توقيت القاهرة المحلي 00:30:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎مصير حماس وحزب الله

  مصر اليوم -

‎مصير حماس وحزب الله

بقلم - عماد الدين حسين

هل اختفاء القادة والرموز التاريخية من قيادة التنظيمات والمنظمات والهيئات والمؤسسات والدول أمر عادى ويمكن تعويضه بسهولة أم العكس هو الصحيح؟
‎أطرح هذا السؤال للنقاش بعد أن نجحت إسرائيل فى اغتيال كل من حسن نصر الله أمين عام حرب الله فى 27 سبتمبر الماضى ويحيى السنوار قائد حركة حماس الفلسطينية فى قطاع غزة فى ١٧ أكتوبر الماضى؟
‎نصر الله والسنوار سواء اتفقنا أو اختلفنا معهما رمزان مهمان لعبا دورا بارزا فى بلديهما والمنطقة عموما.
‎بطبيعة الحال فإن حزب الله وحركة حماس يقولان ويكرران دائما أن غياب القائدين لن يؤثر على وجودهما واستمرار المقاومة، وإن ميكانزم العمل داخل التنظيمين  مؤسسى جدا ولا يعتمد على أى شخص حتى لو كان الأمين العام.
‎ظنى أن حماس وحزب الله لن يختفيا غدا أو حتى بعد غد أو ربما بعد أعوام لمجرد  اغتيال السنوار أو نصر الله، لأنهما تنظيمان عقائديان أيدلوجيان قائمان على أفكار يؤمن بها قطاع ليس قليلا من سكان فلسطين أو لبنان.
‎لكن ما أناقشه اليوم ليس اختفاء التنظيمين فهذا لن يحدث فورا، بل السؤال الذى أطرحه هل اختفاء السنوار ونصر الله سيؤثر على أداء التنظيمين أم لا؟
‎تقديرى أن الإجابة هى نعم والسبب ببساطة أن القيادة الكاريزمية حينما تختفى بالقتل أو بالوفاة الطبيعية تترك فراغا كبيرا سواء على مستوى التنظيم أو القيادة أو حتى على المستوى الشعبى.
‎وفى بعض الأحيان فإن القائد الرمز أو الكاريزما حينما يختفى فإن الدفة والبوصلة قد تتحول إلى العكس الكامل، والتاريخ القريب والبعيد يزخر بأمثلة لا تعد ولا تحصى.
‎فى مصر مثلا ومع فارق القياس وبعد وفاة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر صاحب الشعبية الطاغية داخليا وخارجيا، فإن التوجهات السياسية والاقتصادية اختلفت تماما مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات من أول الإفراج عن أعضاء وقيادات جماعة الإخوان مرورا بطرد الخبراء السوفييت ونهاية بالسفر إلى إسرائيل وتوقيع اتفاق كامب ديفيد ثم اتفاقية السلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩.
‎السادات كان البعض يعتبره باهتا ومجرد ظل  لعبد الناصر، لكن بعد انتصار أكتوبر العظيم واتفاقه مع إسرائيل، صار زعيما كبيرا، سواء أحبه البعض أو كرهوه، وبالتالى حينما اغتيل فى أكتوبر ١٩٨١، وجاء حسنى مبارك تغيرت الأحوال وطريقة القيادة من الصدمات والمغامرات والقرارات الجريئة غير المتوقعة إلى ما أسماه البعض «استقرار القبور».
‎ وحينما تولى ميخائيل جورباتشوف مقاليد الحكم فى الاتحاد السوفييتى السابق عام ١٩٩٠ فإن سياسته المعتمدة على «المكاشفة والمصارحة » أو «الجلاسنوسوت والبيروسترويكا»، فقد أدى ذلك إلى تفكك وانهيار الاتحاد السوفييتى، وجاء بعده بوريس يلتسين والذى صار رئيسا لروسيا حتى عام ١٩٩٩، بعد أن أجهز بسياساته على ما تبقى من الاتحاد السوفييتى، وصارت روسيا فى عهده شديدة الضعف  والفقر والضآلة وبعده جاء فلاديمير بوتين محاولا إعادة إحياء دور بلاده كقوة كبرى.
‎فى الصين يمكن أن نرى صورة أخرى، فالزعيم الصينى الكبير ماو تسى تونج مؤسس الصين الحديثة، توفى عام ١٩٧٦، تاركا ما عرف باسم الماوية والتطبيق الصينى للماركسية على الأسس الصينية، ومن جاء بعده كان دينج هسياو بينج والذى توفى عام ١٩٩٢، وهو الأب الروحى للتجربة الصينية الحديثة فى عملية التنمية المستدامة، منقلبا على التطبيق الجامد والمتزمت للماركسية، ولذلك اتهمه كثيرون بأنه انحرف عن الاشتراكية لكن ثبت أن سياسته كانت السبب الجوهرى التى نقلت الصين من بلد شديد التخلف إلى ما تعيشه الآن بحيث إنها صارت القوة التى تنافس أمريكا على زعامة العالم اقتصاديا.
‎النماذج والأمثلة على دور الفرد فى التاريخ كثيرة، لكن مرة أخرى إذا تعلق الأمر بالتنظيمات العقائدية فإن دور الفرد والزعيم مؤثر جدا، لكنه ليس حاسما بحيث نقول إن غيابه يعنى غياب التنظيم.
‎ومما سبق يمكن القول أن كلا من حماس وحزب الله تلقيا ضربات إسرائيلية نوعية وصعبة ستؤثر على أدائهما لسنوات ورغم ذلك يصعب القول إنهما تلاشيا أو حتى فى طريقهما السريع لذلك. 
‎النقطة الجوهرية هى أنه وحتى لو تمكنت إسرائيل – جدلا - من القضاء نهائيا على حزب الله وحركة حماس، فإن ذلك لا يعنى أن المقاومة انتهت، لأن أصل القضية هو الاحتلال الإسرائيلى وليس أى شىء آخر، وهذا هو الأمر الذى لا تريد أن تفهمه إسرائيل منذ عام 1948 وحتى الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎مصير حماس وحزب الله ‎مصير حماس وحزب الله



GMT 19:57 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الدوافع حديث الهواية فى كرة القدم

GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:30 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon