توقيت القاهرة المحلي 08:53:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة

  مصر اليوم -

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة

بقلم - عماد الدين حسين

أمام الحكومة فرصة ذهبية هذه الأيام لاستعادة جزء كبير من الشعبية التى فقدتها فى الشهور الماضية، بسبب الارتفاعات الجنونية فى معظم أسعار السلع والخدمات الناتجة عن ارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر الجنيه.
فى الشهور الأخيرة تلقت الحكومة هدية هى أقرب إلى المعجزة، والمتمثلة فى صفقة رأس الحكمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم الاتفاقات مع صندوق النقد والبنك الدوليين والاتحاد الأوروبى وبقية شركاء التنمية. هذه الحصيلة الدولارية غير المسبوقة مكنت الحكومة من توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء، وتوفير الدولارات للمستوردين فى البنوك الرسمية لاستيراد سلعهم أو الإفراج عما هو موجود فى الموانئ، وبالتالى بدأت أسعار السلع تستقر إلى حد كبير. بعضها انخفض، وبعضها لم يشهد زيادة جديدة، مقارنة بالأيام الصعبة التى كانت السلع تشهد زيادات أكثر من مرة يوميًا.
وزارة التموين مشكورة أعلنت الأسعار الجديدة المنخفضة للخبز الحر والفينو، يوم الأحد الماضى، كما أعلنت العقوبات التى سيتم فرضها على أصحاب المخابز المخالفة للأسعار والأوزان الجديدة، والتى تشمل الغرامة الكبيرة ومصادرة الدقيق وتصل إلى إغلاق المخبز.
وعلى أرض الواقع فإن عدد الذين التزموا بهذه القرارات ما يزالون قلة، وبالتالى فإن عدم تطبيق القرارات بصرامة سوف يعنى مزيدًا من الغضب الشعبى، وترسيخ الصورة الخاطئة بأن كل ما تفعله الحكومة مجرد تصريحات وإجراءات على الورق، وإنها تحابى كبار التجار الجشعين، حينما تتركهم يفعلون ما يحلو لهم على حساب غالبية المواطنين.
السؤال: ما الذى يمنع الحكومة وأجهزتها الرقابية المختلفة من توجيه ضربات قاضية لهذه النوعية من التجار والباعة معدومى الضمير؟
لا أطالب إطلاقًا بمخالفة قواعد السوق والمنافسة الشريفة أو سجن الناس بالمخالفة للقانون، وأظن أن كل مستثمر ورجل أعمال حقيقى لا يكون سعيدًا إطلاقًا بهذه الفوضى والعشوائية الموجودة فى السوق، والتى لا تستفيد منها إلا قلة من المحتكرين معدومو الضمير.
ما أطالب به هو أنه ما دامت أن الحكومة اجتمعت مع اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات، وهما يمثلان رجال الأعمال والتجار والمصنعين، وتم الاتفاق على قواعد حاكمة للأسعار الأساسية، فلماذا لا يكون هناك تطبيق صارم لهذه القواعد؟!
أعلم أنه لم يعد لدينا قانون للطوارئ، لكن أتمنى أن يتم تطبيق القانون العادى بأقصى شدة ممكنة. ولا تأخذنا رحمة أو شفقة بأى محتكر أو معدوم الضمير يبيع السلع الأساسية بأعلى من الطبيعى.
ظنى أن التاجر اللص أو الغشاش أو المحتكر أخطر مليار مرة من أى إرهابى. على الأقل الإرهابى نعرف أنه عدو البلد، ونحذر المواطنين منه ومن فكره، ونكشف عن علاقته بكل أعداء الوطن، لكن المحتكر أو المضارب يعيش وسطنا ويتحدث عن الوطنية كثيرًا، ويهتف بأعلى صوته «تحيا مصر»، بل من الممكن أن يزايد فى وطنيته على كثيرين. هذا هو النموذج الذى يخرب ويفسد ويعطل أى عملية تنمية أو بناء حقيقى للبلد.
الحكومة وقبل توحيد سعر الصرف قامت بمطاردة بعض كبار تجار العملة ما ساهم فى حل جزء من المشكلة. وأظن أننا فى حاجة ماسة جدًا اليوم إلى مطاردة وسجن كل مضاربى السلع الأخرى بالقانون، وأكرر بالقانون حتى لا يسيئ البعض فهم كلماتى، أو أنها دعوة للخلط بين التاجر الشريف الذى يرفع سعر سلعة، لأن مكوناتها وتكلفتها قد ارتفعتا، وبين المحتكر والمضارب ومعدوم الضمير الذى يتاجر فى أزمات الناس.
ظنى الشخصى لو أن مفتشى التموين ومسئولى التنمية المحلية قاموا فى كل محافظة بالقبض على أى صاحب مخبز أو «فرشة خبز» فى الشارع يبيع بأكثر من السعر الذى تم الاتفاق عليه، ومحاسبته بالقانون، فسوف نجد الجميع وقد التزم فى كل السلع والخدمات، وليس فقط فى الخبز، ما دام أن الغرف التجارية واتحاد الصناعات قد اتفقوا مع الحكومة على الأسعار العادلة للسلع.
إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة فرصة ذهبية لاستعادة شعبية الحكومة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon