توقيت القاهرة المحلي 09:40:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نحتاج حزبا جديدا؟

  مصر اليوم -

هل نحتاج حزبا جديدا

بقلم - عماد الدين حسين

 هل لدينا حياة سياسية حزبية حقيقية ونموذجية؟
المؤكد أن الإجابة هى لا، وهى غير موجودة فى المنطقة العربية بأكملها وما نزال نبحث عن الصيغة المناسبة التى ترتضيها الغالبية منذ تجربة المنابر الحزبية عام ١٩٧٦.

السؤال الثانى: هل المشكلة فى عدد الأحزاب ونوعيتها ودورها أم فى المناخ الذى يحكم الممارسة الحزبية؟
عدديا ونظريا لدينا ٨٧ حزبا قائما ورسميا وأكثر من ١٥ حزبا تحت التأسيس، وعلى حد علمى لا يوجد شخص واحد فى مصر يستطيع أن يعرف أسماء وعدد الأحزاب الكاملة إلا إذا بحث عنها بصعوبة فى جوجل، وبالتالى علينا أن نبحث فى طبيعة عمل الأحزاب السياسية والمناخ الذى يحكمها.

 خلال اللقاءات الأربعة التى حضرتها مع مؤسسى حزب «الجبهة الوطنية» قبل إعلانه يوم الإثنين الماضى استمعت إلى كل الأسئلة التى يمكن أن تشغل بال كل المتابعين لحقيقة الحزب الجديد بل وللعاملين بالسياسة والمهمومين بالحياة الحزبية وكيفية تطويرها.

بعض المتحدثين قال إن الهدف من تأسيس الحزب الجديد ليس الوصول إلى السلطة، وكان الرد أن وظيفة أى حزب سياسى طبيعى هى محاولة الوصول إلى السلطة وتطبيق برنامجه.

قد تكون بعض الأحزاب قد قدمت خدمات اجتماعية للمواطنين فى السنوات الماضية مثل المساعدات المالية أو العينية، وكراتين الطعام أو البطاطين، ما سبق هو عمل جانبى لا يغنى عن وظيفتها الأساسية وهى محاولة الوصول للحكم عبر الانتخابات وتطبيق برامجها.

النائب ضياء الدين داود سأل المنصة المكونة من الدكاترة عاصم الجزار والسيد القصير وضياء رشوان: هل الحل بإنشاء حزب جديد أم بوجود مناخ مناسب للحياة الحزبية؟ داود قال كلاما مهما، منه أن الناس لابد أن يشاهدوا تداولا سلميا للسلطة، وأن يكونوا هم الحاكم بين الأحزاب والقوى السياسية.

هو أضاف أنه لكى توجد حياة سياسية حقيقية فلابد من إعادة بناء الحياة السياسية، وأن تكون هناك حرية للإعلام وحرية حركة للأحزاب فى الشارع، وتواصل حقيقى بين الأحزاب والجمهور، وكذلك التحركات الطلابية.

إذا نجحنا أن نفعل ذلك كما يقول ضياء داود، فسوف نبنى حياة حزبية صحيحة تكتسب مصداقية حقيقية، وبالتالى يمكنها أن تواجه أى قوى متطرفة، والأهم أن تمنع الفوضى فى الشارع.

أحد الحاضرين سأل بوضوح: ما العلاقة بين حزب «الجبهة الوطنية» وبين «اتحاد القبائل»؟
 الإجابة جاءت مباشرة وصريحة من المتحدثين الثلاثة طوال جلسات الأيام الأربعة التى حضرتها وهى أن اتحاد القبائل تابع لوزارة التضامن الاجتماعى والحزب تابع لقانون الأحزاب، ولا توجد أى علاقة بين الإثنين، وبالتالى فالحزب كما يقول قادته ليس ذراعا سياسية لأى جهة، لكنه قد يكون حاضنًا اجتماعيًا لكل القوى السياسية والاجتماعية التى تقبل ببرنامجه تحت لافتة مصلحة الدولة المصرية والمواطن المصرى.

البعض سأل: هل هذا الحزب سيحل محل أى حزب موجود فى الشارع السياسى؟
الإجابة كانت واضحة. وهى لا: وربما يفكر الحزب فى تكوين تحالف سياسى كبير مع القوى السياسية المؤمنة بثورة ٣٠ يونيو، وهو الأمر الذى أكده عاصم الجزار وكيل المؤسسين فى كلمته خلال تدشين الحزب يوم الاثنين الماضى.

أكثر من متحدث تناول قضية الإعلام وضرورة وجود هامش من الحريات، وكان من بين هؤلاء مجدى الجلاد، واتفق الجميع على أنه لا نجاح للعمل السياسى الحقيقى من دون حرية الإعلام وتوسيع المجال العام الآمن» حسب تعبير ضياء رشوان الذى أكد أن الحزب الجديد سوف يصر على الضرورة الملحة لإصدار قانون تداول المعلومات.

والكاتب والمؤلف مدحت العدل أثار مطولاً مشكلة تعدد وسائط الرقابة على الفن وضرورة وجود حرية للإبداع إذا أردنا تفعيل قوتنا الناعمة وهو نفس المعنى الذى أكده الفنان سامح الصريطى.

أيضا كان ملحوظا أن قادة الحزب الجديد يؤكدون دائما أنهم ليسوا موالاة وليسوا معارضة، هذا الأمر أثار دهشة وتساؤلات كثيرة من الحاضرين الذين قالوا إن أى حزب سياسى لابد أن يكون إما مؤيدا للحكومة فينضم إلى الأحزاب المؤيدة، أو معارضا لها.

أوضح كلام عن هوية الحزب قاله ضياء رشوان حينما أكد أن الحزب ليس مدرسة فكرية واحدة، بل يستمد وجوده من فكرة ٣٠ يونيو التى كانت عبارة عن تحالف متنوع وأحيانا متعارض، وبالتالى فهو يمكن تعريفه بأنه حزب انتقالى ضرورى.

هو يضيف: «نحن الآن فى لحظات تستلزم التحالف وليس التنافس. هو ليس بوابة إلى السلطة أو الدولة وليس اتحادا اشتراكيا، ولا نعطى أمانى لأى شخص بأى وظيفة، هو حزب يريد أن يحقق أشياء يحتاجها البلد، ولا نفكر فى أغلبية توصلنا إلى الحكم، بل تحالف للإصلاح يعطى الناس الثقة بأن هناك حاجة صحيحة تتم، وليس تحريك عرائس ماريونيت».

هذه نقاط سريعة مما سمعته، وهناك الكثير من القضايا التى يمكن التطرق إليها، حتى يمكن الحكم هل سيقدم الحزب الجديد جديدا، أم سيكون مجرد رقم يضاف إلى ٨٧ حزبا الموجود؟

قادة الحزب يقولون إن «الجبهة الوطنية» سيكون مختلفا ولن يقدم وعودا وردية، بل سيقدم الجديد والفيصل هو أرض الواقع والحكم سيكون للناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحتاج حزبا جديدا هل نحتاج حزبا جديدا



GMT 09:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 08:32 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 08:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 08:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 08:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 08:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 08:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon