توقيت القاهرة المحلي 20:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎خطوة أمريكية مهمة.. ولكن

  مصر اليوم -

‎خطوة  أمريكية مهمة ولكن

بقلم - عماد الدين حسين

‎‎ما فعلته الإدارة الأمريكية بإيقاف شحنة أسلحة لإسرائيل خطوة جيدة ومهمة جدا، لكن علينا ألا نبالغ فى التوقعات وأن نضع الأمور فى نصابها وسياقها، حتى لا نصاب كعرب بخيبة أمل كبيرة كما يحدث دائما فى الصراع العربى الإسرائيلى وفى العديد من القضايا الأخرى.

‎علينا مثلا أن نذكر أنفسنا ونذكر عموم الناس بأن ما قررته إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن هو مجرد تعليق شحنة قنابل واحدة فقط، وليس وقف تصدير الأسلحة عموما لإسرائيل.

‎وإلى أن يحدث تغير حقيقى ومستدام فى الموقف الأمريكى. وليس مجرد قرار واحد مؤقت، ينبغى أن نتذكر أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية عضوية وحيوية ومتداخلة، وكأن إسرائيل مجرد ولاية أمريكية وليست دولة مستقلة.

‎مساء الأربعاء الماضى أعلن الرئيس الأمريكى وكذلك وزارة الدفاع تجميد إرسال شحنة قنابل لإسرائيل تتكون من نوعين من القنابل الأولى ١٨٠٠ قنبلة زنة الواحدة منها ألفا رطل أى  ٩٠٧ كيلوجرامات، والثانية ١٧٠٠ قنبلة تزن الواحدة منها ٥٠٠ رطل أى حوالى ٢٢٦ كيلوجراما.

‎ومن المهم أن نتذكر أن البنتاجون قال بوضوح مساء الخميس إننا لم نتخذ قرارا نهائيا بشأن شحنة الأسلحة التى قمنا بتجميدها وإن التزامنا بأمن إسرائيل ثابت ولا يتزعزع بل إن بايدن طلب من كل الإدارات والمؤسسات الأمريكية أن تبذل ما فى وسعها لضمان أن تهزم إسرائيل المقاومة الفلسطينية.

‎لكن المهم فى قرار بايدن ليس حجم الصفقة، لأن أمريكا قدمت لواشنطن منذ ٧ أكتوبر أكثر من ٢١ ألف ذخيرة استخدمت نصفها فى غزة، بل إنها أقامت جسورا جوية لنقل كل أنواع الأسلحة لإسرائيل، واستندت مرتين إلى قواعد الطوارئ لتجاوز موافقة الكونجرس لنقل الأسلحة إلى إسرائيل.

‎المهم فى قرار بايدن أنه قاله علنا، أما الأخطر فهو قوله واعترافه بأن الأسلحة التى قدمتها أمريكا لإسرائيل تم استخدام بعضها فى قتل مدنيين فلسطينيين.

‎وأظن أن هذا هو أخطر ما فعله بايدن حتى الآن ضد إسرائيل بعد أن انحاز بشكل فج وفاجر معها منذ ٧ أكتوبر.

‎جوهر كلام بايدن أن إسرائيل قتلت المدنيين بسلاح أمريكى، وأظن أن هذا الكلام قد يكون له تأثير مهم جدا حينما تتمكن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية من محاكمة مجرمى الحرب فى إسرائيل على جرائمهم وكذلك كل من ساندهم.

‎خطورة تأثير كلام بايدن إذا استمر أنه قد يدفع بقية الدول لوقف تصدير أسلحتها لإسرائيل.

‎صحيح أن وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون أعلن أن بلاده مستمرة فى إرسال الأسلحة لإسرائيل، لأنه متفق عليها مسبقا وبكميات صغيرة.

‎لكن أهم ما قاله كاميرون: أن إجمالى صادراتنا من الأسلحة لإسرائيل لا يزيد عن أقل بكثير من ١ ٪ من إجمالى الأسلحة التى تصل إليها.. وهذا فارق كبير مع الأسلحة الأمريكية».

‎وأظن أن استمرار الموقف الأمريكى سوف يدفع الجميع إلى الاحتذاء به، كما ألمحت ألمانيا أحد أكبر المساندين لإسرائيل لكن السؤال، هل يستمر الموقف الأمريكى؟!

‎الإجابة هى أن الولايات المتحدة تؤكد ليل نهار أنها ملتزمة بتزويد تل أبيب  ببقية أنواع الأسلحة، خصوصا الدفاع الجوى، وهى قدمت لها التمويل الطارئ بـ ٢٦ مليار دولار قبل أسابيع قليلة، واستخدمت الفيتو أكثر من مرة لمنع إدانتها ولمنع وقف إطلاق النار.

‎ورغم كل ما سبق فإن قرار تجميد صفقة الذخائر الأخيرة تغير مهم جدا إذا استمر وتطور، وإذا لم يكن هدفه مظهريا بمعنى امتصاص غضب الطلاب فى الجامعات الأمريكية والعربية وامتصاص الغضب فى الشوارع العربية والإسلامية. العبرة بالمضمون وليس فقط بالقرارات المؤقتة.

‎والأيام المقبلة هى التى سوف تثبت هل استيقظ جزء من ضمير الإدارة الأمريكية، أم أن الأمر مجرد تحسين للصورة المشوهة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎خطوة  أمريكية مهمة ولكن ‎خطوة  أمريكية مهمة ولكن



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon