توقيت القاهرة المحلي 13:05:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملامح المرحلة المقبلة للحوار الوطني

  مصر اليوم -

ملامح المرحلة المقبلة للحوار الوطني

بقلم - عماد الدين حسين

قلتُ كثيرا من قبل وأكرر الآن، إننى أتمنى أن يتحول الحوار الوطنى إلى مؤسسة قائمة بذاتها ومستمرة، ولا تعنى فقط بالمشكلات والأزمات والتحديات المعروفة، بل أن تبحث فى موضوعات كثيرة متغيرة تُعرض عليها لكى تصبح هى الترجمة العملية لمصطلح الحوار الوطنى إلى أن تتمكن المؤسسات الفعلية من الاضطلاع بكامل دورها وواجبها.
الحوار الوطنى ومنذ أن دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ٢٦ أبريل ٢٠٢٢، وإلى أن تم تعليق أعماله قبل بدء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان مجلس أمنائه مكونا من ٢١ عضوا، بمن فيهم المنسق العام ضياء رشوان ورئيس الأمانة الفنية المستشار محمود فوزى و١٩ عضوا يمثلون شخصيات مؤيدة للحكومة وأخرى للمعارضة وبينهما خبراء مستقلون.
ظنى أن الحوار الوطنى ومنذ انطلاقته وحتى تعليق أعماله، قد أدى دورا مهما ووطنيا بصورة لم يتوقعها كثيرون، خصوصا فى المساهمة فى الإفراج عن ٢٠٠٠ محبوس وفتح المجال العام إلى حد ما وليس بصورة كاملة، كما أنه لعب دورا كبيرا فى الوصول بمشهد الانتخابات الرئاسية إلى نسبة المشاركة غير المسبوقة ٦٦٫٨٪.
أتخيل أن النسخة أو الانطلاقة الجديدة للحوار الوطنى والمتوقع أن تكون قريبا، قد تشهد العديد من التغيرات ليس فى الأهداف، ولكن بالأساس فى الوسائل، مع تحديثات فرضتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى خرج منها فائزون وكذلك خاسرون.
بطبيعة الحال فإن الحوار الوطنى سوف يستأنف مناقشة القضايا التى لم يتمكن من استكمالها بسبب تعليق جلساته، أو بسبب عدم الوصول إلى توافق بين المشاركين بشأنها خصوصا فى نظام الانتخابات النيابية، وقضية الديون والحبس الاحتياطى وقانون تداول المعلومات.
لكن أعتقد ــ وطبقا لتقديرات من متابعين وليس معلومات محددة من مصادرــ، فإن مجلس أمناء الحوار الوطنى، قد يتم توسيع المشاركة فيه، بحيث يشمل بالأساس ممثلين لكيانات منتخبة، ومنها على سبيل المثال النقابات والاتحادات المهنية وقد يناقش مثلا بعض مشروعات القوانين قبل إرسالها إلى البرلمان حتى تخرج فى أفضل صورة وتزيد من مستوى التوافق والرضا الشعبى عن هذه القوانين.
وأعتقد أيضا أن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدا من تمثيل الأحزاب التى شاركت فى الانتخابات وحققت حضورا لافتا وبالتحديد الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وحزب الشعب الجمهورى وقد يمثلان الصورة الجديدة للمعارضة إلى حد ما.
وحينما تناقشت مع أحد المتابعين لمجريات الحوار الوطنى قال لى أعتقد أن الصيغة السابقة التى قام على أساسها تمثيل المعارضة قد تشهد تغيرات، فالحركة المدنية التى كانت قائمة قبل الانتخابات الرئاسية لم تعد قائمة الآن بشكلها السابق.
نعلم أن انقسامات شديدة قد شهدتها الحركة المدنية بحيث إنها عجزت عن الاتفاق على مرشح واحد، أو حتى رؤية واحدة، بل دخلت أحزاب رئاسية فيها فى صراعات وخناقات وصل بعضها إلى النيابات والمحاكم.
ونعلم أيضا أن ثلاثة من ممثلى أحزاب الحركة أعلنوا ترشحهم، وهما جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور وأحمد طنطاوى من حزب الكرامة، ولم يكملا المسيرة لعدم اكتمال أوراقهما الرسمية، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، وأكمل وخاض الانتخابات وحقق حضورا لافتا ومميزا.
والتقديرات أن الحوار الوطنى وبعده الانتخابات الرئاسية قد أفرزا واقعا سياسيا جديدا يصعب تجاهله فى الفترة المقبلة، وبالتالى وحسب تعليق لمصدر سياسى مهم فإن «الشرعية فى الفترة المقبلة لمن خاض الانتخابات وشارك واحتك بالجماهير وحصل على أصواتها، أما بقية «الشرعيات الوهمية» التى كانت قائمة قبل الانتخابات، فلن يعول عليها كثير، خصوصا أن معظمها كان مستمدا مما يعتقد أنها «شرعية وسائل التواصل الاجتماعى» وليس من المشاركة السياسية الطبيعية.
مرة أخرى كل ما سبق ليس معلومات مؤكدة، بل قراءة فى المشهد الراهن معززا بالحديث مع بعض المصادر شديدة الاطلاع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملامح المرحلة المقبلة للحوار الوطني ملامح المرحلة المقبلة للحوار الوطني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon