توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سموتريتش.. المحتل لا يتعلم أبدا

  مصر اليوم -

سموتريتش المحتل لا يتعلم أبدا

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الخميس الماضى تبجح المتطرف بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلية، وأحد أهم أركان حكومة بنيامين نتنياهو قائلا: إن «إسرائيل ستعمل على إقامة سورٍ فاصلٍ بين قطاع غزة ومصر فى منطقة رفح لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، وأن هذا السور الفاصل سيوقف ضخ الأكسجين فى شرايين ما أسماهم بالإرهابيين».
ليس غريبًا على سموتريتش ترديد الأكاذيب واعتناق الأوهام، فمن يحل لنفسه سرقة وطن بأكمله، لن يكون غريبا عليه التفكير فى إقامة سور عازل بين غزة الفلسطينية وسيناء المصرية!.
ومن يطالع تصريحات سموتريتش وغيره من المسئولين والإعلاميين الإسرائيليين سيدرك فورًا أن هؤلاء لم يقرأوا التاريخ البعيد أو القريب أو حتى جوهر ما حدث يوم 7 أكتوير، حتى يدركوا أن كل الأسوار والمناطق العازلة لا تمنع شعبًا محتلاً من المقاومة لنيل حريته.
لماذا لم يسأل سموتريتش كبار الجنرالات والسياسيين الإسرائيليين عن فشل الأسوار الفاصلة والمناطق العازلة؟
قبل عملية «طوفان الأقصى» قبل حوالى 80 يوما كانت إسرائيل تتباهى بأنها أنشأت سورًا فاصلاً مزودًا بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا لمنع تسلل أى فلسطينى إلى ما يسمى بمستوطنات غلاف غزة، وأن هذا السور مزود بأجهزة تستطيع اكتشاف أى متسلل وإطلاق النار عليه بصورة آلية، وأنه يستحيل على أى شخص أو تنظيم اختراق هذا السور الذى تكلف أكثر من مليار دولار.
والذى حدث فى السادسة والثلث من صباح 7 أكتوبر الماضى هو أن المقاومين الفلسطينيين تمكنوا بأدوات بسيطة بل وبدائية من تعطيل هذا السور واختراقه بسهولة شديدة جدًا، بل ورأيناهم يطيرون على ارتفاع منخفضة فى مناطيد هوائية، ويدخلون مستوطنات غزة عبر الأنفاق، وعلى الموتوسيكلات الصينية عائدين إلى القطاع بالأسرى الإسرائيليين.
لو أن المسئولين الإسرائيليين لديهم الحد الأدنى من الفهم لتوصلوا يومها إلى قناعة واضحة بأن الأسوار مهما كانت محصنة وقوية، فإنها لا تمنع شعبًا أراد الحياة ورفض الذل والاستكانة والخضوع من المقاومة وتجاوز الأسوار.
لكن سموتريتش وإيتمار بن غفير ومعهم بنيامين نتنياهو وسائر عصابة المتطرفين العنصريين تجاهلوا كل ذلك، وبدلا من استيعاب الدرس قرروا الهرب إلى الأمام وتدمير غزة، ومحاولة تكرار نفس التجربة على الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية.
لو أن هؤلاء المتطرفين سألوا كبار جنرالاتهم وسياسييهم عن جدوى المناطق العازلة، فلربما وفروا الوقت والجهد والمال، وبحثوا فى جذور المشكلة، بدلاً من فروعها.
حينما اجتاحت إسرائيل الأراضى اللبنانية فى المرة الأولى عام ١٩٧٨، ثم فى المرة الثانية عام ١٩٨٢، أقامت منطقة عازلة فى الأراضى اللبنانية، ونصبت ضابطا لبنانيا برتبة رائد وهو سعد حداد مسئولا عن هذه المنطقة، ووقتها أعلن قيام دولة «لبنان الحر» فى ١٩ أبريل ١٩٧٩ متمردًا على الشرعية اللبنانية، هذا الضابط العميل كان له دور بارز فى مذبحة صابرا وشاتيلا بحق الفلسطينيين عام ١٩٨٢. هو توفى متأثرًا بمرض السرطان ولعنات غالبية شعبه والشعوب العربية عام ١٩٨٤.
وخلفه فى نفس المنصب الضابط الخائن «أنطوان لحد»، وظل «لحد» يمارس مهنة الخيانة، وتعرض لمحاولة اغتيال من المناضلة سهى بشارة عام ١٩٨٨، ودخل المستشفى وقضى فيه فترة طويلة. وفى النهاية تمكن المقاومون اللبنانيون من تحرير الجنوب، وإجبار الإسرائيليين على الانسحاب عام 2000، وفر معهم «لحد» وبعض أنصاره.
جيشه المتمرد تفكك، وأقام مطعما فى تل أبيب وأفلس، وعاملته إسرائيل معاملة الخائن واشتكى للإعلام الإسرائيلى من تخلى إسرائيل عنه، وتوفى فى باريس فى سبتمبر ٢٠١٥، مطاردًا باللعنات وأحكام غيابية لبنانية بالسجن المؤبد.
إذا كانت المناطق العازلة قد فشلت مع لبنان أكثر من مرة وانهارت تحت ضربات المقاومة اللبنانية، وإذا كان السور التكنولوجى على حدود غزة والمستوطنات قد انهار فى لمح البصر، فما الذى يجعل إسرائيل واثقة أن السور بين رفح المصرية والفلسطينية سوف ينجح، ومن الذى أقنع إسرائيل أنها يمكنها التواجد فى هذه المنطقة التى يفترض ألا يتواجد فيها أى قوة أخرى بخلاف المصريين والفلسطينيين؟!
على إسرائيل أن تفيق من أوهامها بدلا من تكرار الأخطاء القاتلة.
سوف يرحل سموتريتش وبقية العصابة المتطرفة إلى المكان الذى يستحقونه، ويبقى الشعب الفلسطينى على أرضه فى قطاع غزة متواصلاً مع مصر وكل العرب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سموتريتش المحتل لا يتعلم أبدا سموتريتش المحتل لا يتعلم أبدا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon