توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفاصيل بعض ما جرى فى ٧ أكتوبر

  مصر اليوم -

تفاصيل بعض ما جرى فى ٧ أكتوبر

بقلم - عماد الدين حسين

أعرف أن خبر الساعة وكل ساعة قادمة هو العدوان الوحشى الهمجى الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة منذ أسبوع كامل والمحاولات الإسرائيلية ليس فقط للقضاء على المقاومة، ولكن لمحو القطاع من الوجود حتى تستريح إسرائيل نهائيا من صداع غزة المستمر منذ عام ١٩٤٨وتصفية القضية وترحيلها إلى مصر لتصبح أزمة مستمرة لعقود.
لكن السؤال عن الزلزال الذى أحدثته المقاومة صباح السبت قبل الماضى السابع من أكتوبر لايزال مهما، ولم يأخذ حقه من العرض والنقاش والتحليل بفعل العدوان الإسرائيلى المدمر وواسع النطاق.
مساء الجمعة الماضية قابلت ــ ضمن مجموعة محدودة من الكتاب والاعلاميين ــ مصدرا فلسطينيا مهما وواسع الاطلاع ومتواصلا مع أطراف عدة فى غزة والضفة والمنطقة.
هو يقول بوضوح إن ما نفذته المقاومة صبيحة السابع من أكتوبر الماضى أشبه بالمعجزة، لأن المقاومة خدعت وهزمت الجيش الإسرائيلى بأكمله، الذى يقول عن نفسه إنه الأفضل والأقوى إقليميا.
فى تقديره فإن هناك ١٢٠٠ مقاوم فلسطينى نفذوا العملية التى انطلقت فى السادسة والثلث من صباح السبت واستمرت ست ساعات كاملة، دون أن ينتبه الجيش الإسرائيلى.
هى أخطر عملية خداع وتمويه تعرض لها الإسرائيليون حتى بالمقارنة مع نصر أكتوبر ١٩٧٣ الذى نفذه جيشان عربيان كبيران هما مصر وسوريا.
فى تفسير هذا المسئول لنجاح العملية المذهل أنها كانت سرية بالفعل، ولم يعلم بها إلا ثلاثة مسئولين من المقاومة على أقصى تقدير ليس من بينهم قيادة الحركة فى الخارج، ولم تعلم بها أى دولة أو جهة أخرى، لأنه لو تسرب الأمر لأى جهة فسيصل بصورة أو بأخرى لإسرائيل فورا.
الذى حدث أن حماس أبلغت كل الأطراف ذات الصلة أنه إذا لم يحدث تحرك لحل سلمى وتخفيف للحصار ووقف انتهاكات المسجد الأقصى فإن الأوضاع سوف تنفجر، وهذا الأمر قالوه أكثر من مرة علنا وسرا للعديد من الأطراف وهو كلام سياسى عام وليس معلومة عسكرية محددة.
يقول المصدر إن حماس والمقاومة كانوا يتدربون طوال عام ونصف على هذه العملية، وبعض الكوادر قد يكونون تلقوا تدريبا فى إيران ونقلوه للمقاتلين فى الداخل. وفى الأيام الأخيرة قبل التنفيذ لم يكن مسموحا لأحد منهم باستخدام الهواتف وكانت معهم هناك أجهزة اتصالات خاصة غير قابلة للتعقب حصلت عليها الحركة من دولة كبرى ليست عربية.
الإسرائيليون لم تصلهم معلومات مؤكدة عن العملية، بل معلومات متناثرة وطبقا للبروتوكول الخاص بأجهزة استخباراتهم فإنه لا يمكن إطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلى على معلومات بهذا الشكل إلا إذا كانت مؤكدة من ٣ مصادر موثوقة وموثقة إلكترونيا أى عبر التصنت الإلكترونى، وهو الأمر الذى لم يحدث فى العملية الأخيرة.
المصدر الفلسطينى يقول إن جهاز الأمن الإسرائيلى المؤكد أنه قوى ومتميز مقارنة بأجهزة الأمن فى المنطقة. لكن الأكثر تأكيدا أنه ليس بالأسطورة والقوة التى يشيعها عن نفسه، ونقطة الضعف الكبرى لديه أنه يعتمد اعتمادا كبيرا على المصادر الإلكترونية، ورغم أهميتها فإنه يمكن تعطيلها أو خداعها فى حين أن المصادر البشرية من الواضح أنها تعرضت للتآكل فى غزة.
ويلفت المصدر النظر إلى وجود عدد كبير جدا من الشباب الفلسطينى المدرب جيدا على أجهزة الكمبيوتر والاختراق، ويقول إن محمد الضيف القائد العسكرى لكتائب عز الدين القسام شخص زاهد تماما فى الدنيا وشديد التدين، ودرب نفسه مرارا وتكرارا على الاستغناء عن كل شىء إلا المقاومة، لدرجة أنه كان ينام فى مكان لا يزيد على مساحة جسده لأيام طويلة، لا يغادره إلا لتناول الأكل القليل أو قضاء الحاجة، وإن إسرائيل حاولت اغتياله أكثر من خمس مرات وفشلت، لكنها اغتالت العديد من أفراد أسرته وعائلته.
فى تقدير هذا المسئول أن الانقسامات فى المجتمع الإسرائيلى خصوصا بعد المظاهرات الضخمة احتجاجا على تعديلات قانون السلطة القضائية قد سهلت تنفيذ عملية المقاومة، لأن المجتمع الإسرائيلى كان قد وصل لنقطة ضعف غير مسبوقة.
وفى تقديره أيضا فإنه وبعد أن تتوقف المعركة فى غزة فإن عددا كبيرا من كبار القادة فى إسرائيل سيدفعون ثمنا فادحا قد يصل إلى حد السجن خصوصا بنيامين نتنياهو وربما كبار قادة الأجهزة الأمنية خصوصا المخابرات الحربية «أمان» صاحبة اليد الطولى فى حكم إسرائيل، الذى يبدو ديمقراطيا فى الظاهر لكن الدولة العميقة هى التى تدير هذا الكيان خصوصا من كبار قادة الجيش المتقاعدين. وكل ما سبق حسب رؤية المصدر الفلسطينى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل بعض ما جرى فى ٧ أكتوبر تفاصيل بعض ما جرى فى ٧ أكتوبر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon