربما من هذا المفهوم نشأ مصطلح «صحافة العمق».
هيكل ولد فى ٢٣ سبتمبر ١٩٢٣ ونحن نحتفل هذه الأيام بمئوية مولده، وهو توفى فى ١٧ فبراير ٢٠١٦ عن عمر يناهز ٩٣ عاما. وظل هيكل محافظا على لياقته الذهنية والفكرية والصحفية حتى الأسابيع الأخيرة من حياته.
وكان سؤاله الدائم لكل أصحابه ومعارفه هو: «إيه الأخبار»، وكان يعتز دائما بلقب «الجورنانجى».
لكن الأهم من كل ذلك أنه كان يتطور ويطور نفسه مع كل جديد.
هو ابن الصحافة الورقية بامتياز، وهو واحد من أهم صناع الصحف فى مصر والوطن العربى بتجربة الأهرام المميزة، وكان ركنا أساسيا فى واحدة من أهم الإصدارات الفكرية العميقة وهى وجهات نظر التى كانت تصدر عن دار الشروق.
ورغم ذلك فلم يكن متحجرا، وحينما أدرك أن الصحافة الورقية تخبو، اتجه إلى التليفزيون فى العديد من التجارب خصوصا تجربة « مع هيكل» التى أنتجتها الشروق، وتم بثها على قناة الجزيرة ثم سلسلة حواراته على قناة سى بى سى مع لميس الحديدى.
جوهر ما كان يقدمه هيكل لم يتغير، تحليله العميق فى مقاله الأسبوعى فى الأهرام، لم يختلف كثيرا عن تحليلاته فى الكتب المختلفة التى أصدرها أو عن تحليلاته فى برامجه التليفزيونية المختلفة. تغيرت الوسائل كثيرا، لكن ظل المحتوى المتميز الذى يقدمه الأستاذ مستمرا.
نعود إلى السؤال الذى بدأت به وأقول بثقة أن الأجيال الجديدة من الصحفيين والإعلاميين محظوظة بالوسائل الحديثة التى تمكنها من الحصول على أنهار من المعلومات بكبسة زر واحدة، وهو ما لم يكن متاحا للأجيال القديمة التى كانت تقضى نهارا كاملا فى أضابير قسم الأرشيف بحثا عن معلومة أو رقم، لكن ذلك ليس كل الموضوع فالأهم هو المعرفة ثم الفهم والوعى والنظرة الشاملة والعمق.
الأجيال الجديدة يمكنها أن تستفيد من هيكل من خلال قراءة ودراسة وفهم تجربته حتى نتعلم أهمية القراءة أولا فى كل المجالات، ثم أهمية أن يكون لديك مصادر صحفية جيدة ومطلعة، حتى تحصل على الأخبار الجيدة المتميزة وأن تتعلم بعدها من تحليل الأخبار وربط الأحداث بعضها ببعض حتى تتضح الصورة كاملة للصحفى أولا، وبعدها ينقلها للقارئ أو المشاهد أو المتابع عموما.
صحافة العمق هى ما ينقص الصحافة المصرية والعربية رغم أطنان المعلومات الموجودة فى مواقع ومراكز ومحركات البحث الإلكترونية.
لو أن الصحفيين الجدد ركزوا فى التعمق فيما وراء الأخبار، فسوف يكتشفون أن هيكل كان رائدا بحق وما يزال حتى هذه اللحظة.
رحم الله الأستاذ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يستفيد الصحفيون الجدد من هيكل كيف يستفيد الصحفيون الجدد من هيكل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon