توقيت القاهرة المحلي 13:12:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعم غزة.. بين حسن وسوء النية

  مصر اليوم -

دعم غزة بين حسن وسوء النية

بقلم - عماد الدين حسين

عصر يوم الأربعاء الماضى أذاع تليفزيون BBC البريطانى الناطق باللغة العربية، تقريرا جاء فيه أن ٤ منظمات حقوقية طالبت الحكومة المصرية العمل بشكل حقيقى واستخدام كل الوسائل الممكنة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر.
من بين المنظمات التى وقعت على البيان «الجبهة المصرية لحقوق الإنسان» و«مركز النديم لمساعدة ضحايا التعذيب» و«مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان» و«منظمة اللاجئين فى مصر»، وتم نشره عبر «منصة اللاجئين» فى مصر على الفيسبوك.
البيان يطالب الحكومة المصرية بإدخال الوقود والمواد اللازمة لإعادة عمل البنية الأساسية للقطاع، بما يضمن إعادة إنتاج المياه الصالحة للشرب والكهرباء وتدفق الغذاء والدواء وكذلك عبر المنافذ التجارية للقطاع، وأن تسمح الحكومة المصرية لفرق ومعدات الدفاع المدنى بالدخول إلى القطاع والعمل على إنقاذ العالقين تحت الأنقاض التى خلفها العدوان الإسرائيلى، والسماح للفرق الطبية وأطقم منظمات الإغاثة المصرية والدولية بالدخول لغزة.
شخصيا أتمنى أن يحدث ذلك، وبالتالى فإننى أفترض حسن النية فى كل مصرى وعربى وأجنبى يطالب الحكومة المصرية والحكومات العربية والدولية بزيادة دورها وجهدها لقطاع غزة، والضغط بكل ما تستطيع على إسرائيل ومن يعاونها على وقف العدوان وزيادة المساعدات الواصلة للقطاع لأن هذا العدوان غير مسبوق.
وأغلبية المصريين والعرب يطالبون بذلك لأنهم يرون على شاشات القنوات التليفزيونية المختلفة إخوتهم وأشقاءهم الفلسطينيين يتعرضون لأبشع عدوان شهده التاريخ الحديث، وهؤلاء نعذرهم تماما، لأنهم ربما لا يدركون تعقيدات المشهد فى غزة والمنطقة بأكملها.
ربما تكون هناك بعض الأخطاء الفردية فى الجانب المصرى، وقد يحاول البعض من ذوى النفوس الضعيفة المتاجرة بآلام الفلسطينيين، ومصر أعلنت بوضوح على لسان ضياء رشوان أنها مستعدة للتحقيق فى أى من هذه الأخطاء الفردية، لكن من المهم الإدراك أن جوهر المشكلة هو العدوان الإسرائيلى أولا وثانيا وعاشرا!!.
وبالتالى هناك شعرة دقيقة للغاية تفصل ما بين التضامن الطبيعى والإنسانى مع غزة وأهلها، وبين الإساءة لمصر بحسن أو سوء نية، وبما لا يخدم إلا العدو الإسرائيلى الذى يحاول بكل الطرق التهرب والتملص من دوره فى العدوان والمأساة وإلقاء الكرة على المقاومة الفلسطينية، أو مصر كما حدث أمام محكمة العدل الدولية.
وبالتالى يبدو غريبا ومثيرا للعديد من الشكوك حينما تتزامن مثل هذه التعليقات وأحيانا الاتهامات للحكومة المصرية مع نفس الاتهامات الإسرائيلية الظالمة فى محكمة العدل الدولية فى لاهاى أو انتقادات وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون لما أسماه «البيروقراطية المصرية» التى تعيق تدفق المساعدات إلى قطاع غزة!!.
قد تكون هناك أخطاء فردية هنا أو هناك، لكن اصطفاف منظمات بعينها، خلف الدعاية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية أمر يدعو للاستغراب وأحيانا للريبة.
هذا أولا، أما المهم فهو أن معظم المطالب التى ترفعها هذه المنظمات تعنى ببساطة شديدة أن تعلن مصر الحرب على إسرائيل فورا.
يعلم الذين كتبوا هذه المطالب وغيرهم أن مصر تسعى من اليوم الأول لإدخال أكبر قدر من المساعدات، لكن إسرائيل كانت ترفض، وحينما رضخت للمطالب والضغوط المصرية والعربية والدولية فإنها راوغت وماطلت بل وقصفت المعبر أكثر من مرة، وهناك آلية ثلاثية من مصر وإسرائيل وأمريكا بشأن إدخال المساعدات.
والنقطة التى تكررها هذه المنظمات هى أنه على الحكومة المصرية أن تفتح المعبر فورا أمام المساعدات والبشر والمعدات كى يدخلوا إلى غزة، ليس فقط للمساعدات، ولكن لمساعدة الفلسطينيين.
سوف نفترض أن مصر استجابت لهذا المطلب فورا، فما هى النتيجة المتوقعة؟!
الطبيعى أن الجيش الإسرائيلى سيبادر إلى قصف هذه الشاحنات أو كل الداخلين، فما هو المفترض أن تفعله مصر فى هذه الحالة؟! إما أن تصمت وتبدو فى أعين هذه المنظمات مترددة وخائفة، أو تدخل الحرب فورا من أجل إرضاء هذه المنظمات وأمثالها فقط!.
نعم الفلسطينيون يتعرضون لأبشع عدوان، وهم يستحقون أكبر قدر من المساعدات والدعم من كل أشقائهم، لكن أيضا فإن قرار دخول الحرب أو حتى قطع العلاقات مع إسرائيل أو حتى سحب السفير، تقرره المصالح المصرية وليس فقط مطالبات بعض المنظمات هنا أو هناك.
أدرك تماما أن كلامى سيغضب كل هؤلاء ومعهم كل البسطاء والمتحمسين حسنى النية، لكن من المهم جدا أن ندرك أن القرارات الكبرى ينبغى أن تخضع لنقاشات وحسابات دقيقة جدا تتعلق بمصالح هذا البلد العليا، بعيدا عن ابتزازات وضغوط بعض المنظمات التى لا تجيد إلا الضغط على بلدها فقط.
نحتاج أن ندعم غزة بأقصى ما يمكننا، وفى نفس الوقت نحافظ على بلدنا من أى مكروه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعم غزة بين حسن وسوء النية دعم غزة بين حسن وسوء النية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon