توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البند 3 في القمة العربية الإسلامية

  مصر اليوم -

البند 3 في القمة العربية الإسلامية

بقلم - عماد الدين حسين

فى البند رقم ٣ من البيان الختامى للقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية والتى عقدت فى العاصمة السعودية أمس الأول السبت جاء فيه تحت عنوان «نقرر» ما يلى:
«كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فورى، ودعوة المنظمات الدولية إلى المشاركة فى هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
قبل هذه النسخة النهائية كانت هناك نسخة أولية سبقتها بساعات قليلة تجعل هذا البند رقم ٦، وبعدها جرى تقديمه ليصبح رقم ٣.
فى ظنى وظن كثيرين فإن هذا البند هو الأهم على الإطلاق فى البيان الختامى الذى حوى ديباجة مهمة إضافة إلى ٣١ بندا، والسبب أن غالبية البنود تتحدث عن توصيف الأحداث ودعوات ومناشدات وتوصيات موجهة إلى الهيئات الدولية، وتنديد بالعدوان الإسرائيلى.
كل الإدانات والتنديدات لا تشغل بال إسرائيل، لأنها اعتادت عليها وتعايشت معها منذ نكبة ١٩٤٨، بل وحتى هذه الإدانات تراجعت نبرتها كثيرا فى السنوات الأخيرة بعد إقامة العديد من الحكومات العربية علاقات رسمية مع إسرائيل.
لكن البند رقم ٣ مختلف إلى حد كبير لأنه يتحدث عن إجراء محدد وهو كسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء ومياه ووقود بشكل فورى ومستدام.
هذا البند كان قويا جدا وأظن أنه كان منطقيا وعمليا حينما طالب بأن يتم ذلك بدخول المنظمات الدولية وطواقمها وتمكينها من القيام بدورها. وهو بهذه الصياغة يشرك المجتمع الدولى ومنظماته الفاعلة فى تحمل مسئوليتها.
بطبيعة الحال فإن غالبية من قرأوا هذا البند وشعروا بالراحة النسبية لأنه يتحدث عن إجراءات محددة، قد تساءلوا بعد أن فرغوا من القراءة قائلين: وكيف سيتم تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع؟!
فى النسخة شبه النهائية من هذا البند كان هناك استخدام مباشر لكلمة «كسر» لكن حينما تحدث وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان فى المؤتمر الصحفى مع الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط، فقد استخدم تعبير «العمل على كسر»، لكن فى كل الأحوال فإن ذلك لا يقلل من أهمية وقيمة هذا الأمر.
مرة أخرى القضية الأساسية هى كيفية تنفيذ هذا القرار المهم.
لا توجد إلا مصر التى لها حدود مباشرة مع قطاع غزة عبر معبر رفح البرى، فى حين تحيط إسرائيل وتطوق قطاع غزة برا وبحرا وجوا، وأغلقت كل المعابر المخصصة لإدخال السلع والبضائع والوقود ومواد البناء منذ عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.
مصر بذلت كل الجهود لإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع ورفضت بإصرار إخراج الرعايا الأمريكيين والأجانب إلا بعد التأكد من إدخال المساعدات وإخراج المصابين الفلسطينيين للعلاج. فى حين أن إسرائيل فعلت المستحيل لمنع دخول المساعدات وقصفت الجانب الفلسطينى من معبر رفح أكثر من مرة.
البعض يقول ولماذا لا تقوم مصر بإدخال المساعدات مباشرة من دون التنسيق مع أى طرف سواء كان الأمم المتحدة والوكالات والهيئات الدولية المتخصصة مثل الأونروا أو الصليب الأحمر الدولى أو بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة؟. سؤال منطقى، لكن هناك أيضا اتفاقا دوليا لتشغيل معبر رفح منذ انسحاب إسرائيل من القطاع عام ٢٠٠٥ وتوقيع اتفاق فيلاديلفى حيث تعتبره إسرائيل جزءا مكملا من اتفاق السلام مع مصر الموقع عام ١٩٧٩، إضافة إلى وجود طرف أوروبى ودولى ضامن لتشغيل المعبر، وبالتالى فالسؤال المهم هو: إذا قامت مصر بإدخال شاحنات المساعدات الإنسانية من دون التنسيق المسبق مع أطراف الأزمة والأمم المتحدة، ثم قامت إسرائيل بقصف هذه الشاحنات مثلما هددت بذلك مرارا وتكرارا فما الذى ينبغى على مصر أن تفعله فى هذه الحالة؟!
هل تسكت وبعدها يخرج المراهقون والسذج والمهيجون صائحين: ولماذا لا ترد مصر على ضرب شاحناتها؟
أم ترد بالمثل وتعلن الحرب على إسرائيل؟
المطلوب أن يكون هناك دعم وإسناد عربى وإسلامى ودولى واضح حتى يمكن تفعيل البند الثالث من البيان الختامى.
ولابد أن تقول لنا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ما هى الطريقة العملية لتفعيل البند الثالث، وأظن أن هذا هو السؤال الجوهرى الذى يشغل الجميع الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البند 3 في القمة العربية الإسلامية البند 3 في القمة العربية الإسلامية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon